حنان حسين
تظل مجتمعاتنا الشرقية لها وضعها الخاص وطقوسها الخاصة وفي اليمن تزداد الخصوصية والتحسس وعدم تقبّل المجتمع للخوض في بعض المواضيع ،وهذا ما لامسته إثر مقالي السابق عن(المرأة بين بشاعة الإغواء وفريسة الإغتصاب).
ورغم أن عدد القراءات له وصلت إلى (11000) قراءة ولكن كثيرين من المثقفين والأكاديميين وبعض السياسيين لاموني وفضّلوا عدم خوضي في مثل هذه المواضيع الحساسة، ليس لأن الوضع ملائكي وحديثي ليس له وجود بل لأن الرجل لايريد أن يُقال عنه مايمس رجولته وقيمه وأخلاقه ،وجدتني مضطرة للتوضيح في هذا الموضع.
أولاً:أنا شخصياً لا أحب الخوض في خصوصيات الآخرين وطقوس حياتهم ولا يعنيني أن يقضونها في المساجد أم في أماكن أخرى ،كان الحديث عن الاستدراج للمرأة والنيل منها بطرق الابتزاز العاطفي أو المادي ،وهذا ما لايدخل في الخصوصية، فالذي يستغل منصبه ومكانته من أجل هذه الأشياء الرخيصة هذا لا بد أن يقف المجتمع ضده، لأن استغلال المنصب والنفوذ أمر مقيت ويعكس مدى بشاعة المتنفذ.
كما إنني أزعم أن لي فكري المُتحرر والخارج عن بعض طقوس وأعراف مجتمعي القبلي الذي لا يزال ينظر للمرأة نظرة لا تنظرها إلا المجتمعات البدائية وقد ينتقدني البعض لهذا النهج والخروج وعدم التقوقع على مخرجات أعراف بائدة لا تمُت للدين بصلة، كما أن مسألة الدين والحلال والحرام هذه من خصوصيات العبد وربه ،مثلاً أنا أجد في الخارج عن الاسلام الى ديانة ثانية مسألة قناعة معينة ترسّخت في نفس صاحبها فاعتنقها ولا أحبذ مقاضاته بدعوى ارتكاب الردة فقد يضمر الكفر ويعلن الاسلام ظاهرياً، لماذا لايكون الدين حرية وقناعة لدينا وليس خوفاً من دعاوى الردة والتكفير،المسيحية واليهودية، أية ديانة كانت ليست بقدر قناعاتي بالاسلام وهو ديني الثابت الذي لن يتغيّر بإذن الله ولكن لا تجعلوا من الدين ذريعة وسوطاً مسلطاً على رقابنا الله يحاسب المرء على ما أضمره قلبه في القناعة والإيمان والكفر.. قال تعالى(إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان) لهذا ومن باب هذا الاحترام لحريات وخصوصيات الجميع أحببت أن أوضح للجميع إن اللحم الرخيص مرصوف على الطرقات والأزقة يرتدي نقاب التستّر من أعين البشر وهو عارٍ تماماً أمام الله وهو متوافر بحماية قانونية بشكل أو بآخر، فكان القصد إن المهووسين بهذا الهوس وبتلك الغرائز أمامهم هذه الأماكن وتلك الأماكن وهذا النوع من النساء لن يحاكمهم ويقاضيهم أحد بل لهم كل الحرية في ممارساتهم تلك ، لكن أن يتم الزجّ بنساء لسن من ذاك النوع وابتزازهن، فهذا الشيء مخالف ومرفوض ولا بد أن يتم معاقبة كل من يمارس هذا السقوط الأخلاقي واستغلال المناصب.
وبما أن إرضاء الناس غاية لا تدرك..فإن مقالي الأول أزعج بعض المتنفذين وهذا المقال قد يزعج بعض رجال الدين الذين لا يؤمنون بحرية الآخرين وخصوصياتهم كل من يريد أو ينتوي أن يطلق العنان لغرائزه فله شأنه ولكن بعيداً عن التحايل والابتزاز.
الذي استفزني عند كتابتي للمقال إن أغلب المتفذين كثيري الأسفار والترحال والمثقفين والمتعلمين هم الأكثرسقوطاً في هذا الوكر الابتزازي، وكر السقوط الأخلاقي ، فلا بد أن يكفّوا عن استغلال مناصبهم في الاطاحة بالعفيفات.
السادة الرجال قوقعة الصمت والسكوت لن تظلّل المتعلّمات والمتحرّرات من قيود عُرفية فقط تجيد إحكام قبضتها والامتهان للمرأة ، فحذّروا الأصوات التي ستنطلق من النساء المقهورات يوماً ولن يستمر الصمت طويلاً،الذين يستغلون مكابتهم الحكومية ومؤسسات الدولة والمرافق العامة من أجل ممارسة مشاعر حميمية هؤلاء لابد أن يتم استبعادهم من مناصبهم، مثلهم مثل الذي يرتكب جريمة سرقة أو قتل ومادمت تعشق المغامرات سيدي المسؤول هناك مرافقك الخاصة لك كامل الحرية في ماتريده ولا أحد يستطيع اختراق عرينك أيّها المتنفذ العاطفي.
المرفق العام له قداسة كقداسة محارمك، إن كنت لا تدري . وفي الأخير فليغضب مني من غضب محسوب على الوطن روحي مواطنة لها حقوقها في التعبير ولها واجباتها التي لا أراني تعدّيتها أيّها الكرام الأشاوس. حلقة التهديدات والتوعُّد من بعض المعنيين لن تجد طريقها في تخويف كلمة الحق ومن يجد إنه هو المقصود هومن يقوم بالتوعد والتهديد . مقصودي الأول والأخير هو احترام المرأة وعدم التعامل معها كجسد يتحتم على المتنفذين استغلاله وابتزازه.
نقلا عن الجمهورية

حول الموقع

سام برس