عبدالسلام الفقية
الحرية والمواطنة المتساوية والعدل والعيش الكريم وغير ذلك من امال الشعب اليمني والتي قدم لها قرابين وضحايا وشهداء منذ منتصف القرن الماضي وحتى الثورة الشبابية الشعبية كأقرب حقبة أضحت بعيدة المنال ، والتفاؤل الذي رافق الثورة الشبابية ما لبث أن تحول الى نذير شؤم بأيام حالكات ووضع أكثر سوأ من ذي قبل .القمع والانفلات الامني والبطالة والتوريث والفساد والتبعية والتدخلات الاقليمية في الشأن اليمني كانت سبب سخطنا وغضبنا على الرئيس السابق وفريق أدارته ، وكانت شعارات الثوار والاحزاب وموضوعات منتدياتها واجتماعها ، فماذا وجدنا في الرئاسة والحكومة الانتقالية ؟ ظهرت ابين وشبوة بدلا عن سنحان ومقوله ، والاصلاح بديلا عن المؤتمر وصفقات وابتزاز وتقاسم للوظيفة العامة .أما اللجنة العامة فهي كما هي مع زيادة في التدهور الاقتصادي وزيادة نسبة البطالة وتوسع الانفلات الامني وارتفاع درجة الجريمة والاختطافات والتقطع على الطريق العام وداخل المدن. ظهور ابن الرئيس كلاعب فاعل في القرارات والملفات الداخلية والخارجية ..عقد صفقات مع الاصلاح لتمرير تعيينات قيادات عسكرية تابعة لاحد أطراف أحداث 86م مقابل قبول مرشحين للإصلاح في مناصب كبيرة، كمدير مكتب الرئاسة والسماح للاحوا بتجنيد عشرات الالاف من أعضائهم في الداخلية والجيش وكل ذلك العبث وغيره لن يكون الا سجلا مخزيا في تاريخ المرحلة وامام الشعب الذي غيبة ضعفة وقلة حيلته. المشكلة ليست في عجز الرئيس وضعف رئيس الحكومة وخيبة اعضائها فقط فنحن كمواطنين سبب رئيسي في كل ما يحدث !! صحيح ان نسبة كبيرة وعيها السياسي ضعيف ، وحقيقي ان مجتمعنا زراعي بنسبة 70% من السكان ولا تأتي امور السياسة في أولياته ولكن وجود الحياة المستقرة ،والامن ،والتعليم ،والصحة ،والعدل ،هي محور العيش الكريم وطاب الجميع، ولاشيء من ذلك في متناول 90% من اليمنيين. الطائرات الامريكية تقتلنا ، القوات السعودية تحتل ارضنا وتمتهن ابنائنا لديها ، المخابرات القطرية تعقد صفقات مع القاعدة في بلدنا ، الالاف من شبابنا يرسلون الى الموت في سوريا. ماذا بقي بعد حتى نتأكد أن حياتنا سيئة وأوضاعنا مملة وارواحنا لا تساوي الا رصاصة من بندقية حارس شيخ تافه ؟؟ نموت يوميا وبكل الوسائل غرقا في عرض البحر، وبسقوط الطائرات على رؤوسنا ،وبحوادث السير ،وبرصاصات المشائخ ،وبالدراجات ،وكاتم الصوت ، والسرطان ،وتليف الكبد ،والفشل الكلوي والى اخر تراتبية وسائل الموت. بضع مئات يتقاذفون بأرواحنا ويتحكمون في مصائرنا ويصادرون باطن الارض وظاهرها ..لسنا في اجندتهم الا ادوات للامتطاء وبيادق تصل بهم الى الكرسي والملُك أورعية في حوش شيخ نقطف له رؤوسا أو نوطنه أرضا ملك ليتيم أو عاجز. وسيظل تغيير الحال من المحال مالم يدرك المزارع والمثقف والموظف والجندي وكل مكونات المجتمع أن حياتهم و حياتنا مملة وغير ادميه فنعمل لحياة أكرم وأفضل أو ننتظر حماقة الموت . (أن تحيا من أجل تموت ليس شيئا مسليا أبدا ، ولكن أن تحيا وأنت تدرك أنك ستموت قبل فوات الاوان فهذا شيء أحمق تماما ) تشيخوف

حول الموقع

سام برس