بقلم / علي محمد البيضاني
على صخرة الوحدة والصمود البطولي غير المسبوق لجماهير شعبنا اليمني العظيم لاشك أنه يتحطم ساعة تلو أخرى ويوماً بعد آخر جنون وهستيريا العدوان السعودي - الأمريكي الغاشم ضد بلادنا والذي يتواصل بكل همجية وتجبُّر منذ السادس والعشرين من شهر مارس 2015م وفي شكل بربري ووحشي تجاوز كل الأعراف والمواثيق والأخلاقيات والقيم الإنسانية ..

ولاشك أن ملامح هذه الوحدة الوطنية الراسخة وأن صور هذا الصمود البطولي النادر وغير المعهود تتخذ أشكالاً وصوراً عديدة ومختلفة رغم الحرب الظالمة لقوى العدوان السعودي - الأمريكي الجائر واستمرار الحصار المفروض على بلادنا وجماهير شعبنا اليمني براً وبحراً وجواً وذلك في سابقة عدائية سافرة تعد الأولى من نوعها في تاريخ الصراعات والحروب سواء كانت بين الدول أو حروب إقليمية ..إلخ ..

والحق يقال إن الاستهجان الرسمي والشعبي الواسعين والكبيرين للعدوان السعودي - الأمريكي على الصعيد الوطني لم تتوقف عند حدود الرفض والإدانة لهذا العدوان الأرعن فحسب، بل إنه قوبل ولا يزال باستنكار واسع من عموم القبائل اليمنية كافة في شمال الوطن وجنوبه وفي شرقه وغربه، وهذا الاستنكار للتجمعات القبلية الحرة والأصيلة ليس غريباً عن هذه القبائل التي تعرضت للتشويه والإساءة خلال الفترات والعقود المنصرمة وبخاصة فوق مذبح الارتزاق تارة وحسابات العمالة والخيانة تارة أخرى، وهو الأمر الذي يدعونا معه إلى الاسترشاد والتذليل بمواقف قبائل مارب الأبية التي أظهرت رفضاً قوياً وموحداً ضد أي تواجد يذكر لقوات الدول المتحالفة والمعتدية على أرض الوطن وعدم القبول به من أي شخص أو جماعة سواء كان في محافظة مارب أو خارجها ..

وإذ نشير هنا إلى أن ذات المواقف الأصيلة لقبائل مارب الحضارة والتاريخ قد تجلت في أروع صورها وأشكالها الرائعة والقوية من خلال إجبار القوات العسكرية الغازية والمعتدية على احترام إرادتها ووضعتها بين خيارين حقيقيين إما مطالبتها بالانسحاب من حيث جاءت وتسليم أسلحتها أو مواجهة مصيرها مباشرة وهو ذلكم الموقف المشرف للقبائل في مارب العصية على الاستسلام والخنوع للقوى المعتدية أياً كانت إقليمية أو دولية، الأمر الذي أخذته القوات المتحالفة، أي هذا الموقف الثابت والتهديد الماربي الواضح على محمل الجد والأهمية ..

والواقع أننا عندما نسوق هذا الموقف الرائع لقبائل مارب التاريخ والحضارة إنما نسوقه من باب التدليل والإشارة فقط وليس من باب المزايدة والمتاجرة، إذ أن ذلك لا يعني أيضا وبأي حال من الأحوال التقليل أو الانتقاص من مواقف عموم القبائل اليمنية وأصولها المعروفة من حاشد وبكيل ومذحج .. الخ .. وهذه المواقف المناهضة للعدوان السعودي - الأمريكي قد جسدت بحق وحدة وتماسك القبائل اليمنية وعبّرت عن رفضها المطلق والتام لذلكم العدوان الجائر والبربري الذي تتواصل أشكال وصور رفضه وإدانته على مدار اليوم والساعة من قبل كافة دول العالم وحكوماته وشعوب الأرض قاطبة ..

وإذ نسجل في هذا المقام تحديداً كل التحية والتقدير والعرفان لقبائل مارب الأبية على مواقفها المشرفة والوفية الرافضة للعدوان الظالم ضد بلادنا ووطننا اليمني العزيز والذي تقوده بصلف ودونما حياء أو خجل الجارة الموغلة في العمالة للصهيونية وخدمة الماسونية العالمية ( المملكة العربية السعودية ) المعروفة بنزعاتها العدائية والتاريخية ضد وحدة وطننا اليمني ومحاولاتها القديمة الجديدة والحثيثة لتقويض أمنه واستقراره، وهذه النزعات العدائية الواضحة ليست غريبة أو بالأصح أضحت معروفة لنظام حكم أسرة وعائلة آل سعود التي لا يروق لها أن ترى يمناً موحداً وقوياً ومتطوراً إلى جوارها أو في حدودها الجنوبية، ولذلك فإنه غدا أمراً معروفاً للجميع وبالذات لجماهير شعبنا اليمني الصامدة في وجه هذا العدوان السعودي - الأمريكي الغاشم الذي سيفشل لا محالة وانه سيبقى صفحة سوداء في حياة الحكومات والشعوب والبلدان المتحالفة .. ولنا في دروس ومعطيات الواقع المعاصر أكثر من معنى ودلالة .
نقلا عن صحيفة الثورة

حول الموقع

سام برس