بقلم / أحمد عبدالله الشاوش
ما أن بدأ الاعصار العسكري " الروسي" يقتلع جذور الإرهاب " السعودي " في " سوريا" عبر توجيه ضربات نوعية ضد الجيش الحر والنصرة وداعش والقاعدة واخواتها ، حتى جُن جنون حكام " الرياض " ، وأمراء " قطر " وقيادات " الاتراك" ، لاسيما بعد أن وصل " الدب " الروسي الى الوطن السوري " الصامد" بطلب من الحكومة " الشرعية" للجمهورية العربية السورية .. ومما زاد في صدمة " سفهاء " الخليج هو ذلك الزخم الكبير ، والعواصف الشديدة لمجاهدي " حزب الله " واللجان الشعبية ، والخبراء الإيرانيين ، وجلادة الجيش السوري الذي ارتفعت معنوياته بسرعة البرق بعد تحقيقة الكثير من الانتصارات ضد الإرهاب وداعميه.

وما يميز الاستراتيجية الروسية هو سرعة اقتناصها لفرصة تاريخية أنتظرها حكام روسيا طوال قرن من الزمن ، ليدخل الرئيس " بوتين " منطقة الشرق الأوسط من أوسع أبوابها وتصبح دول الخليج على مرمى حجر ، رغم الألغام والرعب وفتاوى البيت الأبيض والتذكير بالهزيمة في أفغانستان ، ليُثبت الدب الروسي استعادة قبطيته من جديد بكل عنفوان وثقة محققاً أحلامه وطموحاته القديمة في رسم خريطة شرق أوسط جديد تحمل بصمة " موسكو" الى جانب بصمة " واشنطن " المترهلة .

وتظهر لنا الاحداث والمتغيرات بجلاء أن العالم يتغير وأن الامبراطوريات تغيب وتتحطم ، وان أمريكا رغم جبروتها وطغيانها وعنفوانها لم تعد القطب الأوحد ، وأن ملامح سايكس بيكو جديدة قاب قوسين أوادنى ، لاسيما بعد اعلان موسكو وواشنطن وتل ابيب وجود تنسيق معلوماتي على درجة عالية في سوريا وغرفة عملية مشتركة ، ضد الإرهاب !!؟.

ورغم شفافية المشهد مازال الدعم السعودي والقطري والاماراتي والتركي لبؤر الإرهاب بلاحدود ومازالت آلة القتل والابادة والدمار والتشريد والاغتيالات وتفجير المساجد مستمرة ، وثروات شعب نجد والحجاز وقطر وغيرها من دول الخليج تستنزف في قتل الشعوب واسقاط الأنظمة والتدخل في سيادة الدول وتحريض الشعوب وتقويض السلام العالمي وضرب الامن والاستقرار .

ولذلك مازال " مراهقي " الخليج لم يبلغوا سن الرشد السياسي ومازالوا يراهنوا على أستراتيجية الترهيب والترغيب والتعويل على البند السابع الذي فصل خصيصاَ لتدمير الوطن العربي وعلى الجيوش الأجنبية وأسلحتها المحرمة دولياً لغزو العالم العربي والإسلامي ونهب ثرواته لنزوة البقاء في الحكم وممارسة الطغيان.

ولذلك العته والتسلط بدأت عروش الطغيان تهتز في السعودية ، بعدان تورطت في المستنقع السوري واليمني ، وثورة الشيعة في منطقة القطيف جنوب السعودية ، وأخطر من هذا وذلك ، حالة الخلاف والتصدع الكبير داخل الاسرة الحاكمة في السعودي والذي أصبح شره وشرره يلوح في الافاق ، بالإضافة الى الخلاف السياسي الكبير بين مصر والسعودية على خلفية تأييد القاهرة للدولة السورية في حربها ضد الإرهاب وعدم تورطها في ارسال جنود الى اليمن .

Shawish22@gmail.com

حول الموقع

سام برس