سام برس
استهداف “الدولة الاسلامية” لمساجد الطائفة الاسماعيلية في نجران صداع جديد للامن السعودي وفي توقيت حرج واليكم الاسباب

جاء هجوم يوم الاثنين الماضي على مسجد يؤمه ابناء الطائفة الاسماعيلية في مدينة نجران السعودية المحاذية لليمن، الذي اودى بحياة اثنين من المصلين، ليؤكد مرة اخرى ان الاجراءات الامنية الطارئة والمكثفة، التي اتخذتها السلطات السعودية لم تكن على درجة عالية من الكفاءة والفاعلية، والاهم من كل ذلك، ان عناصر “الدولة الاسلامية” التي اعلنت مسؤوليتها عن تنفيذ هذا الهجوم، مثلما اعلنت مسؤوليتها عن هجمات اخرى في القطيف والدمام، تتواجد بكثرة في النسيج الداخلي السعودي رغم حملات الاعتقال المكثفة التي تعلن عنها وزارة الداخلية وتستهدفهم بين الحين والآخر في صفوفهم.

الامر اللافت في هذا الهجوم استهدافه للمرة الاولى الطائفة الاسماعيلية التي يقدر عددها بمئات الآلاف، وتتمركز هذه الطائفة في نجران على وجه الخصوص، ومعظم افرادها من قبيلة “يام” العربية، وانخرطوا في مظاهرات احتجاجية ضد الدولة بسبب التهميش والتمييز ضدهم في وظائف الدولة ابرزها عام الفين.

معظم الهجمات السابقة لـ”الدولة الاسلامية” تركزت في المنطقة الشرقية، حيث الاقلية الشيعية، وتمددت الى الكويت حيث جرى استهداف مسجدا شيعيا من خلال عملية انتحارية نفذها مواطن سعودي بحزام ناسف، فجر نفسه وسط المصلين.
النقطة الاخرى اللافتة ايضا في هذا التفجير الاخير اعلان “الدولة الاسلامية” ان منفذ الهجوم هو ابو اسحق الحجازي (سعد سعيد الحارثي( الذي جاء من “ولاية الحجاز″، وهذا يعني ان خلايا التنظيم لها مرجعية، مثلما لها خبراء في تصنيع الاحزمة الناسفة، وتجنيد الانغماسيين (الانتحاريين)، مما ينبيء بخطر امني كبير ومتصاعد.

توقيت هذا الهجوم جاء في وقت حرج للغاية بالنسبة الى القيادة السعودية، ووزارة داخليتها، على وجه الخصوص، فالى جانب الانشغال بمأساة حادث التدافع في مشعر منى اثناء موسم الحج، الذي ترجح بعض المصادر ان عدد الضحايا يقترب من ثلاثة آلاف، حسب احصاءات الدول المنكوبة، بينما تقول مصادر اخرى ان الرقم يقترب من الخمسة آلاف قتيل، وهناك عمليات اختراق متصاعدة للحدود اليمنية السعودية من قبل عناصر تابعة لانصار الله الحوثيين، وتستهدف قرى في مناطق جيزان، وتوقع خسائر كبيرة مادية وبشرية.

مع تراجع انشطة تنظيم “القاعدة” في المملكة العربية السعودية، وبروز تنظيم “الدولة الاسلامية”، واتساع نطاق هجماته، فإن الصورة تبدو قاتمة بالنسبة الى قوات الامن ، وتطرح العديد من الاسئلة حول كفائتها في التصدي لهذا الخطر الداخلي المتصاعد.
“راي اليوم”

حول الموقع

سام برس