بقلم المهندس / شفيق خميس
أورد موقع الأخبار الغربية "مصر 24" يوم الأربعاء 21 تشرين أول/ أكتوبر الجاري خبراً بعنوان "آخر أخبار اليمن الآن العاجلة مباشرة اليوم مجلس الأمن يعرض مستجدات اليمن و"جنيف 2" قال فيه "من المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة مغلقة بشأن المستجدات الأخيرة في الأزمة اليمنية وقالت مصادر عربية في نيويورك لوكالة خبر إن مجلس الأمن يتجه لعقد جلسة مساء اليوم - الأربعاء 21 تشرين أول/أكتوبر 2015 ومن المقرر أن يحيط إسماعيل ولد الشيخ أحمد، المبعوث الخاص للأمين العام المعني باليمن، أعضاء مجلس الأمن الدولي حول آخر المستجدات يمنياً ونتائج مباحثاته ولقاءاته مع المسئولين اليمنيين والأطراف اليمنية في الداخل والرياض وكذا محادثاته مع مسئولين خليجيين وسوف يبلغ المبعوث الخاص أعضاء المجلس بآلية متفقة لانعقاد جولة مباحثات جديدة يمنية يمنية في جنيف نهاية تشرين أول/أكتوبر الجاري."

لقد عرف عن سويسرا بعد خروجها من الصراع في أوروبا أنها بلد محايد اتخذتها الدول الاستعمارية من يومها مكاناً لحبك المؤامرات تحت مسمى مؤتمرات خدمة لمصالحها الاستعمارية في شتى بقاع العالم، واليوم تذهب الأمم المتحدة لتقود المؤامرة على اليمن لصالح أمريكا المتعطشة لبسط نفوذها السياسي فيه بعد أن عجزت خلال أكثر من 53 عاماً من مباشرة أعمالها السياسية عن تحقيق ذلك، عن طريق إضفاء الشرعية على الحوثيين الداخلين إلى صنعاء بقوة السلاح وتحت رعاية الأمم المتحدة برعايتها لاتفاق السلم والشراكة الموقع في صنعاء في 21 أيلول/سبتمبر 2014م بدلاً من مناهضتها بحسب قوانينها التي تجرم الوصول إلى الحكم عن طريق استخدام القوة.

تعمد بريطانيا إلى تعطيل مؤتمرات جنيف بالقدر الذي تستطيعه لأن مخرجاته ستأتي على حساب نفوذها السياسي فيه لصالح نفوذ أمريكا، كما استبقت الأحداث وقامت بتقسيم رجالها في اليمن إلى فريقي عمل "هادي وحكومته + صالح وحزبه" حتى لا يتمكن الحوثيون من الحصول على حصة كبيرة من الحكم والسلطة في إطار نظام الحكم الحالي في اليمن، الأمر الذي أربك أمريكا ورجالها الحوثيين الذين يقف صالح وحزبه إلى جانبهم ولم يجدوا حتى اللحظة سبيلاً للتخلص منهم.
وتعمل بريطانيا على إبقاء نظام الحكم في اليمن على أساس فيدرالي بدلا من التفتيت الذي تسعى أمريكا لإيجاده ويعمل رجالها لتحقيقه على أرض الواقع.

الناظر في التاريخ سيجد مدينة جنيف السويسرية قد احتضنت لقاءات كثيرة ليس فقط في التاريخ القريب المنظور حول سوريا واليمن، وسيجد جنيف قد احتضنت لقاءات من 20- 29 تشرين الثاني/نوفمبر 1967م بين الاستعمار والجبهة القومية سلمت إحداهما الحكم للأخرى في 30 تشرين الثاني/نوفمبر. وما يتم اليوم في جنيف ليس سوى تبادل الأدوار بين أمريكا وبريطانيا.

لقد كثرت مؤتمرات جنيف عن اليمن فيما غاب عنها الحل الذي يرضي أهلها لا الدول الاستعمارية التي تتصارع في التعاقب على استعماره. إن الحل لأهل اليمن ليس باستبدال النفوذ السياسي الأمريكي بنفوذ سياسي بريطاني تحت أي عباءة كانت، والحل لن يأتي من جنيف ولكن من جنس عقيدة أهل اليمن، بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة وتنصيب خليفة يبايع على الحكم بالإسلام واقتلاع نفوذ الدول الاستعمارية الغربية من اليمن وتوحيد بلاد المسلمين تحت راية العقاب.
* عضو حزب التحرير في ولاية اليمن

حول الموقع

سام برس