بقلم / أحمد عبدالله الشاوش
وداعاً أيها العزيز ، بالامس شيعناك وودعناك الى مثواك الاخير بعد أن أختطفك القدر الى جوار ربك الاعلى وأستبدلك داراً خير من دارك وسماء غير سمائك وجنة غير جنان الكون ، لطهارة قلبك وصدقك وتواضعك.

رحلت الى جوار ربك وقلوبنا تعتصر ألماً وكمداً من هول الفراق والفاجعة بعد ان أختلط الحابل بالنابل وترنحت منظومة القيم ، وصار الدين سلعة في سوق النخاسة ، والجمهورية مجرد علم ، والديمقراطية لافته ، والحرية فوضى ، والسياسة مزايدة ، وغالبية وسائل الاعلام بوقاً للمفلسين .
مرضت فشفاك الله وأصبت بجلطة فحفظك الله ، الا ان القدر غيبك عنا اثر حادث مروري أختزل حياتك في بضع أيام أو ساعات .. فقدناك أيها الجندي المجهول في بلاط صاحبة الجلالة ، فقدناك يا "حسن الكشري " يامن كنت اول العابدين في محراب العمل طوال فترة التحاقك بمؤسسة الثورة للصحافة ، فكنت نعم الاب والاخ والصديق ، الناصح والامين ..
فقدناك يا من كانت ليديك الطاهرتين شرف الحفاظ على المؤسسة مع بقية الشرفاء وفي مقدمتهم الفقيد الاستاذ محمد ردمان الزرقة .. سباق لغرس اشجار الفاكهة والورود واشجار الزينة في بستان المؤسسة وأرصفتها وما ان يحين قطاف الثمر توزع خيراتها الى كل مكتب وموظف ، وما ان أختلت الموازين والقيم وأرتفعت فوق صوت الحكمة في كل مؤسسات الدولة حتى صار بعضنا ينهش في لحم الاخر ، وصارت اشجار الفاكهة والورود الجميلة والازهار البديعة تحت رحمة الايادي العابثة عرضة للعطش ومعاول الوحوش الناقمة من مؤسسات الدولة .
ودعناك ياخير الاصدقاء يا من كنت أول الملتزمين بالدوام الرسمي ببسمتك ووداعتك ولطفك وامانتك ومثابرتك وعزمك وأصرارك في تجهيز الفعاليات والاجتماعات وتزيين مبنى المؤسسة الصحفية الاولى في اليمن والسباق الى رفع أعلام ثورة السادس والعشرين من سبتمر وأكتوبر ونوفمبر وعيد الوحدة بكل حب وثقة ، حتى صرت نادراً ومحل استغراب في الزمن العجيب والغريب .

مازلنا وسنظل نتذكر ايام العمل واوقات الفراغ وتناول الشاي بصورة يومية بدلا عن مضغ القات والحديث عن الجوانب الإنسانية وعطفه ومودته الصادقة ، ولهذه السجايا العظيمة والقلب الطيب والمثابرة فقدنا أحد المعادن النفيسة التي قلما نجدها في عالم اليوم المشحون بالمظاهر والنفاق والفوضى ، ولهذا أحبه الله وقربه أليه فنام قرير العين.

حول الموقع

سام برس