بقلم / حمدي دوبلة
ماذا عساه ان يفعل جيش اليمن اذا ماتوفر له الشئ اليسير من السلاح الحديث الذي يمتلكه اعداؤه وخصومه؟ وماهي ياترى الحدود التي سيقف عندها المقاتل اليمني اذا امتلك الغطاء الجوي المناسب فقط؟..وكيف سيكون حال المعركة اليوم اذا مادارت رحاها في ظروف اعتيادية وبعيدا عن الحصار المطبق الذي يفرضه الاعداء على اليمن وشعبه وجيشه وهو يواجه جيوش الارض المدعومة باحدث التقنيات الحربية وبامبراطوريات المال والاعلام وادوات النفوذ السياسي في العالم؟.

اسئلة كثيرة اصبحت تشغل اليوم عقول السياسيين والخبراء العسكريين حول العالم وهم يتابعون واقع وتفاصيل يوميات العدوان والحصار الجائر على اليمن الذي يوشك ان يكمل شهره الثامن دون ان يحقق شيئا ملموسا على الارض ودون ان يجني غير الهزائم المذلة والفضائح المتلاحقة التي بات يتجرعها المعتدون وجحافلهم يوميا على ايدي بواسل اليمن من ابناء الجيش واللجان الشعبية في مختلف جبهات القتال وخاصة في عمق اراضي العدو حيث يسجل ابطال اليمن هناك انتصارات اعجازية مذهلة في زمن ولت فيه المعجزات وغادرته كثير من قيم الانسان واخلاقياته وسماته البشرية بفعل طغيان المال والمادة ولغة المصالح والمكاسب على هذا الكوكب المهرول اهله على غير هدى صوب بريق الريال والدولار وانهار نفط صحراء العرب.

يسطر اليمنيون في هذه المعركة غير المتكافئة وباسلحتهم التقليدية البسيطة ملاحم بطولية وانتصارات عظيمة لاشك انها ستُدرس يوما في الكليات والمعاهد العسكرية في شتى دول العالم وسيقف خبراء الحروب ومتخصصو المواجهات الميدانية طويلا امام التكتيكات والخطط العسكرية التي اتبعها جيش اليمن وسيبحثون بجدية ربما لا يتوقعها الكثيرون في الاسباب والدوافع التي ولدت كل هذا الاقدام والشجاعة المنقطعة النظير التي اتسم بها المقاتل اليمني والتي مكنته من قهر العدو المتمترس خلف ترسانة هائلة من السلاح الاحدث والاكثر فتكا في تاريخ البشرية واقتحام ثكناته ومتارسه وتمريغ انفه بالتراب وكشف ضعفه وهشاشته امام انظار العالمين ولم تمنع هذا العدو المتغطرس حصونه وكاميراته الحرارية ومدرعاته وآلياته ذاتية الحركة من بطش وعقاب الاسد اليماني الغاضب على مااقترفته ايادي العدو القذرة في حق اطفال ونساء وشباب اليمن الابرياء الذين سالت دماؤهم الزكية على تراب وطنهم الطاهر دون ذنب اوجريرة وازاء ماارتكبوه من جرائم التدمير الممنهج لمقومات حياة الناس ووسائل عيشهم من خلال الاستهداف الوحشي للمدارس والمستشفيات والجامعات والطرق والجسور والمنشئات الخدمية العامة والخاصة وكل شئ ينبض بالحياة في هذا البلد التاريخي العظيم الذي لم تسلم آثاره ومعالمه الحضارية من حقد الطائرات السعودية.

وعلى مايبدو فان العدوان المتواصل منذ ثمانية اشهر يابى عليه غروره الاستسلام والاعتراف بالهزيمة والفشل وبدلا من مسارعته لوضع حد لمغامرته اليائسة ولملمة خيباته للحفاظ على ماتبقى من ماء وجهه المُراق نراه يبحث بجنون وطيش عن وسائل عدوانية جديدة عبر الدفع بمجاميع كبيرة من المرتزقة حول العالم علهم يمنحونه نصرا ولو على الصعيد الاعلامي متجاهلا حقيقة ساطعة مفادها ان هذا المرتزق الباحث عن المال لن يكون اكثر شجاعة وصمودا من جنوده الذين فروا ويفرون من ارض المعركة التي يُفترض انهم يدافعون فيها عن وطنهم وتراب ارضهم.

اليوم السبت هو اليوم الرابع والثلاثين بعد المائتين من عمر العدوان السعودي الذي ارعد وازبد ونفش ريشه واستعرض عضلاته طويلا في اليمن واسرف في ازهاق ارواح الابرياء وتخريب مقومات الحياة وتدمير البنى التحتية للبلدولقد ظن هذا العدو خاصة في الايام والاسابيع الاولى من عدوانه بان حلم وصبر اليمن وجيشه وابطاله طيلة الثمانية والاربعين يوما الاولى انما هو ضعفا وعجزا فأوغل في استباحة الدماء والاموال لابناء اليمن فجاء الرد بعد كل تلك الفترة مزلزلا وحاملا الكثير من اخلاقيات وقيم الفرسان المحاربين وهم يستهدفون بنيرانهم كل ماهو عسكري محققين انجازات ومكاسب ترفع راس كل يمني وتشفي صدور قوم مؤمنين بعكس مرتزقة نظام اسرة "سعود" ممن سجلوا ويسجلون وبشكل يومي المزيد من السقوط الاخلاقي وعلى كل المستويات.

حول الموقع

سام برس