بقلم / عبدالرحمن بجاش
واحد عصملي , واحد دبل نص , واحد دبل , واحد مفًوَر , واحد جرو , واحد بلا سكر ,واحد ناقص سكر ,كله يصب في طلب الشاهي , احدهم يشربه بالقلص , احدهم يشربه بالاستكان , احدهم يشربه بالمغرف , احدهم وهو صديقي وزميلي الانبل محمد القعود بالقوطي , بل انه ياتي من الشيراتون الى التحرير راجلا (( بسبب الخرمه )) , والخرمه عند مدهش .

الشاهي عالم من المتعه , والكيف , في مصر والصومال لا يعرفون كيف يشربون الشاهي , في اليمن تعلم الناس من ام الناس عدن كيف يشربونه , والفضل للهند , او لسيلان , الهند عادات , وسيلان زراعه . واعلم علم اليقين ان كثيرين وانا واحد منهم اذا لم نشرب الشاهي بعد الغداء , فيومنا ليس بيوم , وكانت والدة حكيم سعيد , الفاضله زوجة الاستاذ الكبير سعيد قائد رحمه الله افضل بل واجمل يد تطبخ الشاهي الذي تذوقته في حياتي , كنا وشلة النادي واقصد نادي شعب صنعاء بعد ان نكمل غدانا عند عبد الله الفيتنامي وزوجته القصيرة الرائعه كانسانه نهب نحن وجمال سعيد الى والدته , وكلا منا يحصل على فنجانه ويا ويلك تطلب فنجان آخر (( ليش يا امنا ؟ )) تقلك (( هو عَرْف )) , قمة التعريف للحظة تذوق الشاهي . في تعز الحبيبه حيث مراتع الصبا تسيل انهارا ..فتحت عيني على شاهي الشرعبي وقبله على الشاهي الملبن حق عبده احمد في المحطه الاشهر في قريتنا على طريق الحمير الذاهبة الآيبه الى ومن المصلى , ثم الى مقهاية الابي الاشهر , ثم دوى صوت الشيباني في مقهاية الشباب بشارع التحرير تعز (( واحد دبل نص )) كل تعز يومها رددت الطلب الاجمل , وانا اخذت علقه ساخنه بسبب انني قلت (( يا وليد وحد دبل وواحد دبل نص )) انا اشتي اوري عمي القادم من القريه انني اصبحت ابن مدينه , وهو صرخ في وجهي (( انت ابن شارع )) ومن اذني الى البيت صائحا في وجه ابي (( ما عرفتمش تربو, ابنك وسط الناس يقول واحد مدري مو)) . الى شاهي الشيباني بباب اليمن , والمفور حق الخاوي في سوق الملح يتفنن بربع قلص يضيف اليه قليل من الزنجبيل لمذاق ولا اروع . عند ان تدلف الى البيسمنت او منتدى التبادل المعرفي ستذهب عينيك الى ورقة صغيره كتب عليها (( الشاهي في الطريق )) ستعرف فورا ان المقصود معرض صور فوتغرافيه للفنان رحمن طه , سجل في لقطات ولا ابلغ تعبير عالم الشاهي , حيث الاصابع تلتف على دفئ الفناجين , ودخان التذوق يتصاعد من قوطي القعود , عالم مدهش في مقهاية العم مدهش نقله رحمن باقتدار لقطات رائعة بديعه , اقلاص عليها الرنج الاخضر , ايدي ترتعش برد يدفئها الشاهي وحبه كمران , هموم يودعها الطيبون من الصباحات الباكره حواف القلاصات , عالم يدهشك , اروع ما فيه اصابع (( تمز )) نصف حبة ليم بين الشاهي بحثا عن لحظة دافئه افتقدها الانسان في الحياه وجدها في قلص الشاهي شراب الفقراء , الشاهي باختصار لغة عالميه كالموسيقى او هو ابلغ موسيقى كونيه يعزفها الانسان بالملاعق الصغيره على حواف القلصات ..صوت واحد تسمعه الاذن الكونيه .
نقلا عن صحيفة الثورة

حول الموقع

سام برس