بقلم / عبدالرحمن بجاش
حين أتحدث أو أشير إلى (( الزمن الجميل )) فلا أقصد به كما يحلو للبعض أن يظن أنني ادع أو أشير أو أتعصب أو انتمي لماض لا نريده، حين أقول أو أتغنى بالزمن الجميل فأنا أقصد تحديدا انتمائي وعشقي للحظة , وفي لحظة ما ذات مرحلة كنا أصفى قلوبا وأنقى سرائر , الآن صرنا نتمنى الكلمة الطيبة الحنونة الدافئة , فما أن تتصل بصديق أو قريب أو صاحب طريق غبت عنه غاب عنك اضطرارا , حتى تحس أن دموعه تتناثر انهارا على صدره . محمد فلاح أحد رموز اللحظة الأجمل , ذات مرحلة كان يتقاسم فيها مع علي هادي سالم ملعب الظرافي , فلاح يعمر بصوته وصورته وطيبته ونقائه المدرج الشرقي (( العبوا سوى يا مولدين يا عيال المولدين )) وعلي هادي يسكن المدرج الشرقي يغيض فلاح حين يصرخ (( الليل يا شعب ))ونحن موزعين بينهما حبا , كنا يومها متناثرين بين الشعب والوحدة, اليوم لا ندري أين نحن !! , فيما بعد غُيٍب الاثنان الشعب والوحدة وغاب علي هادي ومحمد فلاح . بالأمس وهو ما جعلني امتشق قلمي إذا صح التعبير بكيت ولن أخفي دموعي إذ لا يخجلني ذلك , فالدموع لحظة صدق قصوى , ومحمد فلاح بما يعنيه يستحق أن أبكي عليه بعد أن مرض شهرين وأنا لا اعلم , ولست من نسي أو تناسى , بل هو الظرف القاهر الذي منعني من تكرار ما كنت أقوم به, حيث كنت أمر في شارع الزراعة قاصدا أن أراه ..

أنزل … يستقبلني بذلك الصوت الجهوري الذي لا يزال يعمر الظرافي (( أهلا بالوفي )) وأنا أرتاح لترحيبه بلا حدود . العم اللواء علي العنسي رحمه الله وأكرم مثواه أبو الوفاء كان هو الآخر يستقبلك بصوته القوي يرحب بك , تحس بصدقهما وحبهما وحنانهما ودفء صنعاء , وأنا بدفء تعز استقبل كل الطيبة والوفاء . محمد فلاح ظلمه كثيرا من يكررون (( ولا تزر وزارة وزر أخرى )) يقولونها وهم بعيدون عن معناها ومضمونها !! . دولة الوفاء التي انشدها هي فرصة قصوى أن نعيد تشييد أركانها الآن , فالظرف مناسب وملائم , فإن كان للسياسة الخرقاء رجالها , فللوفاء يفترض أن يوجد رجاله الأوفياء , فحيث يبدو الفعل عاجزا أمام اللا فعل , يكون تكريس القيم أجمل وأكبر قيمة الآن . محمد فلاح الذي عمًر الظرافي, وآخرين أوفياء من علي عبدالجبار النعيمي من عمًر وأبناء الشعب مدرج الظرافي الشرقي, عمًرا بوفية الصلوي بالوفاء أيامها حيث كنا نصرخ في الملعب طوال تسعين دقيقة أو أكثر, لنخرج أصحابا أنقياء نعمد نقاءنا بشاهي الصلوي وصوت يحيى مقبل واصدق ابتسامة علي الأشول رحمه الله، رحم الله ذلك الزمن, ومعذرة لفلاح وأمثاله من الطيبين الأنقياء من أنفسهم زرقاء كسماوات الصيف .
نقلا عن صحيفة الثورة

حول الموقع

سام برس