بقلم / حمدي دوبلة
الصيادون اليمنيون اناس بسطاء جدا واكثر مما قد يتصور البعض.
خلف ثيابهم الرثة اجساد مرهقة حافلة بالجروح والندوب جراء صراعهم الدائم مع الاسماك.. وجوههم شاحبة وبالغة السمرة بفعل مهنتهم القاسية وتاثيرات شموس الصيف واعاصير الشتاء وتقلبات امواج البحر لكن ورغم كل تلك السمرة والخشونة تلك تسكن اعماقهم قلوب صافية ونقية كصفاء شواطئنا قبل ان تلوثها صواريخ وقنابل الحقد السعودي الذي قرر منذ تسعة اشهر تقريبا شن عدوانه الآثم على جيرانه في اليمن ووجه كل ضغائنه ونزعاته الشريرة في الاسابيع الاخيرة على هؤلاء المساكين العاملين في البحر ليحيل حياتهم الحبلى بالمعاناة والشقاء اصلا الى جحيم دائم لايُطاق.

الصيادون لايكترثون البتة بالسياسة وشئونها وتقلباتها ولايلقون بالاً لاخبار الساسة وخلافاتهم ومناكفاتهم الا فيمايتعلق بتلك القرارات والفرمانات ذات الصلة بالثروة البحرية وبمهنة الاصطيادالتقليدي ولايعنيهم ان هرب هادي مع شرعيته وحكومته اوعادت بقدر مايهتمون باحوال الطقس ومسارات الرياح ومدى تاثيرها سلبا او ايجابا على الاسماك وفرص اصطيادها وجلبها الى مراكز الانزال السمكي على الشاطئ حيث يتم بيعها وتوزيع مردودها على طواقم القوارب من العاملين الذين لاتزيد سعادتهم غير ساعات في البر قبل ان يشدوا الرحال مجددا في رحلة العناء المحفوفة بالمخاطر والاهوال في اعماق بحر لايعرف الرحمة والشفقة في كثير من الاحيان باصدقائه الدائمين الذين يجدون انفسهم في مرات كثيرة امام غدر هذا الصديق وتقلب احواله التي لا ترحم ولا تعرف شيئا عن قواعد الصداقة والعِشرة كمافعل ويفعل ابناء البشر من سكان بادية الاعراب مع اشقائهم في اليمن.

هؤلاء الصيادون ليسوا ملائكة بطبيعة الحال لذلك ورغم طيبتهم وحياتهم البائسة لايخلون تماماً من بعض اللؤم البدائي فيما بينهم وخاصة عندما يتعلق الامر بالاصطياد وباماكن المصائد والتنافس المحموم لجلب الاسماك والتغلب على الاقران ببيع اكبر قدر منها وتصدير اجودها الى السوق الخليجية وبالتحديد الى اسواق السعودية التي تنال نصيب الاسد منها قبل ان تتحول جارة السوء هذه الى وحش كاسر يمارس اشد انواع القتل والبطش والتنكيل بهؤلاء الابرياء ممن وجدوا انفسهم اهدافا مُستباحة لطائرات وبوارج الاشقاء الاعداء التي قتلت واصابت المئات منهم في الاسابيع الماضية ومازالت تستهدف وباصرار عجيب كل من يفكر بالابحار منهم بتلك القذائف تحت مبررات وحجج سخيفة لا يكاد يصدقها عقل اومنطق لتصاب مهنة الاصطياد التقليدي بالشلل التام واذا بعشرات الالاف من الناس كبارا وصغارا ممن يعولهم هؤلاء الصيادون امام خطر الموت جوعا بسبب الترصد والتعنت والاستهداف الهمجي لآلة حرب العدوان وقياداته ممن تصم آذانها عن كل الدعوات والمناشدات التي تستصرخ ضمير الانسانية بوقف
قتل هؤلاء المساكين وتدمير قواربهم ووسائل رزقهم وقوت اطفالهم والعمل العاجل لوضع حدٍ لهذه المعاناة المتفاقمة والتي باتت وصمة عار في جبين العالم.
نقلا عن صحيفة الثورة

حول الموقع

سام برس