بقلم / أحمد عبدالله الشاوش
كشفت الازمات العربية منذ فوضى الربيع العربي المؤدلج الكثير من المفارقات العجيبة والفضائح المتتالية للمتشدقين بالمبادئ الثورية والقيم الاسلامية والمزايدين باستلهام وترديد العناوين والشعارات الرنانة ومالا زمها من اقتباس بعض درر العظماء الذين مثلوا قمة الصدق مع شعوبهم والشعور الوطني النبيل واكتسابهم حب الجماهير الذي جسد الوحدة الوطنية وقاد مشاعل تحرير الوطن العربي والعالم الاسلامي رغم كل الاغراءات واساليب الترهيب والترغيب.

وما زاد من بشاعة ووقاحة مؤدلجي الربيع الصهيوني، ذلك الانحدار الاخلاقي الخطير المتمثل في ارتماء ممن أستبدل مشاعل النور بظلام التآمر مع الاجنبي وتدمير الاوطان بداية من تونس ومروراً ليبيا والتعريج على مصر الكنانة وانتهاء باليمن ، الذين جاهروا العداء للرجعية حياً من الدهر وسقطوا في أحضانها ورحبوا بالغازي والفاجر في سبيل كراسي هزازة وحفنة من المال الحرام دون خجل ، مما شكل صعقاً للامة العربية وصدمة للعالم الاسلامي الذي راهن على انتصار التيارات العقائدية بشقيها التقدمي والاسلامي رغم العداء بينهما.

لم نُصدم لمؤامرة السعودية وامريكا أو صهاينة العصر، بل كنا أكثر صدمة ومرارة في مَن كانت شعوب العالم العربي والاسلامي تراهن على انهم " القدوة" وحاملي مشروع الدولة المدنية "الحديثة " او المشروع " الاسلامي " الذي أتضح بما لايدع مجالا للشك سراب الاول وزيف الاخر رغم نقاء الفكر التقدمي وصفاء الاسلام الذي تم تشويهه وتسويقة بصورة بشعة.

وكلما تذكرنا الكلمة التاريخية للزعيم جما عبدالناصر بعد ان قدمت مصر ثلاثين الف جندي لتحرير اليمن من العبودية حين قال ان جزمة أصغر جندي مصري اشرف من تاج المك سعود ، تمر الايام لنكتشف السقوط الاخلاقي المريع في أن جزمة الجندي اليمني ولجانه الشعبية التي تصدت للعدوان السعودي الامريكي الوحشي أشرف من أكبر قيادي مرتزق في الاحزاب التقدمية والدينية عمل تحت جزمة وخدمة آل سعود وتحالفهم الجائر ، وبالمفهوم العام ان ما أستفز عقلية المواطن اليمني وحاول قتل طموحه هو ذلك السقوط المريع لبعض قادة الاشتراكي والناصري والاسلام السياسي وبعض القيادات المدسوسة في المؤتمر الشعبي العام وغيرهم من الطاعنين في السن الذين اعتقدنا حيناً من الدهر قدسيتهم في حين مارسوا أبشع صور الديكتاتورية والاستغلال في أحزابهم والاغواء والقمع لقواعدهم الشبابية والمتاجرة بالأوطان والمبادئ والمثل والمذاهب والنظريات ولم يكتف المتاجرين بالخطابات الرنانة والحوارات والتصريحات النارية لسحر " السذج "وتأليب الشعب واثارة النعرات ، بل ناصروا الغزاة بعد ان هزمتهم حركات التحرر وطردتهم زمن الزعيم جمال عبد الناصر رحمة الله عليه، الا ان من ركبوا الموجة واستحسنوا المال السحت والمناصب الملوثة والسفارات المشبوهة بعد ان تعروا ، حاولوا فتح الابواب للغزاة و شرعنوا للعدوان بكل اشكاله وانواعه وجيشوا المرتزقة لتدمير اليمن ارضاً وانساناً ورغم تلك المآسي والاحزان والدمار والدماء والابادة المنظمة للشعب اليمني ، سقطت الاقنعة الزائفة وفرت ما بين الرياض ولندن والقاهرة وقطر وتركيا وواشنطن تحمل ويلات الخزي والعار والانبطاح بعد ان دلست حيناً من الدهر الذي أكسبها نوع من الاحترام في منبع العروبة اليمن السعيد، وسقط العدوان ورغم ذلك التآمر ومرور أكثر من 9 أشهر من التوحش ، افشل اليمانيون مخططات الشر بصمودهم العظيم المكلل بالنصر الالهي انتصافاً للأبرياء وسطر اليمانيون صفحات ناصعة في سماء البطولة ومازالوا رغم التآمر الدولي وآلة الحرب الجهنمية التي أحرقت الشجر والبشر.

وأخيراً .. إذا غضب الله على البعوضة أريشت وسقط قوامها بصورة مريعة .. وما النصر إلا من عند الله.
shawish22@gmail.com

حول الموقع

سام برس