سام برس
عودة السفير المصري الى تل ابيب وفي هذا التوقيت الذي يتعرض فيه الفلسطينيون لاعدامات جماعية خطوة استفزازية.. لماذا يا حكومة مصر تقدمين هذه “المكافأة” للقتلة وفي مثل هذا التوقيت؟

رأي اليوم..

بات من الصعب علينا، وربما الكثير غيرنا، فهم بعض جوانب السياسة الاقليمية المصرية، والشق المتعلق منها باسرائيل، والعلاقات معها على وجه الخصوص.

فلأول مرة، ومنذ ثلاثة اعوام، وصل السفير المصري الجديد حازم خيرت الى تل ابيب للقيام بمهامه على رأس السفارة المصرية فيها، ولقيت هذه الخطوة ترحيبا حارا من بنيامين نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل الذي قال ان هذا الوصول “يتيح لاسرائيل مواصلة تحسين العلاقات مع دولة مهمة ومحورية في منطقتنا”.

في الاصل لا يجب ان تكون هناك سفارة مصرية في تل ابيب او غيرها، لان الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة لن تتخل عن سياساتها الارهابية التوسعية ضد الفلسطينيين في الاراضي المحتلة، وتنصلت من كل المعاهدات والاتفاقات التي وقعتها، وبعضها برعاية وموافقة مصريين.

لا نعرف ما اذا كانت القيادة المصرية تتابع الاعدامات الجماعية التي تنفذها قوات الجيش الاسرائيلي يوميا ضد الشبان الفلسطينيين، او انها على اطلاع على حرق اسرة الدوابشة الفلسطينية بكاملها على ايدي المستوطنين، والاقتحامات المستمرة للمسجد الاقصى، ومن المؤكد انها تعلم بكل هذه الممارسات الارهابية جميعها، سواء من طاقم سفارتها في تل ابيب او عبر وسائل الاعلام، ولذلك فان اعادة سفيرها، وفي مثل هذا التوقيت سيفسر من قبل الاسرائيليين على انه اقرارا بمثل هذه السياسات، ومكافأة للحكومة التي تحرض عليها.

نشعر بالالم المرفوق بالقلق من مثل هذه السياسات غير المفهومة والمدانة من قبل الحكومة المصرية، مصدر الالم، ان مصر عزيزة على قلب كل عربي، ولعبت دورا محوريا في مواجهة الارهاب الاسرائيلي، وخاضت اربع حروب من اجل استعادة الحق العربي الاسلامي المغتصب الى اهله.

يبدو ان مصر التي نعرفها واحببناها هي غير مصر الحالية، ونحن نتحدث عن الحكومة، وليس عن الشعب المصري الاصيل الشهم الوطني، فالحكومة التي تقتل قواتها شابا فلسطينيا مختلا عقليا توغل بضعة مترات في الحدود المصرية، وتفرض حصار خانقا على اكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة، لا يمكن ان تكون مثل نظيراتها التي حاربت اسرائيل، وتبنت التصدي لها نصرة لفلسطين في كل المحافل الدولية، بما في ذلك قطع العلاقات، ووقف كل اشكال التطبيع معها.

حول الموقع

سام برس