بقلم/ عامر محمد الضبياني
لم يكن فواز المقدشي حوثيا ولا إصلاحيا، لا مؤتمريا ولا اشتراكيا، كان من انبل الناس وأفضلهم خلقا واخلاقا. لم يكن متحزبا ولا متحيزا لفئة أو جماعة أو حزب. كان رحمه الله مثالا للوطني الصادق المخلص المتفاني، من لا يعير المصالح اي اهتمام ولا يعبرها.

سمعت به قبل أن اعرفه، وتمنيت معرفته، وعرفته عن قرب في الفترة الأخيرة. سألته عن انتمائه الحزبي والمذهبي فرد عليا ساخرا "حزبي ومذهبي اليمن"، فادركت حينها بأن الرجل نضيف وعقله خالي من الشوائب والبدع والمنكرات.

سألته لماذا لا يذهب مع محمدعلي المقدشي? خصوصا وأنه عمل معه فترة طويلة، فقال لي "لو أردت لذهبت ولكني لست مقتنعا من الداخل" وحول قضية المقادشة وخلافهم القائم لم يكن له رضا أو دور فيها إطلاقا، بل كان من أشد المعارضين لها.

عاش كريما ومات كريما، لم يشتكي منه بشر، صواما قواما، رأيته أكثر الأيام صائما، وملتزما بالصلاة في أوقاتها. وسمعت عنه من العديد والعديد قبل وبعد أن اعرفه بذلك.

فزعت اليوم على خبر استشهاده، فهرعت إلى مكان الحادثة وسمعت من شهود العيان بأن قاتلا مأجورا تربص بالشهيد وأطلق عليه الرصاص من بندقيته الكلاشينكوف ليرديه قتيلا ويصيب إبنه البالغ الثامنة من عمره بإصابات بالغة.

رحم الله الأخ العزيز فواز المقدشي واسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان، وشفا ابنه وعافاه، ونعتبره شهيدا بإذن الله فقد قتل مظلوما وعاش كريما طيبا مباركا.

حول الموقع

سام برس