بقلم / عبدالرحمن بجاش
ليس عبثا أن تسبق التربية التعليم , فببساطه متناهيه لا يمكن للتعليم والعلم أن يكونا قبل أن تسبقهما أو تتوازى معهما التربية , وليس عبثاً أيضا أن يكون الأمر الالاهي الأول لمحمد صلوات الله وسلامه عليه (( اقرأ )) , والقراءة الركن الاساسي أو هي حجر الزاوية للتربية المتوازنة والشاملة والمتكافئة , وصولا لإنسان سوي بالتعليم والعلم , وأنظر كم هم العلماء قمم في الأدب , وحسن الخلق , وأنظر أيضا فكلما ارتفع وعي الإنسان ازداد تواضعا , والتواضع عنوان التربية الحقيقية . بالإنسان تبنى الأوطان , وبالإنسان تشاد الحضارات , ولذلك يكون الشعار العلمي الذي تحته يلتئم الإنسان يحث الناس الخطى نحو المستقبل (( بناء الإنسان أولا هو الحل …)) ولا حل غيره , وأنظر فشعوب الأرض التي ركضت التخلف وانطلقت نحو مستقبلها , لا يوجد بينها أمي , ولا جاهل , ولا وجود لأمية المتعلمين فيها , وإذا أردت فمن لُعب أطفالهم تعرف نوع مستقبلهم . وأنظر أيضا المفارقات أو الفرق فاللعب التي بأيدي أطفالنا تربيهم على العنف , وصار أولادنا يحددون ما يريدون من اللعب بـ (( الآلي )) , فعندما تسأل طفلك : ماذا تريد من لعبة اشتريها لك ؟ يرد سريعا : (( آلي )) أو (( مسدس )) , وانتظر النتيجة , حتى ذاك المجنون الذي أخذ قطعة حديد من الشارع ودسها تحت الحزام , بسؤاله : ماذا ستفعل بها ؟ قال : (( أهنجم )) , والفرق شاسع بين معنى ومعنى !!! . لكن المؤكد أنه لكي تبني بلدا وتنقل شعباً إلى مصاف التطور فالتحضر يكون الطريق إليه عبر التربية ثم وبالتوازي العلم والتعليم , فتضمن إنسان عقله سليم لأن جسده سليم , فالرياضة أيضا احدى مكملات التربية , وليس عبثا أن يقول الأوائل (( العقل السليم في الجسم السليم )) . يظل الخطاب في العالم المتخلف ونحن جزء أساسي منه يلوك ويعجن عن الإنسان وبنائه وتنمية ملكاته , ولكن عمليا فالخطاب ليس ترجمة عملية لرؤى وخطط وبرامج فقط للاستهلاك اليومي , يكون معها القول ببناء الإنسان وأنه الحل حقيقيا وترجمة عملية لتوجه حقيقي نحو البناء الإنسان فيه حجر الزاوية , نخلص إلى القول الأهم أنهم في البلدان التي تحكمها الرؤى للمستقبل تراهن على الإنسان مراهنة علمية , ولا يترك أمر مهم للصدفة , لأن الصدفة لا تنتج سوى الريح , وريح محمل بغبار يعمي الأبصار , فمن يريد التوجه نحو المستقبل الحقيقي فليرفع شعار الإنسان هو الحل , ويرفقه بخطط علمية نتاج رؤى يقودها من يمتلكون الحلم وقبله الدهشة التي هي مقدمة لأي حلم كبير وعظيم , هل تتذكرون مارتن لوثر كنج , قالها من وسط اضطهاد البيض للزنوج وفي لحظة قلقه : (( لدي حلم )) ليصل أوباما الأسود بعد صرخته بسنوات إلى قمة الحكم , ولله الأمر من قبل ومن بعد
نقلا عن الثورة نت

حول الموقع

سام برس