بقلم / علي محمد البيضاني -
* مثلما على صواب وبصيرة هو من يؤمن عن ظهر قلب بأن الجهاد في سبيل الله التي ذكرها ودعانا اليها العزيز الحكيم في محكم كتابه الكريم ومن خلال سنن ومعجزات انبيائه ورسله كافة تعتبر من الفضائل العظيمة والنعم الجليلة التي تعود على صاحبها بحسن الثواب وخير الجزاء ، على صواب هو كذلك من يرى ان مسألة ( جهاد النفس والذات البشرية ) لا تقل هي الاخرى شأناً واهمية وذات قيمة ومكانة كبيرة .

* وبالنظر إلى ان نعمة الجهاد في سبيل الله لا يقوى عليها او لاتتوفر إلا في النفوس القوية والنقية واصحاب القلوب والعقول الصادقة والسليمة فإن نعمة وقيمة ( جهاد النفس ) تعد هي أيضاً مطلوبة ولازمة للبشر عموماً للتذليل على اعتزاز المرء بنفسه وقدرته على ضبط أهوائه وشهواته وأمزجته وعلى ثباته وقوة ايمانه بخالقه ونموذجاً فذاً وملزماً أميناً ومسؤولاً لأوامره وتعاليمه وداعياً حقيقياً لنواهيه ومنكراته وغيرها .

* وبالعودة الى ان الجهاد في سبيل الله والخروج من أجله والعمل على نصرة دينه هي نعمة يوهبها الله لمن يختار من عباده وخصوصاً الأخيار والصالحين منهم .. أما النعمة الأخرى ( جهاد النفس ) فلا يقوى عليها الا الرجال الاشداء والأقوياء الحريصون على جعل حياتهم وحياة الآخرين اكثر أماناً واستقراراً وهدوءاً واطمئناناً وسكينة .. انهم اؤلئك الذين يعملون من أجل البقاء وينشدون خير الأرض وإعمارها وتنميتها وسلامها الدائم والمستمر المؤسس على قيم التعاون والتكافل والتراحم والألفة والمحبة لما من شأنه عزة الانسان وتقدمه وازدهاره وعلو قيمته وسمو مكانته حيثما كان واينما تواجد في هذه الرقعة الجغرافية أو تلك من بقاع الارض قاطبة .

حول الموقع

سام برس