بقلم / محمود كامل الكومى
على مائدة المفاوضات لاتستطيع أن تطلب أكثر مما تطوله مدافعك – وسُئل تشرشل ( رئيس الوزراء البريطانى الأسبق والأشهر) فقال : اِذا مات الروس يموت السلام ,واذا مات حكام العُربان تموت الخيانه .

على الأرض بدت سوريا وجيشها العربى عصية على الهزيمه , ومُقَاومِه عنيده للمؤامره الكونيه عليها , وسقط سيناريو الشرق الأوسط الجديد المُعَد لتقوده اِسرائيل , وخلال خمس سنوات بدى الجيش العربى السورى يتمرس على القتال بكل فنونه من كر وفر لمواجهة قوى أرهابيه من كل بقاع الدنيا , مولها البترودولار الخليجى فى قطر والسعوديه وفُتِحت لها قواعد التدريب والمرور فى تركيا , وأكتست بالدعم العسكرى واللوجستى والطبى من أسرائيل وأمريكا وبريطانيا وفرنسا , ومع نهاية السنوات الخمس كان لابد لروسيا أن تحسم خيارها وتنحاز الى مصالحها المرتبطه بسوريا كحليف أستراتيجى ومحور ارتكاز للأسطول الروسى فى البحر المتوسط , ولتنهى على أرهاب الجماعات المسلحه التى آتت الى سوريا من الشيشان وباقى دول الأتحاد السوفيتى القديم , والتى يخشى من تمرسها وعودتها الى دولها لتهدد بأرهابها الكيان الروسى .

وعت روسيا درس ليبيا جيدا ,والسياسه الروسيه - ومن قبلها سياسة الأتحاد السوفيتى- مع العرب تعتمد على الأحترام والأنجياز الى العرب للخروج من تبعية حكامهم للغرب الأستعمارى والأمريكى الأمبريالى , وكانت مصر "جمال عبد الناصر" وقد وجدت فى علاقتها مع الأتحاد السوفيتى ظهيرا فى حربها ضد أسرائيل والحصار الغربى الأمريكى عليها أقتصاديا وعسكريا , الى أن خان السادات وقدم للأمريكان على طبق من ذهب تكنلو جيا السلاح الروسى لتجهض فاعليته - وبدت سوريا فى وفاق تام بعد حرب أكتوبر الى الآن مع روسيا وشُرِعَت أتفاقيات تحالف ودفاع مشترك بينهما بموجبها مؤخراً غطت سماء سوريا مظله جويه من سلاح الجو الروسى لأستئصال بؤر الأرهاب وبالتعاون مع الطيران السورى تقدمت قوات الجيش العربى السورى على الأرض تنظفها من دنس داعش والنصره والجيش الحر وجيش الاسلام وجند الشام وما الى غير ذلك من مسميات أرهابيه تشين الأسلام وتقتل على الهويه وتذبح مع التكبير والتهليل .

والآن يحقق الجيش العربى السورى , أروع الأنتصارات وتُبَاد قوافل التمويل الآتيه عبر الحدود التركيه وينكشف طيران التحالف الأمريكى وتبطل حجته فى محاربة داعش حين يضبط متلبسا بأمداد الدواعش بالمؤن والذخائر والمساعدات , ويُقتل قواد الجماعات الأرهابيه على الأرض السوريه وتصير قوى الأرهاب بلا رأس ,فتهرب فلولها عبر الأراضى التركيه , وتنبسط الأرض أمام جيش سوريا البطل معلنا عن نصر قريب مؤزر أنشاء الله .

وعلى الجانب الآخر .. أُسقطت الأنظمه الأقليميه التى مولت الأرهاب وخسرت رهانها بمغادرة الرئيس بشار الأسد البلاد ..ففى السعوديه سقط بندر بن سلطان رئيبس المخابرات السعوديه وسعود الفيصل وزير الحارجيه وكلاهما تباهى بتمويل قوى الأرهاب التى عاثت فسادا فى سوريا وجلسا فى الرياض فى أنتظار هروب الأسد أو اعلان مقتله , وفى قطر قصمت معركة القصير ظهر البغل القطرى حمد بن خليفه ووزير خارجيته حمد بن جاسم وغادرا الحكم والسياسه الى أقذر صندوق نفايه , وفى تركيا جن جنون أردوجان وخسر الأنتخابات لولا تدخل مخابرات الناتو والتزوير فعاد والأمل يحدو الشعب التركى والكردى فى تطهير تركيا من نفايته ,, وبقى الأسد يحمى عرين العرش السورى .

وسط هذه الأجواء مابين نصر الجيش السورى وهزيمة كل القوى الأقليميه والدوليه المتآمره على سوريا ممثلين فى الجماعات الأرهابيه التى أوجدوها على الأرض السوريه لتحقيق أهدافهم الأمبرياليه – أنعقدت جنيف (3) بسويسرا فيما بين وفد الحكومه السوريه , والمعارضه " المسماه بالمعارضه السوريه" والتى أتخذت لها آباء غير شرعيين من عواصم عده فى الرياض والدوحه وأنقره وباريس وواشنطن ولندن وغيرهم فولدت سفاحاً,
شد الوفد الرسمى والشرعى السورى الرحال الى جنيف يحدوه الأمل فى الحفاظ على كل نقطة دم تراق من الشعب مستقبلا مكللا بأنتصارات فرضت واقعها على الأرض السوريه وطالت مدافعه كل حدود الوطن الشماليه والجنوبيه والشرقيه والغربيه , وبدت مائدة المفاوضات فى جنيف تستجيب لهذا الواقع وتنحنى لأنتصارات الجيش السورى ولو تحقق ذلك لصارت المؤامره الكونيه فى خبر كان لتُنهى أنظمه أقليميه فى تركيا والسعوديه وقطر وتعلن أَفُول الأمبراطوريه الأمريكيه وأنهيار استراتيجيتها التى ترمى الى تفتيت البلدان العربيه وقياده أسرائيل لشرق أوسط جديد – وشدت المعارضه السوريه المولوده سفاحاً الرحال الى جنيف محمله بتصريحات "جون كيرى"بأن الخارجيه الأميركيه تخشى أن تسهم أنتصارات الجيش السورى فى أفشال المفاوضات ,فى محاوله لتصدير تبعة انهيار المفاوضات على الجانب الرسمى السورى , وذهب ايضا محملا بالأرهاب ممثلا فى محمد علوش قائد تنظيم جيش الاسلام الأرهابى مفروضاً من الرياض التى أصرت على دعوة تجمعات أرهابيه محمله بأجنده سعوديه تطلب الأمتثال لما تريد اولا قبل الجلوس للتفاوض بتشجيع تركى , وكان لابد للمفاوضات أن تنهار طالما جانب يطلب السلام ممثلا فى سوريا وروسيا , وجانب يستأسد بالأرهاب لتدمير كل الأرض السوريه وتفتيتها ممثلا فى تركيا والسعوديه وأمريكا وكان طبيعى أن تنهار جنيف 3 .

فى صراع الحق والباطل لاسلام ولامفاوضات مع الشيطان (الأرهاب) , ولعل الدرس مستفاد من أتفاقات الأستسلام التى وقعت مع اسرائيل سواء من جانب مصر السادات او الأردن أو اتفاقيات اسلو مع السلطه الفلسطينيه , كلها لم تؤد الى سلام وانما الى استسلام حيث يتواجد الشيطان (ممثلا فى الصهيونيه)فلا حل للقضيه الفلسطينيه انما زادت تعقيداً وزاد التأمر الصهيونى حتى خارج حدود فلسطين المحتله على دول الطوق فى مصر والأردن وسوريا ولبنان وقد صل التأمر الصهيونى مع حكام الخليج الى منتهاه ,ولذلك فأن الحوار مع المعارضه المولوده سفاحا من شياطين اقليميين ودوليين لن تكون الا على حساب الحق والسلام وسوريا موحده خاليه من الأرهاب وهو ما أكدته وزارة الدفاع الروسيه أن التطورات على الحدود التركيه السوريه تدل على أستعدادات تركيا للتدخل عسكريا فى سوريا , ومن قبل أعلن وزير خارجية السعوديه(المُصَنع أمريكيا ) استعداد مملكة الرمال للتدخل العسكرى فى سوريا .

اِزاء ذلك الوضع فأنه لابد للحكومه السوريه أن تطلق العنان لجيشها لتنظيف كامل التراب السورى من دنس العملاء والأرهاب ,وأَلا تبالى بالمفاوضات اِلا لذر الرماد فى العيون مع أدراكها لحقيقة الشياطين الذين لايبغون الخير لسوريا وأنما يريدون لها التدمير وأزالة عقبه سياستها المقاومه لخلق شرق اوسط جديد تقوده أسرائيل و تجر فى ذيلها أردوجان وآل سعود , وعلى الشعب العربى فى كل مكان أن يخرج من المحيط الى الخليج لمساندة الجيش العربى السورى , وأن ينظف كل ميادينه مماتسمى بالمعارضه السوريه المولوده سفاحا ,وأن يُفعل كل قواه الوطنيه والقوميه لأرسال المساعدات الى الشعب السورى داخل الحدود وتقديم الدعم المادى والبشرى للجيش العربى السورى - وأن يدرك حقيقة المقوله التى تقول أنه اذا مات الروس يموت السلام فلابد أذن من تعظيم الدور الروسى والشراكه معه للوقوف فى وجه الطغيان الأمريكى – وعليه أيضاً أن يدرك حقيقه مقولة "اِذا مات حكام العُربان تموت الخيانه" وقد قصد منها ممالك الدول العربيه والخليجيه , حيث ثبت خيانتهم لللأمه العربيه حين تآمر آل سعود مع سايكس بيكو لتقسيم العالم العربى وحين تآمر الملك عبدالله الأول مع اسرائيل لأغتصاب فلسطين وكذاً الملك الحسن فتآمرهم اليوم على سوريا ومصر والعراق واليمن وليبيا ليس وليد صدفه وأنما له جذوره الثابته فى التاريخ , لذا لازاما على شعبنا العربى أن يسقط هؤلاء العملاء لتموت الخيانه , وعلى الشعب العربى أن يستعيد ثقتة فى تاريخ رموزه الوطنيه والقوميه ممثله فى زعامة جمال عبد الناصر وكل الرموز التى ناضلت والتى مازالت تناضل من اجل وطن عربى واحد وشعب عربى واحد
وستنتصر سوريا بقوة جيشها وصمود شعبها وقيادتها الوطنيه .

كاتب ومحامى - مصرى

حول الموقع

سام برس