بقلم / حمدي دوبلة
بمقابل كل جندي سعودي يفر من ميدان المواجهة موًليا دبره منهزما ذليلا هناك العشرات وربما المئات من شبان اليمن ينفرون خفافاً وثقالا باتجاه ساحات الوغي وجبهات الشرف والبطولة والفداء تاركين ديارهم وأهليهم وزينة الدنيا وزخرفها دون ضغط أو اكراه من أحد.

معادلة الهروب السعودي والإقبال اليمني باتت واضحة للعيان وتكاد أن تكون ظاهره وهي تستحوذ على اهتمامات المتابعين من العسكريين والسياسيين ورجال الإعلام حول العالم ممن أصبحوا يدرسونها في محاولة للوقوف على حيثياتها والوصول إلى خلفياتها وأبعادها وإيجاد تفسيرات منطقية لها.

وكعادته في اطلالاته “المميزة”التي تؤدي إلى الإصابة التلقائية بعسر الهضم والغثيان ظهر لسان العدوان المدعو عسيري مؤخرا ليدلي بدلوه ويخوض مع الخائضين في هذه المسألة وإذا به على عهده القديم وبذات صوته النشاز وتحليلاته العجيبة والمضحكة.

زعم عسيري بأن لديه معلومات مؤكدة تفيد بأن إقبال اليمنيين الكثيف على جبهات القتال وانخراطهم اللافت والمتزايد في المعارك الدائرة في عدد من مناطق اليمن وفي جبهة ماوراء الحدود بالتحديد أنما تعود إلى الأموال الطائلة التي يغدقها من أسماهم بالحوثيين على أولئك “المغرر بهم” وبالعملة الصعبة وبشكل يومي.

ليس بغريب على عسيري ومن هم على شاكلته من المرتزقة والمأجورين ممن لاتتجاوز ثقافتهم حدود الريال والدولار أن تكون نظرتهم ومنتهى علمهم متوقفاً عند المال والمصالح المادية الضيقة.

الأمر ليس كذلك أبداً ياعسيري ولعلك تدرك جيداً وفي قرارة نفسك من أين يحصل طالبو المال على مبتغاهم وأن من يسعى وراء الأموال يعرف إلى أين يتجه ومن هي البلاد التي فتحت خزائنها أمام المرتزقة في العالم أفرادا ودولا ومنظمات في سبيل إشباع نزعاتها الشريرة في قتل الناس وتدمير البلدان وإهلاك الحرث والنسل ونشر الفساد والفتن والحروب في مختلف الأصقاع.

إن من يبحث على المال لن تراه أبدا في مقدمة الصفوف بسلاحه الشخصي البسيط يقارع أحدث الأسلحة الفتاكة في الأرض والسماء ويجبرها على التقهقر والفرار من أمامه كقطعان النعاج والأرانب تاركين وراءهم الخزي والعار وكثيرا من المعدات الحربية الحديثة تحترق وقد تعرضت وتتعرض لاهانات يومية بعد أن وقعت في أيدي أشباه الرجال وعبدة الدرهم والدينار.

ياهذا إن المغرر بهم والواهمين هو أنتم ممن لازلتم تراهنون على المرتزقة والماجورين وتغدقون عليهم بالمال وتضحكون على أنفسكم بأنهم قد يتمكنون من إحراز الانتصارات والمكاسب العسكرية وتنفيذ أهدافكم ومخططاتكم الدنيئة في بلدان الآخرين بل وحمايتكم من بطش رجال أولي قوة بأس شديد جعلتهم حماقاتكم أنتم أعداء وقد كانوا حتى الأمس القريب أخوة يكنًون لكم كل المودة والتقدير.

إن تخرصاتكم وأراجيفكم لم تعد لتنطلي على أحد من أبناء الشعب اليمني الأصيل المكلوم والجريح بفعل سهام غدركم وجنونكم ومراهقاتكم الخبيثة التي تأبى إلا أن تواصل غيًها بإصرار غريب ومكابرة عمياء..فمتى ستعقلون ياهؤلاء أم أن على قلوبٍ أقفالها؟
نقلا عن صحيفة الثورة

حول الموقع

سام برس