بقلم / عبدالكريم المدي
ما أخبار ( عاصفة فرضة نهم ) ؟ ليش هدأت بهذه السرعة؟ فقط جننت لنا بالآباء والأمهات ، تخيلوا إن والدي ووالدتي ، قالا لي أمس بالحرف الواحد : إذا لم تسافر فسوف نأتي لك حبوا إلى صنعاء ، قلت لهما لماذا ؟ قالا لي- حفظهما الله - ما تبصرش التلفزيون ؟ قلتُ لهما إلا أبصره كل يوم ..قالا : ما يقول ؟
قلتُ : التلفزيونات أنواع وأشكال وشيع وطوائف ، أي تلفزيون تقصدوه - يا أماه - فكل تلفزيون يرقص بطريقته ..؟
قالت : يا ابني روووح وبس ، قالوا إن السعودية قد هي التوصل صنعاء الليلة .
قلتُ لها : حاضر ولا يهمكم إلا أسافر قبل وصولهم (جولة آية ) بساعة ..
وما فيش على ابنكم خطر كبير أصلا ، لأنه مواطن بسيط جدا ، وعلى قدر حاله ، والعاصفة ما تبحث عن أمثالي ، إنما عن المؤسسات والمنشآت السيادية وعن (أبو علي الحاكم) ، الذي قد قتلته العربية والجزيرة عشر مرات من بداية الهبّة حق( شكراً سلمان ) وحتى اليوم.
طبعا أمي غضبت عليّ ورجمت بالتلفون ، والحمد لله على كل حال ( الشاشة اكتسرت )

يا عسيري رجاء ، ويا عبدالرحمن الراشد وطاقم العربية والعربية الحدث ، رجاء ، والله إن القلق الذي قد جلبتموه لوالدي ووالدتي في و(صاب العالي) خلال الإحدى عشر الشهر الماضية يكفي لتفجير قلوب سكان الصين والهند ، وموت كل أم وأب مسنين ممن يخافون على أولادهم، و بفعل أخباركم وتصريحاتكم التي لا ترحم ، سيموتون بالسكتة القلبية ، خاصة وأنتم كل يوم تقولون إنكم قتلتم ألف حوثي ومثلهم عفّاشي ، وضعفهم أسرى ، ناهيك عن الأخبار الحقيقية المتمثلة بقصف المدارس والمعامل والعمارات والمساكن المدنية.

اضافة للتحذيرات التي تطلقونها باستمرار للمنظمات الإنسانية وموظفي الأمم المتحدة تُطالبونهم فيها بسرعة مغادرة صنعاء ومحيطها، ناهيك عنذلك لو استضفتم (الشليمي ) الذي قال في آخر تقليعة له : إن صنعاء ليست أغلى وأهم من عدن وتعز ، يدخلها التحالف ويستعيد (الشرعية ) ولو استدعى الأمر أن يبيدوا كل من هم فيها ويدمروا كل حجرة ويقتلعوا كل شجرة .. الله ، الله عليك يا جنرال ( شلّوم ) عاشوووووواااا ، هكذا وإلا بلااااااااش..!

ما علينا .. الله يستر بس ، المهم إنه أول ما سمعت أمي في البلاد الأخ ( الشليمي ) صاحت ولها إلى الساعة ثلاثة أيام ،ما تقدر تتكلم بصورة مفهومة، لأن الأحبال الصوتية عندها تقطعت وربما إن حالتها بحاجة لعملية جراحية..هذا فيما يخص الصوت ، فما بالنا بالإنعكاسات الأخرى وكم ستكلف علاجاتها كالقلب ، والسكري وغيره ، وكل هذا بذمتك يا ( شُليمي ) أنت وحمران العيون من أمثالك ..!

ناهي ادخلوا صنعاء وقلدكم الله ،الذي ترضى به ذمتكم تجاه الأوادم الذين يسكونها ، وهم ، بالطبع ، ضعف سكأن دولة (الشُّليمي ) ثلاث مرات، مع اضافة أصحاب ( البدون ) والمجنسين منذُ تأسست إمارته إلى اليوم ،و لاتنس من تن تضيف لهم - أيضا - الخبراء الأميركيين والبريطانيين ،وكل من( رضوا بدينه وخلقه وثقته )..

ادخلوا صنعاء ، متى ما استطعتم ، لكن بدون ترهيب (وفجايع) ، وبدون ما تسببوا لنا مشاكل مع (الشيوبه ) حفظهم الله..

يا( شليمي )،لوسمحتم ، لا تخلوهم يجبرونا على السفر إحنا وأولادنا من صنعاء كل شهر مرة ، فأجرة السيارة إلى منطقتي مثلاً - طال عمرك - مئة ألف رايال، والعودة ، بمئة ألف أيضا .
تخيلوا لو صدقناكم الأسبوع الماضي، عندما قلتم إنمم قد طرقتم بوابة مطار صنعاء ، لكانت كارثة وكنا بحاجة لمليونيّ ريال ، أجرة السيارات التي تنقل عوائلنا وعوائل أشقائنا وأقاربنا ، وما كلفنا الله لكل هذا ، خاصة ، والحالة المادية عندنا ، وهذا لا يخفاكم ولا يخفى على أحد بفضل (عاصفتكم)،و ما منحتنا إياه من إمتيازات وتأهيل ومكرمات ،وجعلتنا - يا جنرال شليمي - غير قادرين على توفيرالإيجارات وفواتير العلاج ..
وأنتم تمكنونا .. صرنا على أبواب صنعاء ، صنعاء شقطت ،القبائل سلّمت ، القبائل تحالفت الحرس الجمهوري كفّر عن ذنوبه ويمم شطركم ، الشرعية عادت ووووالخ ..

حول الموقع

سام برس