بقلم / د.اكرم العجي
هادي اليوم اشبه بالسجين الذي تم اقناعه بأن الله لن يغفر له زلاته وهفواته إلا بالذهاب إلى الحج، وأنه كي يذهب إلى الحج عليه أن يقتل الحارس ويسطو على ما يلزم ليقله إلى الكعبة. وهذا ما اقدم عليه رئيسنا المبجل كي يحافظ على كرسي السلطة، الكرسي الملعون الذي يطمع فيه الجميع.

لقد استعان القائد الذي اجمع عليه الشعب يوما ما ليكون قائده وخادمه ومخرجه من اتون اﻷزمة التي يتخبط فيها بالقائمين على الكعبة لقتل شعبه الذي منحه الثقة وصوت له، وهدم وطنه الذي ترعرع فيه من أجل اطماعه الزائفة. الأطماع التي تعيش في صدور حكامنا العرب،اطماع السلطة والثروة.

وأمام كل ما احدثه العدوان السعودي من قتل وتدمير وهدم للوطن، هل يعتقد هادي أنه مازال له قبول ومكانه لدى شعبه.لقد اثبت بهذه الطريقة أنه تاجر سلطة،ويعرف كيف يعقد صفقاته، خاض هذه الصفقة كما يخوضها السماسرة، لكن بدون حسابات دقيقة، هي اشبه بمغامرة لحيازة عقار،لكن هذه المغامرة بائت بالفشل،فقد خسر العقار بمن فيه (الوطن والشعب).

أي حماقة ارتكبها هذا المعتوه(هادي)، هذه الحماقة لا تقل عن الحماقات التي ارتكبها المقامرون بالوطن والسائرون به إلى طريق مسدود ونفق مظلم. ففي اليمن اليوم من لم يقتل بطائرات العدوان، قتل برصاص المرتزقة رصاص القاعدة، يقتل بالفقر وبغلاء المعيشة وشحة مستلزمات الحياة، لقد سلبت منا ابسط حقوقنا وانتزعنت منا سيادتنا..
من أجل...ماذا ... من أجل سلطان زائف...ومتاع زائل.

وفي هذا المقال المتواضع استذكر قول "مارتن لوثر" حيث قال ( لن يسطيع أحد أن يركب على ظهرك إلا اذا كنت منحنيا)، والشعب اليمني المغلوب على امره لم ينحني بعد اليوم لطاغية طامع، أو لمقامر جاهل يوهم نفسه أنه في الطريق الصحيح وغيره في الطريق الخطأ؛ بل أنه يرى نفسه وفكره ومنهجه هو الصواب، وغيره هم مجرد اخطاء ووجودهم على تراب هذا الوطن منكر يجب ازالته.

بهذا الحال لن يستقيم حالنا وستتعمق جراحنا وتزداد فرقتنا وشتاتنا ويصبح وطنا مجرد أرض أو ساحة ﻹدارة معارك لا علاقة لنا بها ، أو أرض كل ما يجمعنا فيها هو الاقتتال والصراع فيما بيننا، ولا يمكن بأي حال من اﻷحوال أن تقوم لنا قائمة، وأن تكون لنا السيادة على تراب هذا الوطن. طالما اشهرنا اسلحتنا في وجيه بعضنا البعض. وكما هو معلوم فأن الأوطان لا تبنا إلا بسواعد وتعاون ابنائها ،ليس بحشد العدوان والمرتزقة وبفوهات البندقية. المطلوب اليوم من كل القوى اليمنية التقارب والتنازل من أجل وطن يقصف ليلا ونهارا،وطن يئن فيه الكبير والصغير،الغني والفقير،الذكر واﻷنثى.....كفاكم تجارة بالوطن يا سماسرة السلطة.

" دمتم ودام وطنا العزيز في عز وسلام"

حول الموقع

سام برس