سام برس
كشفت الحرب على اليمن حالياً، بجلاء، حجم الأطماع الأجنبية للاستحواذ على مضيق باب المندب. بل إن هذه الأزمة اليمنية تبدو كأنها حلقة في مؤامرة للسيطرة على هذا المضيق، ونزع الخاصية الوطنية منه، وتدويله، ومن الضروري هنا الإشارة إلى المشروع الأميركي ــ الجيبوتي وجسر القرن الأفريقي ومدينة النور كمشاريع هيمنة تقف ضد الاستقلال الوطني لليمن، بحسب مانشرة موقع arabjordan.

فرغم الحشد الكبير الذي شارك في «عاصفة الحزم» والذي يقدر بعشرات الآلاف من القوات البرية عربية ـ إسلامية مدعومة بمئات الطائرات والزوارق والدبابات الحربية، إلا أن هذه «العاصفة» لم تكن أكثر من «عاصفة غبار» إذ سرعان ما ابتلعتها رمال الصحراء، مع كل سيطرة وتقدم لـ»أنصار الله» في الميدانين اليمني والسعودي، الذين يقفون حراساً لمضيق «باب المندب» ضد الهيمنة الأميركية، ويشكلون قاعدة للمحور المقاوم، مهددين بذلك أمن الكيان الصهيوني وميناء «إيلات» على البحر الأحمر، لا سيما وأن المضيق يربط المحيطين الهادي والهندي وبحر العرب بخليج عدن، ومن خلاله تتدفق صادرات النفط إلى العالم.

ويعتبر «باب المندب» أحد أهم الممرات المائية في العالم، فضلاً عن أنه طريق لعبور ما يزيد على 4 ملايين برميل نفط يومياً وبما يشكل 30 من نفط العالم، بحيث يبلغ عدد سفن النفط التي تمر فيه 21000 قطعة بحرية سنوياً، وبما يعادل 57 قطعة يومياً.

ومع فشل «عاصفة الحزم» ووكلائها من اليمنيين مرتزقة هادي كان لا بد لآل سعود من الاستعانة بتنظيمي «القاعدة» و»داعش» آخذين الوضع في الاعتبار، بأن حقيقة أهداف آل سعود من وراء التدخل هو تحويل اليمن ساحة نفوذ وهابي، بعد فشل قوات هادي ومرتزقة «بلاك ووتر» في حماية ما يُسمى بمصالح آل سعود. ولكن التصدي لهذا العدوان من أنصار الله والجيش اليمني، حوّل اليمن مستنقعاً لقوات «عاصفة الحزم» واستنزافاً لها، وبدا أن بإمكان أنصار الله أن يمددوا النزيف بسحبه إلى داخل مملكة الظلام وما حولها، وذلك بفعل قانون الحرب الذي يقول بصراحة «إنك قد تعرف البداية ولكنك لا تعرف النهاية». لذلك يحرص المخططون الاستراتيجيون عند التخطيط لشن الحرب أن يتضمن هذا التخطيط: كيف ومتى سيمكن الخروج من الحرب بأسرع وقت وبأقل خسائر وبأكبر مكاسب سياسية واستراتيجية؟

خلاصة القول إن دفع آل سعود للتنظيمات التكفيرية، كـ «القاعدة» و»داعش»، للتمدد في عدن والسيطرة على الشواطئ القريبة من «باب المندب»، وتنفيذ هجمات إرهابية، على فظاعتها ورعبها، لا تمثل تهديداً للمجتمع اليمني فقط، بل وعلى مشيخات الخليج أن ترتجف للخوف والرعب، لأن وجود العقرب في جلباب هؤلاء الشيوخ سرعان ما سيلدغهم، وطبيعته اللدغ.

فما هي الأهداف الحقيقية من دفع «القاعدة» بهذه القوة للسيطرة على شواطئ عدن؟ وما هي حقيقة مخاوف آل سعود من نجاح أنصار الله والجيش اليمني في إفشال هدف العدوان؟

حول الموقع

سام برس