بقلم/ د. اكرم العجي
منذ انطلاق عاصفة الحقد والكراهية على وطنا العزيز، وشعبنا العظيم يتجرع اقسى انواع العدوان من قبل مملكة الشر وحلفائها، ومع مرور كل يوم من انطلاق العاصفة ازدادت آلامنا وجراحنا نتيجة للجرائم البشعة التي ارتكبت بحق هذا الشعب العظيم.وفي ظل عنجهية وضراوة العدوان لم يقف الشعب اليمني مكتوف اﻷيدي حيث سطر اروع انواع البطولة بصموده ووقوفه إلى جانب انصار الله والجيش في مواجهة ذلك العدوان.
لقد رفد الشعب جبهات القتال بالرجال والمال وبكل ما يمليه عليه واجبه، وبذل انصار الله والجيش انفسهم رخيصة فداء لهذا الوطن، وبذلك يستحقون وسام الشرف والبطولة.
وبعد الصمود الأسطوري للشعب اليمني في مواجهة قوى الشر وتحمل تبعات الحرب، التي وصلت إلى كل بيت يمني فوجئنا باﻷخبار الواردة الينا من منطقة رداع،والتي تفيد بأن ممثلي انصار الله بالمنطقة قاموا بفرض اتاوات شهرية وسنوية على إحدى القرى، وليس ببعيد أن يتم تعميمها تدريجيا بحجة دعم المجاهدين،وتتمثل الاتاوات في الأتي:
- خمسون الف ريال عن كل بئر ارتوازية وبشكل شهري.
- %1من مبيعات كل تاجر في الشهر.
- الف ريال على كل حبل ( الحبل 9 متر مربع) مزروع بالقات في السنة.
انصار الله ما حملكم على فرض تلك الاتاوات؟. ...أهي حقا لدعم المجاهدين؟ أم لدعم الجيوب؟، وان كانت لدعم جبهات القتال فهذا ظلم وعدوان.
أهذه ...هي قدراتكم وهذا هو قانونكم الذي سيعمم على البلاد..!! .
هل هذه هي رؤيتكم الاقتصادية لرفد الخزينة العامة بالأموال..؟
أهذا هو العدل..؟ الذي تتغنى به مسيرتكم القرآنية.
انصار الله...لا تزيدوا الناس بؤسا فوق بؤسهم..وحملا فوق احمالهم.
انصارالله ...لا تجعلوا من ممثليكم في المحافظات والمديريات سيوفا مسلطة على رقاب الناس، وادوات لنهب ارزاقهم.
ليس من حقكم فرض هذه الاتاوات..
وليس من حقكم جبر الناس وارغامهم على مالا يرغبون فيه.
لكن...من واجب الناس كافة تقديم الدعم والمساندة بقدر استطاعتهم وبما تجود به ايدهم .. وشعبنا العظيم معروف بكرمه وفضله.
انصار الله باﻷمس وقفتم إلى جانب الشعب ،واليوم مشرفيكم وممثليكم ينهبون اموالهم ويتقاسمون ارزاقهم..!!باسم دعم جبهات القتال. الا يكفيكم ما حل بالوطن والمواطن..لا تكونوا عبئا ثقيلا .
باﻷمس انكرنا جميعا من سبقكم ببسط الشيلان في المساجد يستجدون الناس دعم الفقراء ، واليوم تذهبون إلى عقر ديارهم بالجبر والإكراه لتقديم الدعم وجني الأرباح.
فرض هذه الاتاوات باطل و يذكرنا بما اقدمت عليه الحركة الوهابية عند نشأتها عندما كانت تقف على ابواب مكه في موسم الحج، لفرض اتاوات على الحجيج من غير الرسوم المقررة.
انصار الله اتركوا للناس ارزاقهم..وسوف يقدمون ما تجود به ايديهم. لا ترغمون الناس على ما لا يطيقون وما لا يرغبون.
انصار الله لقد أصبحتم تديرون وطن...وما هكذا تدار اﻷوطان. كفوا ايديكم وقفوا ضد الظالمين الذين يتقمصون عبائتكم ويستغلون انشغالاتكم في جبهات القتال.
....انصار الله إن كنت قاسيا عليكم فهذا من باب ما قاله هاملت ﻷمه" لا بد أن اقسو لكي اكون رحيما".
انصار الله ترفعوا عن صغائر اﻷمور، واخرجوا من عباءة الجماعة الضيقة، إلى آفاق الدولة الرحبة.
انصار الله ....الشرطي الذي يتجاوز حدود السلطة يتحول إلى لص أو قاطع طريق.والطغيان يبدأ عندما تنتهي سلطة القانون.
عليكم أن تتداركوا اخطائكم حتى لا تصلوا إلى ما قاله كرومويل " تسعة مواطنين من أصل عشرة يكرهونني".
