سام برس
محاولة اغتيال الشيخ القرني الفاشلة في الفلبين هل يقف خلفها تنظيم “الدولة الاسلامية” ام انها حادثة انفرادية عارضة؟ واذا كان التنظيم هو المنفذ فماذا يعني ذلك؟ بداية مرحلة جديدة من الاغتيالات للدعاة والمسؤولين.. ونقل المعركة الى الخارج؟ ولماذا تلتزم الشرطة الفلبينية الصمت؟

رأي اليوم :

لم تعلن اي جهة المسؤولية عن محاولة الاغتيال التي تعرض لها الداعية السعودي الدكتور عائض القرني، واسفرت عن اصابته في يده، وامتنعت متحدثة باسم الشرطة الفلبينية حيث وقعت الحادثة في مدينة زانبونغا الجنوبية، عن اعطاء اي تفاصيل عن هوية المنفذ، واكتفت بالتأكيد على مقتله.

استهداف داعية مثل الدكتور القرني، وبعد القائه محاضرة في هذه المدينة المختلطة، والتي تسودها حالة من التوتر الطائفي، ليس بالحادث العارض، وينطوي على علامات استفهام عديدة حول ما اذا كان بداية حملة اغتيالات لرجال الدين، وربما رجال السياسة المقربين من النظام السعودي؟ ام انه محاولة انتقام من رجل دين اسلامي في ظل التوتر المتصاعد في المدينة بين ابناء العقيدتين الاسلامية والمسيحية؟
منذ اللحظة الاولى اشارت اصابع الاتهام بالوقوف خلف هذا العمل الاجرامي الى عدة جهات، ابرزها تنظيم “الدولة الاسلامية” الذي اهدر دم الدكتور القرني، الى جانب الشيخ عبد العزيز آل الشيخ مفتي السعودية، وخطيب المسجد الحرام عبد الرحمن السديس، وعدد من الدعاة مثل الدكتور محمد العريفي، ولكن طريقة التنفيذ جاءت مختلفة بعض الشيء بالمقارنة مع هجمات نفذتها “الدولة”.

اهدار دم هؤلاء جاء بسبب وقوفهم الى جانب الحملة الدموية التي تشنها السلطات السعودية ضد تنظيم “الدولة الاسلامية” امنيا واعلاميا، ووصفهم لهذه الدولة وانصارها بـ”الخوارج” و”الارهاب”، ومطالبة الدولة باجتثاثهم.

ولعل اختيار القرني كهدف لعملية الاغتيال هذه، وهو الرجل الذي يعتبر من ابرز النجوم الدعاة على وسائط التواصل الاجتماعي (12 مليون متابع على التويتر) كان محسوبا بعناية، ربما لتوجيه رسالة تهديد الى اقرانه بمواجهة المصير نفسه، ان لم يكن اخطر.

ما يجعل بعض المراقبين يميلون الى ترجيح وقوف “لدولة الاسلامية” خلف محاولة الاغتيال هذه، اتساع دائرة انتشارها في مناطق جنوب شرق آسيا، والفلبين واندونيسيا على وجه الخصوص، اللتين تشهدان تصاعدا في نمو الاسلام السياسي السلفي، ففي الاولى، اي الفلبين، اعلنت اربعة جماعات اسلامية متشددة في مدينة مندناو التوحد في تنظيم واحد، ومبايعة ابو بكر البغدادي، زعيم “الدولة” كخليفة للمسلمين، والانضمام الى دولته، وانتخبوا اسنلون حابيليون، احد قادة جماعة ابو سياف الاسلامية المتشددة “اميرا” لهم.

اما في اندونيسيا فقد اعلنت “الدولة الاسلامية” في الشهر نفسه، اي كانون الثاني (يناير) مطلع العام الحالي، عن مسؤوليتها عن سبعة انفجارات استهدفت عدة اهداف في جاكرتا، احداها كان قرب مقر الامم المتحدة مما ادى الى مقتل مدنيين اثنين، علاوة على المهاجمين الخمسة.

واذا تأكد وقوف “الدولة الاسلامية” خلف محاولة اغتيال الشيخ القرني، فان هذا يعني اقدامها على مرحلة جديدة من الاغتيالات الارهابية لخصومها من الدعاة والمسؤولين الذين يكفرونها، ويطالبون باعلان حرب التصفية الدموية ضدها وعناصرها، وهذا تحول جديد في استراتجيتها ربما يعود الى اشتداد الخناق عليها، وخسارتها بعض المدن والمحافظات التي سيطرت عليها في العراق مثل محافظة ديالي ومدينة الرمادي.

انه تحول مرعب، ربما يربك الدولة السعودية ويؤدي الى اتخاذها اجراءات امنية مشددة لحماية الدعاة المقربين منها داخل المملكة وخارجها، وهذا امر متوقع وضروري لان الخطر في هذه الحالة سيكون كبيرا.

حول الموقع

سام برس