بقلم / أحمد عبدالله الشاوش
تساؤلات عديدة ومناقشات بلاحدود وحالات من الهمز واللمز طرأت على السطح بعد التسريبات والاخبار التي تناقلتها وسائل الاعلام وبعض مراكز التواصل الاجتماعي عن لقاءات سرية بدءاً من سلطنة عمان ومروراً بالعاصمة الأردنية عمان وأخيراً الإفصاح عن وصول موكب كبير من سيارات الدفع الرباعي للحوثيين الى منطقة أبها واللقاء برجال الاستخبارات السعوديين لتسليم 30 جثة لجنود سعوديين لقوا مصرعهم في اليمن واطلاق أحد كبار الضباط السعوديين الذي تم أسره في المعارك تحت مبرر " حسن النوايا" وتحت ايقاعات وساطة قبلية أدت الى تفاهمات" إيجابية " بين جماعة الحوثيين والنظام السعودي!!، أفضت الى التهدئة وتعهد والتزام الحوثيين بحماية الحدود الجنوبية السعودية من أي اختراق أو طلقة نار، بعد ان تحولت تلك المناطق الى كتلة من النار والدمار والفرار الجماعي للجيش السعودي بعد اقتحامها والسيطرة عليها والتجول في شوارعها بإرادة وصمود نادر من قبل الجيش واللجان الشعبية ، رغم مغالطة المستشار احمد عسيري وتأكيده بأن الاتفاق هو مقابل ادخال مواد طبية وغذائية لتلك المناطق المتضررة من الحرب.

ورغم ان الاتفاق مثل مفاجاة وصدمة كبيرة للشارع اليمني بمختلف مكوناته السياسية ، نتيجة لعدم الشفافية والاعلان عن مثل هذه الخطى للرأي العام مما افتح الباب على مصراعيه للكثير من التكهنات والشائعات منها رؤية البعض ان مثل هذا الاتفاق ايعد تراجعاً عن نهج المقاومة وضعفاً وهرولة نحو ابرام اتفاق احادي ضبابي مع السعودية " ، غير ان ما يدعو للشك والريبة بعض التحليلات والتعليقات والتخوف من تحول جماعة الحوثي الى مجرد " حارس" للحدود السعودية مدفوع الاجر لحماية مناطق شمال الشمال ، كالأردن الحارس الأمين لإسرائيل ولبنان والسلطة الفلسطينية بل ان بعض السياسيين ذهب الى ماهو اسواء من ذلك عند وجود اتفاق او تسوية سياسية واحلال السلام الى القيام بإعمال تؤرق الدولة اليمنية القادمة والأحزاب الأخرى او المعارضين لتوجهات النظام السعودي التوسعية ، لاسيما اذا تمكنت السعودية من " فرمتت " الجماعة ايدلوجياً ومحاولة جرها الى أحضان الرجعية والسيطرة على كل اجنحتها لتحقيق أحلام مطمورة بعد ان قتل الكثير من قادتها ومفكريها المعتقين في المعارك واغتيال المخالفين والمعارضين ممن تبقى منهم ودعم الجناح الجديد مالياً وسياسياً وعسكرياً ، ليحل بديلاً عن الإصلاح " اخوان اليمن " بعد هيكلته والقيام بدور المشايخ وتابعاً ويداً ضاربة للسعودية ، لاسيما بعد ان أدرجت السعودية والامارات حزب الاخوان المسلمين في القائمة السوداء وجاء العدوان على اليمن والاستعانة بمليشيات الإصلاح بمثابة قارب النجاة .
ومع ذلك فان من حق جماعة الحوثي ان تجري تفاهمات وتبرم اتفاقات مع السعودية اوغيرها ولكنها مطالبة بالشفافية امام أبناء الشعب اليمني وانصارها وبما لا يتجاوز الخطوط الحمراء ، ويؤثر على سيادة الدولة وقرارها الوطني ، باعتبار أن " أنصار الله" هم الدولة الان وفقاً لسياسة الامر الواقع ، والتنازل او التغطية على جرائم الإبادة لدول التحالف بقيادة السعودية في عدوانها على اليمن جريمة ، باعتبار تلك القضايا القانونية قنابلا موقوته ترعب النظام السعودي في المحاكم والمحافل الدولية بعد إحلال السلام ، ومن المعيب ان تتسرب تلك الاخبار من مطابخ سياسية وإعلامية خارجية وآخر من يعلم بها اليمانيون ، رغم افتراضنا الكبير لحسن النية في الخطوات التي أقدمت عليها الجماعة التي عليها الا تخاطر وتقفز على مبادئ ثورة21 سبتمبر التي حررت الوطن من الوصاية المحلية والإقليمية والدولية ، وان لا ُتفرط في سياسة حسن النوايا والتفريط في الانتصارات على الحدود باعتبارها الورقة الرابحة واطلاق الاسراء كما سبق من الأمريكيين والبريطانيين والسعوديين والاماراتيين ، احتراماً لدماء الشهداء وانتصاراً للوطن وتجسيداً للثقة مهما كانت الاغراءات والضغوطات وحجم الصفقات كون ملف الرهائن مستقل وآخر ورقة للتفاوض عند وجود تسوية نهائية وسلام حقيقي في اليمن .

وأيا كانت التفاهمات واللقاءات فالتغريد بصورة منفردة عن الشريك الأساسي المؤتمر الشعبي العام والأحزاب الوطنية الأخرى غير إيجابي كون التنسيق والمشاورة والتعقل ضرورة قصوى وهدف رئيس لتلافي القصور وتحقيق فرص النجاح وتفويت احداث أي شرخ أو حساسية وأزمة ثقة بين شركاء السياسة وبندقية المقاومة ، فالوطن ليس حكراً على تلك الجماعة او ذلك الحزب اوهذا الشيخ وتلك القبيلة .

ورغم تلك الرؤية مازال الكثير من أبناء الشعب اليمني يأملون من انصار الله أن يكونوا اكثر حكمة وكياسة وبُعد نظر في تجاوز الخلافات الداخلية ان وجدت حتى لايتحول الكل أو البعض لقمة صائغة في بطون وحوش "الرياض" وجلادي "واشنطن " ،لاسيما وان سقوط تعز او تسليمها أوجزء منها بعث أكثر من علامة استفهام وادخل الشعب في دوامة من التشكيك والتخوين والتأييد ، فالحذر الحذر ، مالم فان الأيام القادمة لاترحم وحُبلى بالكثير من المفاجآت لاسيما بعد ان بلغ السيل الزٌبى.
وماالنصر إلا من عندالله.
shawish22@gmail.com

حول الموقع

سام برس