سام برس
تفجيرات بروكسل تخدم الموقف الروسي السوري الذي يطالب باعطاء الاولوية للحرب على الارهاب.. ومهمة كيري في موسكو لانقاذ مفاوضات جنيف تبدو شبه مستحيلة


اختتمت الجولة الثانية من المفاوضات غير المباشرة بين الوفد الرسمي السوري ووفود المعارضة، دون تحقيق اي تقدم في الجوهر، والعقبة الرئيسية ما زالت مصير الرئيس السوري بشار الاسد.
جون كيري وزير الخارجية الامريكي طار الى موسكو للقاء نظيره سيرغي الافروف، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين لاستيضاح هذه النقطة، ولكن لا توجد اي دلائل تشير الى امكانية الوصول الى حل وسط حول هذه المسألة في الوقت الراهن على الاقل.

المعارضة تريد مرحلة انتقالية بدون اي دور للرئيس السوري، والوفد الرسمي بقيادة بشار الجعفري يعتبر رئيسه خط احمر، لا يجب التطرق اليه بطريقة مباشرة او غير مباشرة.

بمعنى آخر، ما زالت المفاوضات تسير في الحلقة المفرغة نفسها، دون حدوث اي تطور حقيقي باستثناء ذهاب الوفود الى جنيف واللقاء مع المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، وتبادل اوراق عمل يوضح فيها كل طرف موقفه.

تفجيرات بروكسل الاخيرة صبت في خدمة موقف الجانبين الروسي والسوري الذي يرى ان الاولوية يجب ان تكون للقضاء على الارهاب، وان ما انجزته القوات السورية بغطاء جوي في غضون الاشهر الخمسة الماضية اكبر بكثير مما حققته دول التحالف الستيني بقيادة الولايات المتحدة في غضون خمس سنوات.

ولعل ما كشفته التقارير الاخبارية عن ارسال قوات خاصة روسية تقاتل ضد الجماعات الاسلامية المتشددة في سورية، والتقدم الذي حققته قوات الجيش العربي السوري في ميادين القتال، وآخرها اقترابها من استعادة مدينة تدمر من “الدولة الاسلامية”، يضيف نقاط اخرى لصالح التحالف الروسي السوري، ويؤكد ان الدور الروسي العسكري في سورية ما زال على الدرجة نفسها من القوة، وان الاحاديث عن وجود خلافات بين الجانبين مبالغ فيها.

هجمات بروكسل خلطت الاوراق، واكدت على ضرورة ايجاد حل سريع للازمة السورية التي فرضت كل هذه المشاكل، ولكن السؤال كيف سيكون هذا الحل؟ وفقا لوجهة نظر روسيا وحلفائها، او الخندق الامريكي المضاد.
كفة التحالف الروسي السوري هي الارجح حتى الآن، ولو جزئيا، ولكن اذا تواصلت الانجازات في ميادين القتال، وتزايدت الهجمات الارهابية في اماكن اخرى في اوروبا وتركيا، وفان الصورة ستكون مختلفة كليا.

حول الموقع

سام برس