بقلم / فهد العميري
الإصلاح الذي كان جزء من النظام السابق وشريكا له في إنتاج ماسينا الوطنية طيلة فترة حكمه الممتدة من 17 يوليو 1978م وحتى ثورة 11 فبراير 2011م خرج بغنائم ومنافع لا تحصى واستفاد الى ابعد الحدود من المرحلة اياها فعندما تعرضت مصالحه للتهديد أدار ظهره لشريكه وتنكر لعلاقته به دونما وقفة اعتراف او مراجعة استغفار لذنوبه طيلة سنين العسل مع صالح ليرتكز في علاقته معه على ثقافة الانتقام والثأر على حساب الوطن وبانتقاله إلى المربع الآخر كرس ذات الممارسات مع شركائه في المشترك دونما تحول يضعه في مربع الوطن الذي يستمر الإصلاح ملتزما بالحرب عليه حتى اللحظة .

ما كان لنا اليوم أن نعيد التذكير بتاريخ الإصلاح ونبش ماضيه لولا استمراره بذات الثقافة المتجاهلة اولا لمسؤولياته تجاه مرحلة النظام البائد ثم اخفاقاتنا التي تسبب فيها منذ قدم إلى المعارضة وحال دون تحقيق أي مشروع بديل خلال الفترة السابقة لثورة فبراير وبعدها ليثبت مجددا انه شريكا لذات القوى في إعاقة عملية التحول ويغدوا "الإصلاح صخرة معيقة وحائط مبكى لإنتاج مبررات الاصطفاف ضد الوطن بسبب رصيده المتخم بالممارسات غير المطمنة داخليا وخارجيا .
اليوم والوطن تطحنه حربا مدمرة ولأكثر من عام كامل كان الإصلاح قد بادر إلى تشكيل إطار للمقاومة تصدره بسيطرة على مفاصل التأثير في توجهاته ( مجلس تنسيق المقاومة الشعبية برئاسة الشيخ حمود سعيد المخلافي ) وعضوية مهيمنة للإصلاح على مصادر الدعم وقنوات الإنفاق وإمكانيات أهدرت تحت إشرافه .

مجلس تنسيق المقاومة الذي فشل في توظيف اصطفافات أبناء تعز بمكوناتهم السياسية والاجتماعية ضد القوى الانقلابية اقتصر مربع قتاله بين الروضة الى الحوض ثم القصر الجمهوري - ولم يلتفت الى الوراء حيث الإصلاح المسؤول عن حماية مقره بمربع شارع جمال وهو الآخر كان غير عابئا بالتحرك - امتدادا إلى جولة الحصب وصولا إلى المطار القديم ليحقق الالتئام مع الجيش الوطني في الضباب والذي ترك هنالك لأحلام الشرفاء .

لم نعرف مقدار ما تسلمه الإصلاح من إمكانيات باستثناء مبلغ العشرة مليون ريال (1000000) السعودي التي كشف عنها ابو العباس قائد الجبهة الشرقية بعد رمضان في لقاء لمجلس تنسيق المقاومة و(في لقائي به والزميل وجدي السالمي قبل اسابيع) ،ولا الإمكانيات التي أهدرت طيلة العشرة الأشهر الأولى ومقدار تدفق الانزالات الجوية من الاسلحة للمقاومة وللعميد صادق سرحان رئيس المجلس العسكري المكلف بالنطاق الممتد من مفرق شرعب إلى الذكرة وبينهما الستين والذي لم يطلق طلقة واحدة حتى الان .

هذا الوضع استدعى من التحالف دعوة أطراف المقاومة ونزولهم الى عدن وطلب توحيد قيادة المقاومة هناك فتم على أثرها اختيار حمود سعيد المخلافي رئيسا للمجلس الأعلى لتحرير تعز وتعيين العميد يوسف الشراجي قائد محور تعز والعميد صادق سرحان أركان حرب المجلس والعميد عدنان الحمادي نائبا له وابو العباس مسؤول مالي وعارف جامل مسؤول تسليح وعلى ضوء هذا التشكيل الجديد أقر تحديد مهام قيادات الألوية فمثلا حددت مسؤولية تحرير الوازعية وبني عمر إلى المسراخ ونجد قسيم على اللواء 35 مدرع بقيادة العميد عدنان الحمادي وصبر على عارف جامل والضباب على اللواء 17 مشاة بقيادة العميد عبدالرحمن الشمساني مع مقاومة الداخل ... الخ ووفقا لكل ذلك يكون اللواء 35 مدرع وقائده العميد عدنان الحمادي قد حقق انتصارات مؤكدة على الأرض تجاوزت مسؤولياته فقد تم تحرير نجد قسيم والمسراخ والوصول إلى أجزاء من صبر مثل الشقب وكحلان وتأمينها من اي محاولة اختراق وهي كثيرة ومستمرة وتأمين منطقة سامع التي تسعى ميليشيا الحوثي وقوات المخلوع صالح لاختراقها والالتفاف باتجاه النشمة وصولا إلى الضباب وجبهة حيفان التي اصبحت تحت مسؤولية اللواء وتأمينها بتعزيزات كافية واستعدات للمواجهة في الدمنة.

ناهيكم عن الامتداد الجغرافي الذي يقاتل فيه اللواء 35 مدرع والممتد من الوازعية وراسن والكدحة وبني عمر إلى التربة والمعافر وإذا كان اللواء 35 مدرع بانتصاراته الواضحة وامكانياته الشحيحة قد حقق انتصارات ليست خافية على أحد فإن الحملة التي تستهدف قائد اللواء العميد عدنان الحمادي الذي طلب منه تغطية موقع اللواء بالمطار القديم بمطالب لا تستقيم وابجديات الفهم العسكري كون قوة اللواء مرابطة في مربعات تستوجب بقائها فيها حماية لها بعد تحريرها.

ان هذه الحملة تدفعنا إلى التساؤل: ما الذي نفذه حمود المخلافي بعد تحمل مسؤولية المجلس الأعلى لتحرير تعز ؟ وكم عقد لقاءات لهذا المجلس؟ وهل هناك خطة تم العمل على ضوئها ؟ وهل هناك غرفة عمليات موحدة من المجلس الأعلى وقيادة محور تعز تدار منها العمليات القتالية في كافة المحاور؟ ثم من حق أبناء تعز أن يتسائلوا عن كيفية توظيف الإمكانيات المادية والعسكرية المسلمة للعميد صادق سرحان!!؟
وطالما بقي الستين ممرا آمنا ومعبرا لميليشيا الحوثي وقوات المخلوع صالح فان أصابع الاتهام ينبغي أن توجه لغير قائد اللواء 35 مدرع العميد عدنان الحمادي الذي يحظى بتقدير وحب الجميع ولا داعي ان نذكر بفضائح بيع الذخائر وبدلات الجنود المسلمة من التحالف والتي بيعت لشخص أقر بذلك أمام دول التحالف بعدن إضافة الى عمليات النهب التي تطال ممتلكات الناس بمربعات المقاومة والتي كشفت بعض اطرافها ومن يتبعون!!

خلاصة القول : من أجل تعز على الجميع رفع أصواتهم دون خوف او حذر وتوجيه أصابع الاتهام إلى كل المقصرين بالواجبات المناطة بهم في تحرير المحافظة والتي مكنت الحوثيين وقوات صالح من إطالة أمد الحصار وسفك دماء الأبرياء وانتهاك كرامة المدنيين وانسانيتهم بالمخالفة لكل اتفاقيات حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني.. فالصمت عار .. والخوف عار ..

حول الموقع

سام برس