بقلم / عاصم السادة
لست متشائما من "حوار الكويت" لحل الازمة اليمنية سياسياً لكن الارهاصات التي تسبق هذا الحوار ببضعة ايام تدلل لسواد الاعظم من الشعب ان النوايا لدى المملكة السعودية غير حسنة وجادة في انجاح هذا المسار بين الاطراف اليمنية لاسيما وان بند وقف اطلاق النار في مسودة الامم المتحدة الزم الاطراف اليمنية الداخلية بتهدئة ووقف اطلاق النار فقط بينما تجاهل ولم يذكر الجانب الاهم في هذا البند وهو قصف طيران العدوان السعودي على اليمن.!

صحيح ان الضغوطات الدولية كُثفت على السعودية في الاونة الاخيرة للانصياع للحل السياسي في اليمن وذلك بعد تعثرها في تحقيق ادنى تقدم عسكري على الارض وكذا الجرائم الانسانية التي ارتكبتها المملكة بحق المدنيين بلاضافة الى عدم وجود دليل واضح يثبت تورط ايران في دعم انصار الله في اليمن.

لكن السعودية لاتزال تصر على ان ايران لديها نفوذ واذرع في اليمن تحاول الانقضاض عليها من جنوبها حتى شمالها بل وتنكر كل الاثباتات الدولية المقدمة لها بعدمية وجود اصبع واحدة لايران في اليمن.!

يبدو ان بعض ان لم يكن جل امراء النظام السعودي باتوا مقتنعين تماما بالحل السياسي للازمة اليمنية لكن يظل الملك ونجله وحاشيتهما السياسية السعوديين واليمنيين الفاره هناك يظهرون قناعتهم السطحية بذلك الحل في حين يبطنون الف مكيدة..فهي غير مقتنعه تماما بالحل السياسي ولا حوار الكويت ولا ما بعده لكنها ترتب اوراقها لبلورة فصل جديد من الحرب في اليمن ستكون لاعبه فيه من خلف الستار وهذا الامر يترتب على مدى قابلية الاطراف اليمنية في اليمن التماهي والانخراط معها على اساس دعمها لهذا الطرف او ذاك لتخلص من الاخر بمساعدتها ووعدها للطرف الغالب بانها ستأخذ بيده للحكم.!

ثمة مكيده تحيكها السعودية ظاهرها حسن النوايا وباطنها العذاب والانتقام ممن تبغضهم فلديها استعداد لتقدم الغالي والنفيس مقابل اتيان رأس "فلان او علان" لانها وضعته في رأسها ولابد من طمره تحت التراب كيفما كانت الوسيلة.
السعودية تمد يدها للحوار لأغراض غير سلمية تهدف لتقريب احد الخصوم للانتقام من الخصم الاخر..وهذا ما لا يمكن ان ينجر اليه المتحاورون مع الرياض..لذا لزوم الحذر في التعاطي مع هكذا حوار يجب ان يكون في غاية اليقظة حتى لا يقع المتحاورون في شباك الاستنزاف والدفع بهم مجددا لمربع الصراع (يمني- يمني) بما يخدم العدو وزبانبته.!!

ولعل التغييرات التي اقدم عليها "هادي" في اقالة "بحاح وتعيين الجنرال "علي محسن" نائبا له و"بن دغر" رئيسا لحكومته ليست سوى اضافة تعقيد للمشهد السياسية المقبل في الحوار ومحاولة لخلط الاوراق وافشال "حوار الكويت" وهذا ما يريدوه مهما تظاهروا بحسن النوايا وانهم ذاهبون للكويت من اجل السلام.!

هكذا تعتمد السعودية سياسة المراوغة منذ الوهلة الاولى وتحاول ان تظهر للعالم انها خاضعه لضغوطاتها لوقف الحرب على اليمن لكنها تسعى لقلب الطاولة المستديرة في وجه خصومها وتعزوا فشل المفاوضات على المؤتمر وانصار الله.!
اذا لم تنجح مفاوضات الكويت في رأب الصدع وايقاف نزيف الدم اليمني هذه المرة فان الفشل لن يكون عائد على الاطراف اليمنية بل على الكويت كدولة وقيادة.!

حول الموقع

سام برس