بقلم / علي البخيتي
خطوات سياسية ذكية التي تبناها أنصار الله "الحوثيين" مؤخرا في الملف السياسي على مستوى علاقتهم بالسعودية؛ والمتعلقة بالمفاوضات المباشرة معها؛ ولا تعد تلك الخطوات خضوعا أو استسلام أنما قراءة صحيحة وذكية للواقع؛ وان كانت متأخرة؛ لكنها ستؤدي اذا ما نجحت الى تحييد المملكة والتحالف عن الصراع في اليمن؛ على الأقل التدخل العسكري المباشر؛ وان تبقى الدعم المادي واللوجستي؛ وتقوم الرياض بعدها بدور الوسيط حتى ايجاد تسوية سياسية؛ تضمن شراكة الجميع في السلطة؛ وبما يؤدي الى الغاء مفاعيل انقلاب أنصار الله الحوثيين؛ مع حفظ مكان لهم في تركيبة الحكم المستقبلية.

اقول ذكية لأن البديل لأنصار الله كان مجهولا ومخيفا؛ فالأرض التي تحت أيديهم تتناقص باستمرار؛ وقد تحصل لهم نكسات تؤدي الى انهيارات متسارعة تعيد الحركة الى جبال صعدة مجددا؛ وذلك بفعل تحالف دولي قوي وتأييد محلي واسع ساعده كارثية السياسات التي اتبعها الأنصار من لحظة انقلالبهم والتي أدت الى تكاثر أعدائهم والمعارضين لسلطتهم؛ ولن يقتصر الانهيار على الحركة فقط؛ بل سيمتد الى ما تبقى من مؤسسات الدولة في مناطق سيطرتها؛ لعجز خصومهم عن السيطرة على الوضع وايجاد بديل؛ وهذا يعني دخول شمال اليمن بأكمله عصر الصوملة بامتياز؛ وسيصعب حينها لملمة الوضع.

على المزايدين داخل الحركة والثورجيين أن يدركوا الواقع الذي ادركته قيادة الحركة التي تصلها المعلومات الصحيحة؛ والتي أملك جزء مهم منها؛ ولا مجال للتحدث عنها الآن لأسباب خاصة.

من يده في الماء ليس كمن يده في النار؛ ومن يهدد ويطلق الشعارات والتحليلات العنترية من خلف شاشات الكمبيوتر او التلفون ليس كمن يقاتل ومن يمد الجبهات ويدير الدولة ومن يعرف حقيقة الموقف من مختلف الجوانب.
نقلاً من صفحة الكاتب بالفيسبوك

حول الموقع

سام برس