بقلم/ حمدي دوبلة
اجواء واسعة من التفاؤل تسود الشارع اليمني بامكانية معانقة السلام ووصول الفرقاء في الكويت الى صيغة موحدة تضع حدا لهذا النزيف العبثي وتغلق ملفا "مجنونا" دخل منذ ايام شهره الرابع عشر ولمًا يشبع بعد من القتل الخراب وتدمير الحياة ومن مشاهد الدماء والدموع والاشلاء.

لايعكر صفو هذه الاحلام الجميلة الا ازيز وزمجرة الطائرات السعودية في اجوائنا والتي لاتزال على ضلالها القديم في استعراض العضلات والتباهي العقيم ومحاولة تقمص شخصية البطل المنتصر والفارس النبيل حتى وهي تدرك بان العالم جميعا اصبح على علم يقيني بعجزها وفشل ملوكها المخزي والمهين في هذه المغامرة الصبيانية الطائشة وغير المحسوبة العواقب والتي يابى عليها كبر وغرور اصحابها ان تتوقف.

"الشقيقة"شق الله راسها تستكثر اليوم على هذا الشعب المطحون مجرد الاحساس الجميل بالتفاؤل والاستبشار للانباء الواردة من الكويت عن بشائر سلام باتت تلوح في الافق القريب وخاصة مااوردته وكالة الانباء الكويتية خلال الساعات القليلة الماضية عن اقتراب المشاورات اليمنية من انجاز اتفاق تاريخي ينهي الصراع ويؤسس لتسوية سياسية شاملة.

تستميت هذه الآفة القابعة في الجوار على العرقلة رغم الاجماع الدولي الذي جاراها طويلا في مراهقاتها الخبيثة في اليمن وبات على قناعة راسخة باستحالة الحل العسكري للملف اليمني وانه ليس بامكان احد مهما اوتي من قوة وباس من الغاء الآخر وان الشراكة والتوافق هو الحل الوحيد والمخرج الذي لاغنى عنه ابدا.

وهاهوالنظام السعودي الذي اعلن مؤخرا عن رؤية استراتيجية لمملكته حتى العام 2030يعجز عن مشاهدة حقائق الواقع بين يديه لذلك فهو يبدي امتعاضا واضحا من الدور الكويتي الايجابي وحرصه الملموس على احلال السلام في اليمن ويريد بعد كل مااقترفه من جرائم وفظائع بحق اليمن واليمنيين ان يظهر كحمامة سلام وكوسيط محايد ولايزال يمني نفسه الخروج من المازق الذي صنعه بيديه وانتجته حساباته الخاطئة دون اعتذار بل والتمادي في الغرور والغطرسة والاصرار على مواصلة سياسته الرعناء وكأن شيئا لم يحدث.

لقد اعماهم الكبر والتعالي عن رؤية الحقائق وقد تودي بهم هذه العنجهية اذا ما استمرت الى مالايحمد عقباه والى الزوال المحتوم..قال تعالى:

"وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ."
نقلا عن صحيفة الثورة

حول الموقع

سام برس