بقلم / عبدالكريم المدي
عرفت الشاعرة اليمنية الكبيرة ، الشاعرة والمثقفة الإنسانية الأستاذة هدى أبلان - نائب وزير الثقافة -القائم بأعمال الوزير وأمين عام اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين ، في العام 2006 ..
كنت قبل هذا التاريخ أعرفها من خلال قراءاتي لنصوصها الشعرية، الاستثنائية في كبريات الصحف والمجلات اليمنية والعربية ..

وأعرفها -أيضا - من خلال حضورها وإلقائها للشعر في الندوات والصباحيات ومجمل الفعاليات الثقافية ، وكذا من خلال شاشات التلفزة المختلفة..

عرفتها الشاعرة المتفردة ، التي تظهر في مضامين قصائدها الروح والصبغة الإنسانية الكاملة التألق والمكتملة أقمار توهجها، لكن، في الواقع ، وأقر هنا أن فرقاجوهريا كبيرا بين معرفتك للشخص من خلال أعماله الإبداعية المختلفة ووسائل الإعلام والكتب ، وبين أن تعرفه شخصيا كإنسان ، كمبدع حقيقي ، يتسم بالتواضع والمرؤة والإرتباط الحقيقي بالمجال الذي يعمل فيه والقريب من كل منتسبيه والاحساس بهم، بهمومهم ومشاكلهم وأحلامهم وتطلعاتهم وحقهم في التعبير والتطور الإبداعي والعيش الكريم..

عرفت الشاعرة الكبيرة هدى أبلان في العام 2006 ، وتحديدا بعد أن حصلت على عضوية اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، هذا الصرح التنويري والإبداعي والرافعة النقابية والثقافية والوحدوية الأعرق في بلادنا ..

لقد وجدت أمينا عاما للأدباء والكتاب اسمه ( هدى أبلان )..
يا إلهي لكم أدهشني توهج هذه المراة المبدعة الرائعة ..

لم تكن أبدا تهمل مثقفا وأديبا واحدا ، ولم تكن تتعالى على أحد أو تصرف لزملائها وزميلاتها وعود ( عرقوبية) أو عبارات التطفيش والتطنيش ، أو ترد أحدا من موقعها كأمين عام لهذه المنظمة النقابية الأبرز في البلاد.

تخيلوا كنا ، وكثير من الزملاء والزميلات ، نخرجها من الاجتماعات الرئيسية التي ترأسهاسواؤ للأمانة العامة للاتحاد ، أو للمجلس التنفيذي ..
حيث كان هناك من يطلب بدل العلاج والبعض بدل طباعة كتاب والبعض بدل سفر والبعض تذاكرطيران، والبعض كتبا من مكتبة الاتحاد، والبعض بحثا عن فرص عمل ودرجات وظيفية ، وتوصيات والبعض يعترض على أمر ما وووالخ.. وأمام كل هذا لا تمل المراة ولا تقول أنا منشغلة ولا تختلق العراقيل ..

لست مبالغا إذا قلت إن هذه المرأة بما تمتلكه من روح مشعة بالإنسانية، ونفس باذخة العطاء وقدرة إبداعية مذهلة ووعي نقابي متقدم، تمثل حالة فارقة وإشارة ونجمة مضيئة في سماء الحركة النقابية والثقافية اليمنية ، ولعل هذا ما جعلنا ، في المؤتمر العام التاسع للاتحاد في مدينة عدن أواخر العام 2009نجمع عليها بمختلف انتماءاتنا الحزبية ..تصارعنا على كل شيء، إبتداء من مؤتمرات الفروع وانتخابات المندوبين للمؤتمر العام، بمرورا بإنتخابات أعضاء المجلس التنفيذي ورؤساء الدوائر، وصولا لمنصب الأمين العام ونائبه ورئيس الاتحاد ، كل هذه الاستحقاقات والمواقع تنافسنا عليها فيما بيننا بشراسة، من مؤتمريين ويساريين وإشتراكيين وناصريين وبعثيين وإصلاح وحراك وغيره ، إلا منصب وموقع هدى أبلان، فقد ظل خطا أحمر، ولم يقترب منه أحد أو يحاول التشويش عليه أحد، وبقي باسم الشاعرة هدى أبلان ، التي يعرف الجميع أنها تشغل عضوية اللجنة الدائمة الرئيسية للمؤتمر الشعبي العام وتحظى بمكانة وثقة كبيرتين من قبل قيادة المؤتمر الشعبي العام، من أكبر شخص فيه إلى أصغر شخص ، لكن نظرا لدورها ورصيدها المشرق واللافت في قيادة الاتحاد، إلى جانب قربها من كل رفاق دربها ، وإخلاصها للعمل النقابي والإبداعي والوطني الذي جعلها هكذا ..تبدو وتبقى هدى أبلان التي لا يختلف عليها اثنان أبدا..

لقد عملت الشاعرة " أبلان" ، وماتزال ، على إحداث تحول حقيقي في عمل اتحاد الأدباء والعمل النقابي ، وحافظت بإخلاص وشرف عليه من التشرذم والتفكك في واحدة من أصعب المراحل التاريخية والتحديات التي مر ويمر بها الوطن والاتحاد من يوم تأسيسه في مطلع سبيعينيات القرن المنصرم وحتى اليوم.

وربما أن الدليل الجديد لتميز وتفوق هذه المبدعة على الكثير من الرجال والنساء ، هو تسجليها وبكفاءة، نجاحا لافتا وجديدا في وزارة الثقافة ، التي تعينت في منصب نائب الوزير مطلع العام 2013 ، وفي هذا الموقع الجديد أستطاعت أن تتجدد وتنمي حضورها وكارزميتها وقربها الشديد من المثقفين والكتاب والمبدعين كافة ، ولم تتعرض صورتها لدى الآخرين لأي اهتزاز من يوم تعينت ، فجميع الأدباء والكتاب والمثقفين والمرتبطين بوزارة الثقافة يدعمونها وراضون عنها تماما، رغم انعدام الامكانيات التي يمكن أن تمكنها من تقديم المساعدات لهم وحل مشاكلهم..
الشاعرة / الوزيرة هدى أبلان، اثبتت مقدرتها على تجاوز التحديات الصعبة، لتستمر في ادهاش المشهد وتقديم الدروس المجانية في حسن القيادة الإدارية الكفؤة نقابيا ، ووظيفيا، وإبداعيا ..
ولعل أبرز جهودهاوانجازاتها التي ستخلدها هي استخراج قطع ارض لكل اعضاء الاتحاد في جميع المحافظات التي يوجد فيها فروع للاتحاد، اضافة لاستخراجها درجات وظيفية حكومية لأعضاء الاتحاد غير الموظفين ..

وبسبب كل هذا التراكم ، لا يستغرب أي شخص مطلع على أدوارها، حينما يجد أن المؤتمريين والمؤتمريات يفاخرون بها على اعتبار أنها تنتمي سياسيا لتنظيمهم ، والأمر نفسه تجد اليساريين / الوطنيين ، القوميين ، أنصار الله وغيرهم يفاخرون بها كما لو كانت ممثلا وحيدا لرؤاهم وأحزابهم وتوجهاتهم ، بينما حقيقتها هي أنها تتبنى قضايا الناس وهموم وطن وحركة إبداع بكل تحولاتها .

وتأسيسا على ما سبق..لا يستطيع أي شخص أن يتجنى عليها أو يزايد باسمها أوعلى منصبها وعملها مطلقا ، وإن وجد فإنه سرعان ما يصطدم بحاجز فولاذي ، الجميع في صفها والجميع يرفع لها القبعة ويرى أنها ، بالفعل ، أن تقود عمليات تحول وتخرج المؤسسات والكيانات التي ترأستها كالأدباء، من أخطر التحديات وتصل بها إلى بر الأمان بكل تواضع وقدرة وحنكة ومسؤلية ومن دون أن تمن على أحد..

ختاما ، في ظني المتواضع، أن هذه الصفات القياد

حول الموقع

سام برس