بقلم / عاصم السادة
بدأت بعض اصوات الاعلاميين والكتاب اليمنيين تتحدث عن ضرورة تغيير خارطة التحالفات السياسية القادمة وذلك وفق متغيرات الواقع السياسي الذي تشهده اليمن الآن من مفاوضات الكويت وحرص العالم هذه المرة على تحقيق السلام وعودة الاطراف اليمنية المتصارعة الى طاولة الحوار لايجاد حل سياسي يقضي في احتواء الازمة لان الحل العسكري صار امر عصي على فرضه بمزيد من القوة كون ذلك غير مجديا.

هذه الاصوات والكتابات الاتية من الكويت والتي تتبع وفد حكومة "هادي" وجدت ان السعودية التي تدعمهم امام وفد "صنعاء" في كل المناحي والمراحل والمحطات العسكرية والاعلامية والتفاهمية على مدار عام ونيف قد غيرت من اسلوبها في التعاطي مع الملف اليمني واظهرت مرونه سياسية مع خصومهم بالاخص انصار الله "الحوثيين" حيث فتحت السعودية خطوطا بينها وبين الحوثيين وذلك بناء للقاءات ونقاشات تمت مؤخرا بين الجانبين في منطقة ظهران السعودية المحادة لليمن.

فالتصريحات التي سمعناها وقرأناها من الجانبين السعودي ممثلة بوزير خارجيتها "الجبير" والحوثيين ممثلا برئيس وفدهم للكويت محمد عبدالسلام تشير الى تقارب وجهات النظر والبدء في تأسيس مرحلة جديدة من العلاقات الحميمية بين السعودية والحوثيين.

ان التحول في الموقف السعودي تجاه انصار الله يوحي بان كل شيء قد تم مسبقا والاوراق رتبت وما مفاوضات الكويت سوى مشهد الهائي للمشاهدين فحسب.

ويبدو ان هذ الاتفاقات ابرمت بمعزل عن هادي وحكومته وحلفاؤه السياسيين والتقليديين والعسكريين ولم يشعروا بها لكنهم سيلمسونها في مقررات ومخرجات مفاوضات الكويت.

بدأ الشعور بالغيرة والقلق معا لدى (حلفاء الرياض) من هكذا تقارب سياسي بين السعودية والحوثيين اذ باتوا يفكرون بحلقتهم على الخارطه السياسية ويقيسون قوتهم فوجدوا انها الاضعف في ظل هكذا تقارب الامر الذي دفع ببعض الاعلاميين والكتاب المحسوبين على الرياض مناداة حزب المؤتمر الشعبي العام للتصالح مع حزب التجمع اليمني للاصلاح واعادة ترميم العلاقة السياسية وتمهيدا لتشكيل تحالف ثنائي بين الحزبين.

في الوقع لا ضير ان تعاد التحالفات السياسية بين الاضداد لكن على اسس وطنية وبرامج مشروعة وليس من منطلق الانتقام من الاخر لان بناء التحالفات على هكذا افكار خبيثه استغلالية تدمر ما تبقى من كيانات الدولة ومقامات الاحزاب لدى عامة الشعب بل وتضع الوطن في دائرة حرب اهلية مستمرة.

فثمة من يطرح فكرة اعادة التحالف بين (المؤتمر والاصلاح) ليس من منطلق مواجهة المخاطر المحدقة على الوطن وخاصة المهددة على الوحدة اليمنية وكذا قوات الغزو الامريكي المتواجدة حاليا في قاعدة العند العسكرية جنوب البلاد وانما يرمى بهكذا تحالف لقلب المعادلة السياسية ليشفي غلة من انصار الله (الحوثيين) والمؤتمر الشعبي العام ليس الا .!!

اذا كان ولابد من اعادة التحالفات بين الفرقاء السياسيين فان التحالف الجمعي هو الانسب من التحالف الثنائي في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها اليمن من حروب داخليه وخارجية لانقاذ البلد قبل السقوط الكلي في الهاوية بمعنى ان يتشارك المؤتمر والاصلاح وانصار الله والناصريين والاشتراكيين وغيرهم من احزاب انشأت قريبا وبالتالي تعود كل القوى للعمل سويا تحت مظلة الشراكة الوطنية الجامعة وانهاء حالة الحرب القذرة التي دمرت اليمن ارضا وانسانا.

حول الموقع

سام برس