بقلم / عبدالرحمن بجاش
هي مصيبة والله ان تعود باسئلتك دائما الى الخلف , اعجبني الاهيل المتابع احمد قاسم عندما كتب امس يقول لي : (( ولا فهمت من موضوع امس حاجه )) , فكتبت له على الخاص صادقا : (( حتى انا )) !!! .

اسالكم بالله هل يوجد بينكم اللحظه من يستطيع ان يفك كل هذه الالغاز التي نراها من حولنا , ويفسر ما يحدث ؟؟ والى اين سنصل ؟ وهل يمتلك الاقليم رؤية لما بعد هذه الحرب ؟ وهل يدري ما يفعل !!! , ام انه تاثر بنا وصار شعاره (( ما بدى بدينا عليه )) .

لماذا اعدت السؤال عن المثقف ؟ لانه الفيصل في اللحظات الكثر حرجا ان شئتم ...., وعندما يغيب او يُغَيًب , او ينهزم او يستسلم تضيع اللحظه ويضيع الفعل , وندخل فيما نحن فيه الان من عدم اليقين .
اذكر انني ذات جمعه خرجت من المسجد والى بيت الدكتور عبد الكريم الارياني , فقلت له ونحن واقفين على ارضية ديوان بيته : الناس تعاني من حالة عدم اليقين ؟ فقالها هكذا : يا بجاش الوصول الى اليقين يشتي تعب , فعدت اقول ونحن واقفين : والمثقف اين هو ؟ لان وجوده يمثل حالة اليقين القصوى , فقالها والم يرتسم على ملامح وجهه : هنا المصيبه حين يضيع عن الفعل , فذهبت وراسي يدوي , ولم اره سوى جنازة عادت خفيه !!! .

اليقين مرتبط بوجود المثقف , وقد راينا ماذا فعل ايام السبعين يوم ان حارب اليمنيون كلهم دفاعا عن المستقبل , لقد كان صوته عاليا , وحضوره طاغيا , فانتصر البلد من جبل عيبان , وتجاوبت معه ساحة مدرسة ناصر بتعز والصدى تردد في شارعي سبتمبر بتعز وعلي عبد المغني في صنعاء , وكان جواب هزيمة 67 من عدن وصنعاء .

ضربت قواعد المثقف من بعد السبعين يوما حين اختلف مع ذاته والاخر فسهل ضرب صغار الضباط من حاربو في جبال صنعاء والشمال وانتصرو , فسرق منهم نصرهم من كانو هاربين , وهم الذين تولو ضربهم وضرب المثقف , فعادت البلاد الى نقطة الصفر .

استسلم المثقف , وضاع صوته , بل اختنق الصوت وتحول الى بكاء من الحال والجوع , لكن المثقف لا يهتم لا باللقمة ولا بالسجون والقمع , فينتصر للواقع وينصر الواقع فينتصران !!! .

الان تنحدر البلاد نحو المجهول يوميا والمثقف لا صوت له فقد التصق لسانه بفمه , وجيفارا يقول : (( المثقف الذي يلوذ بالصمت , اكثر خرابا من النظام الديكتاتوري والقمعي الذي يمارس القتل ضد ابناء شعبه .
هل يستطيع احدكم ان يقول لي ماهي الطريقه التي بها نستعيد المثقف الى الفعل ؟ , قبل ان تندثر البلاد تحت سنابك الاغراض قصيرة المدى .لله الامر من قبل ومن بعد .
من صفحة الكاتب بالفيسبوك

حول الموقع

سام برس