بقلم / عبدالكريم المدي
أكد لي أحدهم بأنه لا يوجد تفسير منطقي للحملة التي يتعرّض لها أعضاء الوفد الوطني في مشاروات الكويت وفي مقدمتهم الأستاذ عارف الزوكا الأمين العام للمؤتمرالشعبي العام والأمناء العموم المساعدون ياسر العواضي وفائقة السيد ،ود.أبوبكر القربي وأعضاء اللجنة العامة يحيى دويد وخالد سعيد الديني ، والقيادي عائض الشميري وغيرهم، غير ذلك الذي يندرج في إطار المزايدة والإبتزاز من قِبل أناس في نفوسهم شيء من حتّى (الجيوب) ، وممن جُبِلوا على المصالح الشخصية والعيش على حساب إسقاط القيم والانتقاص من جهود وحقوق الآخرين.

وأنا بدوري قلتُ له : عارف الزوكا وأعضاء الفريق الوطني ذهبوا للكويت بأقلام وأوراق وأفكار ولم يذهبوا بقنابل ومدافع وصواريخ سكود ، فهذه الأشياء والمعدات ما تزال موجودة وتعمل بكفاءة في مختلف جبهات القتال ،ومن ضمن أهداف ذهابهم إلى هناك هو العمل على إسكاتها، وربما أن كافة أبناء الشعب يدعم مهمتهم وتحقيق غايتهم النبيلة ، ما عدا أولئك المتخمين بحبّ الذات الذين لا يُعقل أن ترتفع أصواتهم على أصوات ومطالب الشعب.
وعارف الزوكا الذي لا مصلحة شخصية تربطني به ، بل أنني عجزت عن اللقاء به مؤخرا ، يُعدُّ هو وجميع زملائه من خيرة رجالات المؤتمر والوطن،ويعتبرهم الكثير من الناس شعلة نضال تُنيرالدرب أمام الآخرين الذين يتطلعون إلى السلام وإلى غد مشرق بالأمل والحرية والحياة الشريفة الآمنة .
وعارف الزوكا ورفاقه ذهبوا إلى الكويت ، ليس للمفاوضة على التسليم ، وإنما على السلام ، الذي يُقدّمون من أجله رؤى وحلول، حتى وإن حدث وقدموا تنازلات،على إعتبارأنه لا سلام بدون تنازلات من كل الأطراف ..

هل استوعبتم -إذن - مهتهم ، وحقيقة أنهم لم يذهبوا من أجل بدل السفر وأطباق (المعكرونة) .
يا من تناكدوننا في كل وقت وحين ، عيب عليكم ما تقومون به ، احترموا رغبة المجتمع وحسّوا بمعاناته ، والحقيقة الأوضح من قرص الشمس ،التي تقول إن اليمنيين يريدون سلاما على قاعدة لا غالب ولا مغلوب ،وأنهم على أحرّ من الجمر ينتظرون الفرج كي يأتيهم من السماء ، ثم من الكويت.
لو تكرّمتم جرّبوا أن تنظروا للواقع من زاوية الاكتمال والانصاف والتجرّد، وليس من زاوية الرغبات والعواطف والبحث عن إمتيازات وحجز مقاعد وسفريات في الجولات القادمة . أنا لم أسافر على حساب المؤتمر أو الحكومة لا في الماضي القريب أو البعيد أو اليوم، رغم ما قدّمته وأقدّمه من جهود ، بكل تواضع أقول عنها : مشهودة ،والمئات من الناس الذين يعرفونني ويتابعونني يعون ما أقوله تماما، هذا من جهة ، ومن جهة ثانية يستغربون عدم اختياري ضمن وفد الإعلاميين ، أو حتّى( المزوملين)، لكن هل يعني هذا إنني انقلب على مبادئي ، وأتحول إلى بطل وهمي يقدم التنظيرات ويمنح صكوك الوطنية ويوزّع مفاتيحها على من اراد من المخاليق.
المهم هذا ليس موضوعي، ولا أرى أنه من المناسب أن أتكلم هنا عن نفسي ، لكنني أوردته للإستدلال بأنني وربما غيري العشرات ،من أكثر الناس الذين يتعرضون للاجحاف والتجاهل ، ومع هذا مرؤتي وتربيتي لا يسمحان لي أبدا ، بأن أتحول إلى معول هدم وبوق تحركه النزوات وبدلات السفر، مهما كانت درجة الظلم الذي يطالني ،وفي ظروف كهذه تحديدا .

يا أولئك ترفّعوا قليلا ،اشعروا بهذا الشعب الذي يكاد الزمن يشحذه على مدية الموت والتعب ، دعوا مصالحكم جانبا وانتقلوا إلى أوساط أفراد المجتمع المنهك الذين يعيشون أوقاتا حالكة ، بكوا ويبكون مدرارا ولم تجفّ دموعهم .. لا تزايدوا على الأستاذ عارف الزوكا ومن معه من أعضاء الوفد الوطني، الذين هم في الأساس سياسيون، وطنيون ، معروف عنهم بأنهم أصحاب وفاء وتجربة ، وطُلّاب سلام ،يتعرضون لكل أنواع الضغوط ،يقدمون الممكن تحت سقف الثوابت من أجلي ومن أجلك،من أجل أطفال اليمن ، من أجل الملايين من الغلابى الذين يتضورون جوعا، ويقفون على كفّ الخوف والفراغ والتشرُّد والغربة والتفكُّك .

يا من تنهشون في نزاهة عارف الزوكا وياسر العواضي وفائقة السيد وأبوبكر القربي ويحيى دويد وخالد سعيد الديني وعائض الشميري ، لا تفجروا بالخصومة ،وعليكم أن تستوعبوا جيدا، إن الرئيس علي عبدالله صالح وقيادات المؤتمر وكوادره وأنصاره على يقين تام بإخلاص تلك الأسماء وبإنحيازها المطلق لليمن ومصالحه العلياء وفي مقدمتها العودة بالسلام المُنصف ، وهذا الأمر لا يعني إلى شيئا واحدا ، وهو إنكم تحرثون في البحر ولن تجنوا أكثرمن البوار،وأي محاولات تشهير بهم أو طعن في وفائهم للبلد ولقيادتهم وتنظيمهم ، لن تؤثر فيهم أبدا ، وستظل ،بالنسبة لكم ،كتلك السحائب العابرة التي لا خصب فيها ولا نماء.

اكبروا عن الصغائر،وادركوا واقع بلادكم التي صارت في أمس الحاجة للسلام بعيدا عن الشطح والمتاجرة بالدماء وتسجيل المواقف المهزوزة، كفانا مزايدات، كفانا عمليات إبتزاز وإدعاء بطولات، ودعونا من معارك البسوس وداحس والغبراء ونشر المزيد من الأحزان والمآسي والكوارث.
وتأسيسا على كل ما سبق ، نعود ونقول : من يحاولون النيل من الوفد الوطني وحتى من الإعلاميين والفنيين والمستشارين المرافقين له،هم أعداء السلام الحقيقين وهم مسعّروا الحروب ودعاة الفتنة بدون منازع . ومن يقللون من إخلاص وثقة الزوكا العواضي و السيد والقربي و دويد وخالد الديني وغيرهم ،إنما يقدمون أنفسهم كفزاعات وصيحات في غير محلها، لن تحظى بعد اليوم بأي مصداقية ، لأنها حاولت النيل من أسماء ينظر لها الناس بتقديروثقة،خاصة وقدخبروها وصارت - في نظرهم - أرض اليمن وتضاريسها محفورة على جباه أصحابها كأنها أخاديد.

حتى لو أفترضنا وسلمنا جدلا إنها قد حدثت غلطة ما للوفد ، سواء كانت فردية أم جماعية ، هل من الوطنية والعدل أن نقوم بتنظيم حملات مظللة للطعن فيهم وإتهامهم بالخيانة والعجز، ومطالبتهم،تارة بالانسحاب وتارة بتعليق المشاورات وأخرى بشقّ الجيوب، لدرجة أنه لا ينقص إلى أن يقول لهم البعض وجّهوا البنادق إلى صدور ووجوه الآخرين وعودوا أبطال.

ما قام به الزوكا وزملاؤه إلى اليوم نشكرهم عليه ، نرفع لهم القبعات ، نمنحهم الثناء والثقة ، نشدُّ على أيدهم بالاستمرار في السير في طريق السلام الشائك، وما قاموا ويقومون به إلى اليوم - أيضا - إيجابي وفي إطار المتاح، ولم يقدموا حتى الساعة أي تنازلات من تلك التي تُجيز لبعض الإخوة القيام بشنّ هذه الحمالات المسعورة ضدهم.الزوكا وكل من معه وأنا وأنت والعالم قاطبة يدركون بأن هذا الشعب يختنق ، ووحدته تُهدد ، ونسيجه الاجتماعي يتهتّك ،وسيادته كل يوم تتعرض لانتهاك جديد ،وافواه الجوعى تُفتحُ أكثر وتزداد إتساعا وجفافاً،وبناء عليه فإنهم في تقديرنا يحاولون، ما استطاعوا،خلق فرص للحل وجعلنا نتمسّك ببصيص أمل كي لا ينهشنا اليأس ويفترسنا الاحباط .

أخيرا : اتقوا الله في وطنكم وأهلكم، ولا تعتقدوا إنكم تسلقون الزوكا وزملاءه في أفران وطنيتكم التي يرى معظم المتابعين لمنعرجاتها،بأنها لا تتجاوز تذكرة طيران وبدل سفر وحجز في فندق خمسة نجوم وأوهام الحصول ، كما يُشاع ، وبمعدل يومي، على بدلات وإمتيازات وكرميات بالدينار والدولار . ومرة ثانية وعاشرة وألف ،حطوا في بالكم إن المجتمعات تستطيع التميز بدقة عالية بين الحق والباطل ،وكلما تعرّض الناس للجيد والرديء،والواقع والتزييف ،ازدادوا قدرة وخبرة على تحديد الفارق بين الأشياء ومعها فحص الحمض النووي للضمائر والقيم .

حول الموقع

سام برس