سام برس
اتهام الامم المتحدة السعودية رسميا بقتل الاطفال وتشويههم في اليمن خطير وغير مسبوق ولا نستبعد وقوف امريكا خلفه.. فلماذا الآن؟ وما هي التبعات القانونية التي ستترتب عليه؟

بعد اصدار الكونغرس الامريكي قانونا يسمح لاهالي ضحايا هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 بمقاضاة المملكة العربية السعودية طلبا لتعويضات قد تصل الى عدة مليارات من الدولارات بسبب مشاركة 15 من مواطنيها فيها، وجه امين عام الامم المتحدة بان كي مون ضربة اخرى مؤلمة لها امس، بإدراجها واعضاء التحالف العربي الذي تقوده في اليمن على قائمة سوداء، تضم الدول التي تقتل الاطفال وتساهم في تشويههم.

وذكر تقرير صادر من الامم المتحدة، جرى نشره الجمعة، ان التحالف العربي بقيادة السعودية مسؤول عن 60 بالمئة من وفيات واصابات الاطفال العام الماضي في اليمن، حيث تم قتل 510 اطفال، واصابة 667 آخرين، واكد ان التحالف نفذ نصف الهجمات التي تعرضت لها مدارس ومستشفيات في اليمن.

الخطورة في هذه الخطوة الاممية غير المسبوقة، انها لا تساوي فقط بين التحالف “الحوثي الصالحي” بالمملكة العربية السعودية في ارتكاب جرائم وانتهاكات لحقوق الاطفال في اليمن، وانما تدين تسع دول خليجية وعربية اخرى، تشارك في التحالف العربي الذي تقوده السعودية، ويتدخل عسكريا، بريا، وجويا في اليمن منذ عام على الاقل.

الحوثيون والقوات الحكومية اليمنية، والمسلحون الموالون للحكومة مدرجون في هذه القائمة منذ خمسة اعوام على الاقل، ويعتبرون “جناة دائمون”، ولكن ان تنضم السعودية، ذات السمعة العالمية الطيبة، والحليفة الرئيسية للغرب الى هذه القائمة، جنبا الى جنب معهم وتنظيم “القاعدة”، فهنا تكمن المفارقة الكبرى.

لا نعتقد ان الامين العام للامم المتحدة الذي اصدر مثل هذه اللائحة السوداء لم يتشاور مع الادارة الامريكية مسبقا بشأنها، ولا نستبعد ان تكون هذه الادارة هي التي تقف خلف هذه اللائحة السوداء، ودليلنا انها لم تتضمن دولا مثل اسرائيل التي تقتل ما شاءت من الاطفال في الاراضي الفلسطينية المحتلة، وبصورة شبه يومية، ناهيك عن حروبها، مثل ما سمى منها “الرصاص المصبوب” و”الجرف الصامد” التي كان اكثر من الف طفل فلسطيني بين ضحاياها.

التدخل العسكري السعودي في اليمن في اطار “عاصفة الحزم”، الذي استهدفت غارات طائراته مستشفيات، ومزارع ابقار، ومحطات تعبئة مياه، واعراس، بات يعطي نتائج عكسية سياسية واقتصادية وانسانية على المملكة العربية السعودية، بالاضافة الى كونه لم يحقق اي من الاهداف التي انطلقت من اجلها، ولذلك لا نستغرب التصريح الذي نسب الى ولي العهد السعودي الامير محمد بن نايف، ونشر في الموقع الالكتروني لصحيفة “الوطن”، قال فيه “ان عملية عاصفة الحزم طال امدها، وخرجت عن توقعاتنا”.

صحيح ان صحيفة “الوطن” قالت ان موقعها تعرض للاختراق من قبل “الهاكرز″، وان هذا التصريح “مزور”، ولكن ما ورد فيه من عبارات ليس بعيدا عن الحقيقة، ويتردد على السنة الكثير من المواطنين والمسؤولين السعوديين في مجالسهم الخاصة، ولا يستطيعون البوح به خوفا من العواقب.
“راي اليوم”

حول الموقع

سام برس