سام برس / عاصم السادة
اطفالنا يتكاثرون في سوق العمل.!!
"عمالة الاطفال" ارتفعت الى 3 مليون طفل نتيجة الحرب
تقرير/عاصم السادة

لايزال الطفل اليمني يمثل الضحية الكبرى في كل مراحل الحياة التي تمر بها اليمن من ازمات سياسية واقتصادية واجتماعية تراكمت لسنوات فالقت بظلالها على الاطفال واودت بهم خارج نطاق المدرسة كإطار حاضن اساسي وصانع لحاضر ومستقبل هؤلاء الاطفال وبالتالي صارت الشوارع واسواق العمل هي الاماكن التي تجذبهم وتستغلهم في اعمال كثيرة وخطيرة مخالفة للقوانين الوطنية والمواثيق والاتفاقات الدولية الخاصة بحقوق الطفولة..

"الحرب" هي الاخرى التي جاءت لتوسع حلقة مأساة الطفولة وزادت من التحاق الاطفال الى سوق العمل وترك التعليم نتيجة الفاقة المادية التي حالت دون مواصلتهم التعليم فاضطروا الى مزاولة الاعمال لكسب المال وتغطية حاجيات اسرهم المعدمة خاصة وان اغلب الاباء فقدوا اعمالهم نتيجة العدوان على اليمن والحرب الداخلية والتي كانت تمثل مصدر دخلهم الوحيد لهم واولادهم.

ورغم البرامج والسياسات الاستراتيجية المتخذة من قبل الجهات المعنية الحكومية من جهة والمنظمات الدولية والمحلية من جهة اخرى للحد من ظاهرة عمالة الاطفال لكن ثمة عوامل عدة كانت ولاتزال تقف حجر عثرة في مكافحة هكذا ظاهرة لعل ابرزها الواقع السياسي الذي اودى بالبلاد الى مألات الحرب والدمار والخراب.
اصدرت الحكومة اليمنية القانون رقم (45) لسنة 2002م لحقوق الطفل التزاما منها في تطبيق المواثيق الدولية وعكسها على التشريعات الوطنية حيث افردت فيه فصل خاص بحقوق الطفل العامل حدد فيه سن العمل ب14 سنة بحيث لا يضر العمل بصحة الطفل الجسمية والعقلية والاخلاقية.. كما حضر القانون بعض المهن الخطرة التي حضرتها الاتفاقيات الدولية..

وقد اصدرت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل القرار الوزاري رقم (56) لسنة 2004م الخاص بلائحة الاعمال المحظورة على الاطفال العاملين دون سن 18 وعدل بالقرار رقم (11) لسنة 1013م ليضم الاعمال المحظورة والمستثناة للأطفال العاملين دون سن 18.

وفي ذات السياق يجري اليوم الاعداد والتحضير للاحتفال باليوم العالمي لمناهضة عمل الاطفال والذي يوافق يوم 12 من الشهر الجاري حيث ستقوم وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ممثلة بوحدة مكافحة عمل الاطفال بالتعاون مع منظمة العمل الدولية النزول الميداني الى الجولات والالتقاء بالباعة المتجولين وتنفيذ عدد من البرامج التوعوية وتوزيع الفنايل والقبعات لهم ليقوموا بتوزيع الملصقات والمنشورات المناهضة لعمل الاطفال.

واوضحت منى علي سالم مديرة وحدة مكافحة عمالة الاطفال في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ان الحملة بدأت في النزل الميداني وتم تحديد مناطق سينتشر فيها اطفال عاملين بالزي وهي : جولة الرادع منطقة التحرير وجولة المالية منطقة السبعين وجولة الرويشان شارع حدة.. مشيرة الى انه يستم عقد ورشة عمل لمناقشة الظاهرة وايجاد الحلول الناجعة للحد من ارتفاع عمل الاطفال حيث سيشارك فيها عدد من صانعي القرار والمهتمين في امانة العاصمة ووزارة التربية والتعليم ومنظمات المجتمع المدني..

وقالت: ان ظاهرة عمل الاطفال من اخطر الظواهر المؤثرة سلبا على مصير الطفولة طالما هي خارج اطار التنشئة الاسرية والرعاية الاجتماعية التي تكفل للطفل كافة حقوقه وتمتع بها بموجب اللوائح والقوانين المعترف بها عالمياً.. وتابعت: ان الاطفال يتعرضون لكثير من المشاكل المؤثرة على سلوكياتهم لعل اهمها: تعرضهم للأضرار صحية (الجسدية، والعقلية، والاخلاقية)، وخروجهم وتسربهم من المدارس يشمل نوع من الارتداد للامية بالإضافة الى ظهور حالات ادمان لبعض الاطفال جراء المواد الكيميائية المتطايرة كمادة الشلك الصمغية خاصة لمن هم يعملون في ورش النجارة، وظهور حالات نفسية غير مستقرة لدى الاطفال العاملين لاسيما من يتعوضون لتحرشات الجنسية بسبب بقائهم الى جانب البالغين وبالتحديد الذين يعملون في (الوكندات ومطابخ المطاعم).

وتشير مديرة وحدة مكافحة عمالة الاطفال الى وجود (1,614,000)طفل عامل وفق نتائج مسحية وطنية نفذت عام 2010م واعلن عنها في 2013م..موضحة ان الملاحظ من خلال المؤشرات الحالية لوضع البلد وتدمير الكثير من المدارس وتزايد اعداد النازحين نتوقع ان تصل الظاهرة الى ما يقارب ثلاثة مليون طفل عامل.. منوهة ان ظاهرة عمل الاطفال ازدادت مؤخراً خاصة السنوات الثلاث بمعدل ما نسبته 3% .

وخلصت مديرة وحدة مكافحة الاطفال الى الحلول والمعالجات التي يجب ان يعمل بها للحد من الظاهرة من خلال ثلاث مستويات: المستوى القريب الذي يتمحور في تكثيف البرامج الاعلامية الهادفة الى رفع مستوى الوعي بخطورة المشكلة لدى المجتمع والاسرة والطفل.. اما المستوى المتوسط فيكمن في تعديل المناهج الدراسية وتحسين العملية التعليمية وجعل المدرسة بيئة جاذبة للطفل.. فيما المستوى البعيد الثالث والاخير وهو حل مشاكل الفقر ويعتبر من الحلول بعيدة المنال بسبب ما يتعرض له البلد من اوضاع غير مستقرة ساعدت على نمو حجم البطالة بين اوساط الكبار.


حول الموقع

سام برس