بقلم / أحمد عبدالله الشاوش
يأبى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ، قبل أن يغادر وكر " الدعارة " الدبلوماسية بالأمم المتحدة ، إلا وقد حصد العديد من اللعنات ، وأن يختم تاريخه ومسيرته بالعديد من فضائح المنظمة الدولية ومنتسبيها الغارقين في مستنقع " الاغتصاب" والرشاوى والاثراء الغير مشروع والمتاجرة بالشعوب من خلال ازدواجية المعايير ، بحسب تقارير أممية ، لاسيما بعد أن قصر في صلاحياته وتخلى عن ملاحظاته لمجلس الامن الدولي وأصبح أداة طيعة بين أيدي الخمسة الكبار طمعاً في المنصب وخوفاً من وحوش وتماسيح المنظمة الأممية التي قيل انها نشأة لكبح جماح العالم المسعور وتحولت الى سعار مستعصي.

وما اصدار القرار الاممي بإدراج التحالف بقيادة السعودية ضمن قائمة الجماعات والدول التي تنتهك حقوق أطفال اليمن والغاءه خلال 48 ساعة، إلا دليلاً واضحاً على تبعية الأمم المتحدة وتحولها الى تاجر حرب ونظام عصابات دأبت على الالتفاف على المبادئ والقوانين عبر طغيان " الفيتو" والتلويح بالبند السابع ضد دول بعينها أرادت ان تعبر عن حرياتها وقرارها السيادي وتحررها من الهيمنة الإقليمية والدولية .

وبقدر ما مثل القرارالاممي " صدمة كبيرة " للسعودية وصعق دول التحالف وأدى الى حالة من " الهستيريا" والاضطراب والجنون الذي دفعها الى سرعة اجراء اتصالاتها " المشبوهة " بتجار الحروب ومتعهدي الازمات ومصاصي دماء الشعوب وتشكيل خلية ازمة وتجييش كبار " السفاحين" في عالم الدبلوماسية والسياسة والمال ، بدءاً من واشنطن ومروراً ببعض دول الاتحاد الأوروبي وانتهاء بالدول الأقل رخصاً في عالم الدفع المسبق لاختلاق المبررات وتزوير الحقائق والتنصل من المسؤولية الجنائية بإلغاء القرار الاممي ، كونه دليلاً قاطعاً يحمل الرياض واخواتها مستقبلاً تبعات جرائم الإبادة منذ الـ26 من مارس 2014م .

ومهما أعتبر البعض وروج بأن " تراجع " الأمم المتحدة عن ادراج التحالف والسعودية بالقائمة السوداء "انتصاراً للسعودية التي تواصل المسلسل المأسوي في اليمن ومنطقة الشرق الأوسط بالصعود على جماجم وأشلاء ودماء الشعوب برعاية ودعم امريكي ، إلا أن الواقع كشف حالة الضعف والهوان والارتعاش الشديد والهزيمة القاسية لحكام الرياض في المعمورة من قرار أممي بسيط عده البعض قرصة " اذن" لحكام الرياض بعد تجاوز الخطوط الحمراء للعم سام ، والفشل في حسم المعركة في اليمن ، والاحراج الكبير للخمسة الكبار بمجلس الامن والسخط الدولي من الطغيان وجرائم الإبادة المنظمة التي بدأت تتحدث عنها الكثير من المنظمات ووسائل الاعلام تارة للابتزاز وأخرى من باب الوفاء لأخلاقيات المهنة ، رغم تدفق المال السعودي والخليجي المدنس الذي لوث كل دهاليز واروقة ومكاتب المنظمة الدولية ، ومايسمى بالمنظمات الإنسانية والحقوقية والقانونية " المشبوهة" التي كشفتها أزمة " اليمن " .

اخيراً لقد حقق القرار الاممي القاضي بإدراج دول التحالف بقيادة السعودية الغرض المنشود الى الرأي العام الدولي في إيصال الرسالة الحقيقية التي كشفت ان الأمم المتحدة عبارة عن شركة مقاولات يديرها مجموعة من تجار الحروب وان المال السعودي قد ضربها حتى النخاع وان الغاء القرار الاممي رغم منطقيته بهذه السرعة وإصدار قرار الزور الجديد أدى الى فقدان الثقة بلاحدود بالمنظمة الدولية ومثل ادانة كبيرة وجريمة بشعة للتغطية على جرائم الإبادة لليمنيين ومع ذلك لايأس مع الحياة ولابد من تظافر جهود الشرفاء في دول العالم لأسقاط المنظومة الأممية التي حولت العالم الى بؤر للصراع وانهاراً من الدماء والجثث طيلة سبعين عاماً خدمة لتجار الموت الخمسة في مجلس الامن .. ومازال وسيظل ايماننا قوي وراسخ رسوخ الجبال بإن الله تعالى هو المنتقم وخير العادلين .. وان ربك لبالمرصاد.
shawish22@gmail.com

حول الموقع

سام برس