سام برس
الذعر بدأ يتصاعد في اوساط الاسرائيليين رغم حالة الانهيار العربي وتهديداتهم بتحويل لبنان كله الى “ضاحية جنوبية” احد الادلة.. فهل الحرب ستندلع هذا العام حسب تقارير الاستخبارات العسكرية بتل ابيب؟ وهل ستكون مختلفة عن سابقاتها؟ وما هي مواصفات المنتصر او المهزوم؟

رأي اليوم:

احيت دولة الاحتلال الاسرائيلي امس (الاحد) الذكرى العاشرة لحربها على لبنان في تموز (يوليو) عام 2006، حسب التقويم العبري، باطلاق العديد من التهديدات على لسان المسؤولين فيها باعادة لبنان 200 عام الى الوراء في حال اندلاع الحرب مرة اخرى وتعرضها لهجوم.

نفتالي بينيت، زعيم حزب البيت اليهودي المتطرف، طالب بأن تعد اسرائيل عقيدة قتالية جديدة مفادها ان يكون لبنان كله المستهدف بالعدوان، “لان لبنان يساوي حزب الله وحزب الله يساوي لبنان”، بينما هدد الجنرال فادي ايزنكوط القائد العام للجيش الاسرائيلي بتحويل لبنان كله الى “ضاحية جنوبية”.

مثل هذه التهديدات لا يمكن ان تصدر عن مسؤولين وقادة عسكريين لديهم ثقة كبيرة في النصر، وانما في حالة من الخوف والذعر، ويريدون ان يبثوا حالة من الطمأنينة في نفوس مستوطنيهم بعد الهزيمة الكبرى التي لحقت بهم وجيشهم قبل عشر سنوات.

فبعد عدوان استمر حوالي 33 يوما، استخدمت فيه كل اذرعها العسكرية الضاربة من طائرات حديثة ودبابات “الميركافا” ذات الشهرة القتالية العالية، ووحدات خاصة من المشاة، لم تستطع القوات الغازية التقدم كيلومترا واحدا داخل الاراضي اللبنانية بفضل صمود مقاتلي المقاومة الاسلامية اللبنانية.

صحيح ان القدرات الجوية الاسرائيلية نجحت في تدمير الضاحية، وبعض القرى والمدن في جنوب لبنان في اجراء انتقامي وحشي لتغطية فشل الحرب في فرض الاستسلام على المقاومين من مقاتلي “حزب الله”، ولكن من يزور الجنوب هذه الايام لا يجد اي اثر لهذه الحرب، مثلما يجد ارادة اقوى على المقاومة وردع اي عدوان اسرائيلي جديد.

السيد حسن نصر الله قال في احد خطاباته الاخيرة ان من سينتصر في الحرب القادمة هو الاكثر استعدادا للتضحية، ولا يخامرنا اي شك في ان الجانب العربي الاسلامي هو الاكثر استعدادا لتقديم الشهداء، تماما مثلما فعل في كل الحروب السابقة، وربما اكثر، لان الحرب القادمة ربما تكون الاخيرة والحاسمة، فهناك اكثر من مئة الف صاروخ تنتظر الاسرائيليين، ولن تكون هناك خطوط حمر، او خضر، او صفر، مثلما كان عليه الحال في المرة الماضية.

فاذا كانت عملية فدائية واحدة نفذها شابان فلسطينيان في تل ابيب قبل بضعة ايام ادت الى احداث هزة في اوساط المستوطنين الاسرائيليين، وبثت الذعر في قلوبهم، فكيف سيكون عليه الحال لو بدأت الصواريخ تهطل كالمطر فوق رؤوسهم من مختلف الاوزان والاحجام والابعاد؟

قوة المقاومة قبل عشر سنوات غير قوتها بعدها، وخبراتها القتالية مختلفة كليا، ثم ان هناك عقيدة قتالية قديمة متجددة، وهي انه لا يوجد هناك ما يمكن خسرانه اذا ما حمي الوطيس واشتعل فتيل الحرب.

حاولت الطائرات والدبابات والزوارق البحرية الاسرائيلية تركيع قطاع غزة الذي لا تزيد مساحته عن 150 ميلا مربعا، وعندما شنت عدوانا استمر 55 يوما، فماذا حدث، هل رفع المقاومون في القطاع الرايات البيضاء، وهل تخلوا عن عقيدة المقاومة ورضخوا للضغوط الدموية وسلموا اسلحتهم؟

الاسرائيليون يعيشون حالة من الهلع والرعب، لانهم يدركون جيدا انهم الهدف المقبل للفوضى الدموية التي تسود المنطقة حاليا، وان حالة الامان والاستقرار التي يعيشونها حاليا زائفة ومضللة، علاوة على كونها مؤقتة وقصيرة الامد.
من يزور الجنوب اللبناني الشامخ بالعزة والكبرياء، مثل جباله وخضابه ووديانه، وتجول في مدنه وقراه، ويشاهد مقبرة دبابات الميركافا، الشاهدة على هزيمة الجيش الذي لا يقهر في متحف “مليتا”، يخرج بقناعة راسخة بان النصر قادم على هذه الغطرسة الاسرائيلية، بإذن الله.

فليهدد المذعورون الاسرائيليون مثلما شاءوا، وليحاولوا رفع معنويات مستوطنيهم المنهارة، فعندما تحين الساعة، ويتم قرع اجراس المعارك سيتوحد المسلمون والعرب جميعا خلف عقيدة واحدة، وهي القتال حتى النصر.

حول الموقع

سام برس