بقلم عامر محمد الضبياني
لما امهل الله زوجين في عهد موسى عاما واحدا ليسحب منهما رزقه الذي رزقهما اياه، مر عامان وهما على نفس الحال فتعجب موسى وسأله ربه عن ذلك، فاجابه الله بمعنى الحديث القدسي "يا موسى: فتحت لهم باب من ابواب رزقي ففتحوا سبعة ابواب يرزقون عبادي، فاستحيت منهم، ايكون عبدي اكرم مني" سبحانك يا الله يا اكرم الاكرمين..!!

بداية لا ادري ان كانت هذه القصة حقيقة ام لا؟ ولكنها فعلا صفات الله وافضاله على من يشاء من عباده. هنا في هذا الشهر الفضيل، شهر الرحمة والغفران والعتق من النار، شهر السباق الى الخيرات، شهر العبادة والطاعات، من منا راجع نفسه ولو لحظة حول ماذا اعطاه الله، وماذا قدم للناس من هذا العطاء؟

ليس كل منا فقراء ولا أغنياء في بلد جارت عليها الحروب والمحن والازمات، كل منا يملك ما لا يملكه الاخر، فماذا قدمنا للآخرين؟ في هذا الشهر الفضيل الذي تتضاعف فيه الحسنات وتتعاظم فيه الطاعات. ماذا قدمنا لجيرانا ولاخواننا ولاقاربنا ولاصداقنا، فلم يعد هنالك احدا في اليمن ليس بمحتاج، ولكنها عزة اليمنيين وكبرياءهم تجعلهم يصبرون على اسوء الظروف.

والصدقة ليست بالمال فقط مع انها قد تكون كذلك في هذا الزمن بالذات وفي مجتمعنا اليوم، حيث أن مجرد البدء بالسلام ورده يعتبر صدقة، وحسن الكلام واللفظ مع الناس كذلك صدقة. ولكن الصدقة بالمال في الاسلام من أوضح الدلالات وأصدق العلامات على صدق إيمان المتصدق، فمن ينفق ماله كان ذلك برهان إيمانه وصحة يقينه.

ولها عشر خصال محمودة خمس في الدنيا، فهي تطهير للمال والبدن من الذنوب ودفع البلاء والأمراض وإدخال السرور على المساكين وبركة المال وسعة الرزق، وفي الآخرة تكون ظلاً لصاحبها في شدة الحر، وخفة الحساب، وتثقل الميزان، وجواز على السراط، وزيادة الدرجات في الجنة.

واخيرا الصدقة تطفئ غضب الرب، ولها أثر كبير على كيان المجتمع حيث تعمل على بث روح التعاون والمؤاخاة بين أفراد المجتمع وتزيل الحسد بين الناس، ولا تكون خالصة لوجه الله اذا خالطها اي نوعا من الرياء او تبعها من أو أذى. وفقنا الله وإياكم لفعل الخيرات واغتنام الفرص في هذا الشهر الفضيل.

حول الموقع

سام برس