سام برس
-أنا ضحية للفساد وبانتظار تحقيق العدالة

عاد النقابي عدنان المداني ، من رحلة علاجية في ألمانيا استغرقت مايقارب عام وأربعة أشهر ، إثر جريمة بشعة تعرض لها أثناء خروجه من منزله الى مقر عمله بالمؤسسة العامة للكهرباء، أذ رشّ شخصان كانا يستقلان دراجة نارية مادة "الأسيد" عليه، ما أدى إلى تعرّضه لإصابات بالغة في الوجه والجسد، عدنان .. فقد عينه اليسرى، وأذنه اليسرى ، وتشوه الوجه كاملا ، تجرع الألم من أجل فضح صفقات الفساد ،وهو اليوم بانتظار العدالة ، وأيضا منحة لاستكمال العلاج ..

لقاء / نجيب العصار-عاصم السادة

< سنة وسبعة أشهر قضيتها في ألمانيا للعلاج بعد تعرضك للحادثة الاجرامية.. هل عودتك للوطن نهائية أم ستعود لألمانيا مرة أخرى للعلاج؟

<< سنة وسبعة أشهر قضيتها في ألمانيا للعلاج.. فالعودة إلى الوطن بغرض المنحة العلاجية، لأن المنحة الأولى انتهت فالوضع الذي حصل للبلاد من عدوان أدى إلى تأثر المؤسسة العامة للكهرباء كثيراً، وهي كانت الداعم الوحيد ليّ..

والآن رجعنا إن شاء الله نحصل على منحة علاجية من الدولة عبر وزارة المالية لأنه ما تزال لديّ أكثر من ست عمليات ضرورية وأهمها العين، لأن العين اليسرى انتهت تماماً وبقيت لديّ العين اليمنى ونسبة النظر فيها 20 ٪ فقط.. فالأطباء أكدوا على ضرورة أن نجري عملية للجفون حتى تتمكن من الأطباق على العين ومع الأيام والعلاج للعين سيتحسن النظر لأن العين اليمنى احترق نصفها فقالوا كيف نعمل زراعة القرنية لليمنى لكنهم لا يحبو المجازفة حتى ولو كانت نسبة نجاح العملية 99 ٪ ولو واحد بالمائة ستفشل لأن العين اليسرى انتهت.. ففضلوا عملية الجفون حتى تطبق وتتحسن مع العلاج.. أما تدخل جراحي وعملية وزراعة قرنية فهم لا يجازفون بها.

< كم بلغت تكليف العلاج خلال سنة وسبعة أشهر؟

<< تكاليف العمليات الجراحية في حدود مائة وواحد وعشرين ألف يورو غير العلاجات ، التي كنتس استخدمها وأنا في البيت لاني لم أكن قادراً على تحمل النفقات للمستشفى بعد العملية ، وإجمالي النفقات العلاجية مع الإقامة مائتان ألف يورو .

مؤسسة الكهرباء بداية السفر للعلاج في الخارج دفعت مبلغ 128 ألف دولار، إضافة إلى مبلغ عشرة ملايين ريال كنفقات إقامة لما يقارب العامين..

< هل تواصلت مع اللجنة الثورية العليا ومدت لك الدعم والعون..؟
<< بالفعل كان أي مسؤول يدخل ألمانيا يأتي لزيارتي فقد زارني أربعة من اللجنة الثورية وكلهم تفاعلوا مع قضيتي سواءً من اللجنة الثورية أو أي مسؤول أو شخص جاء إلى ألمانيا.. وكانوا يقولون أنه حال عودتهم إلى اليمن سيقفون معي من ناحية القضية والمعونة العلاجية، لكني بسبب الظروف ونحن نقدر الوضع، ونقول احتمال أن الحالة التي تمر بها البلاد ممكن أنهم انشغلوا بسبب العدوان والحرب أهم شيء أن تخرج المنحة العلاجية هذه الأيام حتى اتمكن من إنقاذ عيني اليمنى..
< كم المهلة الطبية المعطاة لك للعودة إلى المانيا لاستكمال العلاج..؟

<< أصلاً الذي أجرى ليّ العملية الأولى دكتور أميركي استضافه المستشفى وهو يحضر كل ثلاثة أشهر.. فهم سافروا الآن وتأجلت العملية بسبب سفرهم إلى أمريكا.. فقلت فرصة أن أرجع إلى اليمن لأن تكاليف العلاج انتهت والمعونة العلاجية.

ناهيك عن المصاريف اليومية منها إيجار ومستلزمات معيشية بشكل عام لأني كنت أجري العملية داخل المستشفى فاضطر للخروج من المستشفى بسبب التكاليف لأن اليوم الواحد في المستشفى بمبلغ »2000« يورو فلو جلست فيه لن استطيع أن أدفع فقط حق الرقود فما بالك بالعملية.. فكنت أعمل العملية خلال أسبوع وكل جسمي ما يزال مجروحاً ولا يوجد مكان في جسدي إلا وفعلوا فيه عملية.. فكنت أخرج والأخ معاذ الجرادي المرافق ليّ هو من يقوم بعمل المجارحة أو كنا نذهب في كل أسبوع للمستشفى للمجارحة، فستأجرت شقة بـ»15000« يورو في الشهر لكي أوفر حق الرقود داخل المستشفى.
< ألم تتحمل الدولة تكاليف العلاج و التنسيق مع وزارة الكهرباء والجهات المعنية؟
<< حقيقة لا أنكر أن المؤسسة العامة للكهرباء وقفت إلى جانبي، لكن ظرورف البلاد والكهرباء انقطعت بسبب العدوان لأننا في المؤسسة نعتمد على الإيرادات..

< أقصد ليس كل الثقل على المؤسسة بل رجال الدولة بشكل عام كون قضيتك قضية رأي عام..؟
<< صحيح في البداية كان على المؤسسة وتكفلت وعملت ضمانة للسفارة الالمانية إنها ملتزمة بجميع تكاليف العلاج بحيث لا يأتي يوم أكون في مأزق وليس لديّ حق العلاج.

< كم عدد العمليات التي أُجريت في جسمك كاملاً؟

<< أكثر من 25 عملية جراحية العملية الواحدة اعيدها أكثر من مرة لأن »الأسيد« مادة كيميائية فالعلاج الكيماوي متعب جدا.. الاسيد يظل يتغلغل في الجسم لفترات فيحتاج إلى وقت طويل لعلاج الحروق بالكيماوي.. أكثر من دكتور يقول ليّ ممكن أن تجلس مدى الحياة تتعالج رغم هذا كله بالامكان أن أفعل عملية للجانب هذا فيشتد الجانب الآخر.. الآن أكثر شيء إعاني منه هو »الشد« فأحس أن الوجه كأنه متجلط الآن أتكلم معك وأحس بشدة فظيع في الوجه.. لدي مرهم إذا لم استخدمه فسوف أتعب كثيراً ولديّ مرهم وقناع في حالة الشد استخدمهما.

< في ما يخص قضيتك.. أين وصل مجرى التقاضي في المحاكم؟.. وما هي آخر المستجدات عنها؟
<< القضية لا تزال في المحكمة والجلسات مؤجلة مع الإجازة القضائية ويمكن استئنافها بعد عيد الفطر المبارك.. وهي الآن في المحكمة الابتدائية والغرماء هناك خمسة من المنفذين للجريمة في السجن لكن الممول الرئيسي والمتهم الأساسي والعصابة الرئيسية ما زالوا فارين من وجه العدالة وآخر مرة هرّب المتهم الرئيسي من داخل جلسة المحكمة، فأول مرة وظاهرة لم تحدث من قبل أن يفرّ المتهم من قاعة الجلسات، وبعد صدور قرار من القاضي بحبسه وإعادته للحبس.

طبعاً.. كان لديه مسلحون ومجهزون من البداية فقاموا بإغلاق الباب على القاضي داخل القاعة وهربوا من قاعة المحكمة..
< هل لديك رسالة توجهها للقضاء والقائمين عليه في قضيتك ؟
<< كنت معول على القضاء كثيراً في سرعة البت في قضيتي، وبالذات والأدلة جميعها مثبتة وواضحة وشهادة الشهود و موثقة بالفيديو ، وأدعو القائمين على السلطة القضائية إلى سرعة البت في قضيتي التي طال أمدها ، سنة وسبعة أشهر دون البت في الحكم .

< ماذا عن دور المؤسسة العامة للكهرباء في قضيتك من الناحية القانونية؟
<< بالطبع المؤسسة كلفت محام لمتابعة القضية أمام المحكمة ، ولا أخفيك أن هناك العديد من المحامين، وقفوا إلى جانب قضيتي وانضموا إلى هيئة الدفاع ، باعتبار قضيتي عادلة وتهم الشعب اليمني، ولابد من أن ينال الجناة جزاءهم الرادع ، القضية إحراق إنسان بطريقة بشعة لم تحصل من قبل ، وأتمنى أن أكون آخر واحد يحرق بهذه الطريقة بمادة "الأسيد " لأنني عانيت كثيرا وتألمت، ولا أظن أن أحدا تجرع الألم كما هي حالتي ،وبداية رحلتي للعلاج كانت في الأردن ، ومن عملية إلى أخرى ،بمعنى أن المكان الذي لم يصل إليه "الأسيد" وصل إليه الأطباء بنقل الجلد إلى الأجزاء المحروقة .
< كان لدورك النقابي نتاج لفضح الفساد في الكهرباء
<< كنت المسؤول الإعلامي والثقافي في اللجنة النقابية في المؤسسة ، وبداية كانت مطالب الموظفين حقوقية ، وعملنا وقفات احتجاجية ،وحينها كانت مطالبنا تواجه بالرفض من المسؤولين في المؤسسة ،ومن ضمنهم من قام بإحراقي ب "الأسيد "، في البداية المطالب كانت عادية وحقوقية ،إلا أننا اكتشفنا ملفات بمليارات الدولارات تذهب فسادا إلى جيوب أولئك ،فبدأنا نطالبهم بالطرق السلمية والقانونية ،ولكننا لم نلق تجاوبا لحل قضايانا ، وما لبثنا أن نبحث بعد ملفات الفساد ،التي يتم تمريرها مخالفة للقانون ،وحقيقة كانت مفجعة كملفات شراء الطاقة والتامين الصحي وشراء الأراضي والسيارات ، ومن ضمن هذه القضايا بالمؤسسة أن هناك شخصاً ممن ارتكبوا هذه المخالفات ،تم تعيينه نائبا لمدير عام مؤسسة الكهرباء، نحن في النقابة اعترضنا على هذا التعيين باعتبار أن هذا الشخص صدر عليه حكم بالسجن لمدة عامين، وعليه أيضا غرامات للمؤسسة ،لأنه باع مواد مشروع كهرباء الحيمة ، وهذا الأمر أثارهم ،وجعلهم يخططون وينفذون هكذا جريمة تبرأ منها الإنسانية.

< ما هي الرسالة التي توجهها لسلطة الأمر الواقع فيما يتعلق بصحتك وقضيتك ؟

<< أنا ضحية الفساد ،والفساد محور الهدم الرئيسي للأوطان، والجريمة أصبحت قضية رأي عام ، الصحافة والقنوات الفضائية ،ومنها الألمانية تطرقت لبشاعة وفظاعة الجريمة الوحشية ،التي أقدمت على تنفيذها جماعات خارجة عن مبادئ وقيم ومعاني الإنسانية ،وما أمله من أنصار الله ، باعتبارهم السلطة الموجودة الآن ، وهم مطلعون أكثر على قضيتي ، أولا: أن تتحمل الدولة بقية تكاليف العلاج ،باعتباري مواطناً وموظفاً في الدولة ، وما حدث لي من عمل إجرامي قام به فاسدون ، وإذا كانت الدولة غير قادرة بعلاجي ، فأتمنى على رئيس اللجنة الثورية ، والمسؤولين في هذا البلد ، أن يوجهوا بنفقات العلاج من الأموال والأراضي والبيوت المحتجزة للجناة على ذمة القضية، باعتبار أن إجراءات القضية صارت واضحة ولم يتبق إلا الحكم فيها.

ثانيا : أدعو كل الضمائر الحية ومسؤولي السلطة القضائية إلى سرعة البت في قضيتي ، فأنا كما أسلفت ضحية للفساد، ولابد للعدالة أن تأخذ مجراها وينال المجرمون جزاءهم الرادع جراء ما اقترفته أيديهم من جريمة بشعة بإحراقي بمادة "الأسيد ".

حول الموقع

سام برس