بقلم / حمدي دوبلة
بانقضاء الـ 15 يوما المحددة من الاشقاء في الكويت مهلة اخيرة امام وفدي صنعاء والرياض لانجاز اتفاق سياسي ينهي الازمة ويضع حدا للصراع..بانتهاء هذه المهلة سيكون العدوان السعودي على اليمن قد تخطى حاجز الخمسمائة يوم تقريبا.

اليوم الثلاثاء الـ26من يوليو الحالي هو اخر ايام الشهر ال16وغدا سنكون على موعد مع اول لحظات الشهر السابع عشر من عمر هذه المهزلة العبثية التي تمضي بثبات لبلوغ يومها الخمسمائة ولمًا يشبع اصحابها بعد من القتل والتدمير وتخريب الحياة والعبث بالانسان والانسانية في هذه البلاد البائس اهلها وبلا طائل او انجاز.

بعد كل هذا الزمن الطويل الحافل بالدماء والاكاذيب والانكسارات مايزال النظام السعودي يركض لاهثا خلف وهم الانتصار في اليمن وبالأمس القريب راينا وسمعنا كيف يعلن مجددا عن اطلاق عملية عسكرية واسعة لتحرير "قرية" حرض الحدودية وهي التي سبق وان تم تحريرها على قنوات العربية و"حدثها" لمرات ومرات.

لم يشعر هذا العدو المغرور والمتعجرف باي شئٍ من الحرج او الحياء وهو يعلن هذه العملية المنسوبة لمايسميه الجيش الوطني المسنود بقوات وطائرات التحالف لتحرير منطقة حدودية صحراوية وصغيرة جدا والتي كان من المنطقي دخول قوات "التحرير" حسب زعمهم في اول عشر دقائق من بدء العدوان وليس بعد اكثر من 16شهرا من القصف والزحف وتجييش الجيوش وشراء الذمم والولاءات وانفاق المليارات وجلب المرتزقة والماجورين من مختلف اصقاع الارض.

قلنا منذ وقت مبكر من العدوان ومازلنا نقول بان ماكان متاحا بالأمس امام السعودية من خيارات للخروج من المأزق لم يعد كذلك اليوم وان مايُعرض اليوم لن يتوفر غداً وان المضي قدما في الجريمة والمكابرة والاصرار على الخطأ لن يقود الاً الى المزيد من استحضار الثارات وترحيلها والى المزيد من الفشل والخسران المبين والى اقتراف المزيد والمزيد من الجرائم والانتهاكات التي لن تسقط بتقادم الايام والليالي.

لكن هذا العدو المشحون بالكبر والغرور وبخزائن امواله العامرة يصر على مواصلة رحلته في طريق الغي والضلالة وهاهو يصعد من مغامراته المهووسة في مختلف المحاور من اجل افشال فرصة اخرى تتاح له في مفاوضات الكويت ولاادري متي سيفقه معطيات الواقع ويستجيب لدعوات العقل والمنطق ومتى سيستوعب الامور والى اين سينتهي به المطاف والى اين تقوده مراهقاته المجنونه؟

*نقلا عن صحيفة الثورة

حول الموقع

سام برس