بقلم/ عاصم السادة
اقدم الجيش السعودي على تهجير بعض القبائل التي تسكن جنوب المملكة السعودية وبالتحديد في محافظتي عسير وجيزان المحاددة لليمن بحجة زيف ولائهم للمملكة وتواطؤهم مع الجيش اليمني وللجان الشعبية في المعارك الحدودية مع الجيش السعودي.

هذا الامر ليس تكهناً او ادعاءً او خرافة بل حقيقيا وموثق بالفيديوهات التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي لجنود سعوديين يطالبون من القبائل اما اعلان ولائهم الواضح للسعودية واثباته عملياً في حمل السلاح الى جانبهم ضد الجيش اليمني واللجان لصد توغلهم في الاراضي السعودية او تهجيرهم من ديارهم.
ويبدو ان بعض القبائل لم تستسغ الفكرة وكانت تداهنهم في ردة فعلها بمعنى رفضها للقتال.

خطوة تهجير القبائل من جنوب السعودية بهذه الطريقة التعسفية من قبل الجيش الذي لا يحتاج الى لجان شعبية لمساندته في حربهم مع الجيش اليمني في الحدود لما يمتلكه من امكانيات عسكرية جوية وبحرية وبرية قوية، سيعيد لتلك القبائل (الادارسة) التفكير في الماضي واستعادة امارتهم المسلوبة من ال سعود عام 1934م.
وقع الادريسي معاهدة حماية مع عبدالعزيز ال سعود من النظام الملكي القائم آنذاك في اليمن عام 1925م وبعد ادراك الادريسي بمطامع ال سعود بالتهام منطقتهم التحق بالإمام يحيى حميد الدين في عام 1933م، مما ادى إلى قيام الحرب السعودية - اليمنية عام 1934 وكانت حربا بين الأدارسة في عسير وجازان والحديدة التابعة للإمارة الادريسية حينها وبن سعود ولم تشتبك قوات الإمام يحيى مع قوات بن سعود إلا في نجران ، حتى تم توقيع معاهدة الطائف في 1934م.

اليوم التاريخ يعيد نفسه؛ فلا نستبعد ان تلتحق هذه القبائل الى الجيش اليمني واللجان لحمايتها من ال سعود جراء ما اصابهم من تهجير غير مبرر واخراجهم من ديارهم لاسيما وان السعودية اهملت هذه القبائل ولم تعطهم حقهم كونهم صاروا مواطنين تابعين لها منذ تأسيسها.

لقد حذر محللون وخبراء غربيون مراراً من مخطط (برنارد لويس) التقسيمي للمنطقة العربية على اسس عرقية وطائفية ومذهبية من 5 دول الى 14 دولة وستكون المملكة السعودية الهدف الرئيسي في تشظيها الى ثلاث دويلات وستتلوها باقي الدول العربية الاربع سوريا واليمن وليبيا والعراق.!
ولا يفوتنا ما جاء في خطاب الرئيس السابق علي عبدالله صالح الاخير عندما نصح السعودية ان تحافظ على وحدتها وترفع يدها عن اليمن لأنها قادمة على التقسيم الى ثلاث دويلات.!

حول الموقع

سام برس