بقلم/ عبد الرحمن بجاش
قال الاستاذ سعيد الجناحي : الاصلي ثاني , ففهمت العباره , كان احد الفنانين الشباب يغني واحدة من اغاني عبد الباسط , ثم تلاه آخر غنى اغنية لايوب , قال الجناحي : يكفي لو ان الاصلي غنى مقطع واحد في هذه الاحتفائيه البديعه فسيطرب له الجميع , رددنا معا : الاصلي ثاني , كانت اللحظه عبقة بالبلبل الذي دنى ليله , كانت اللحظة عريقية اغبريه , رباهما وسهولهما يكرمان الغبش , والطل , والبتول , والغمام , والجفون , والقلوب , والتليم , والضياح , والغصون, والسلام ,والذري , والراعيه , وعمتي , ومسعود , والحناء , وحمرة الخد .

بالامس الاول مساء غنينا معا للحقول , والمطر , والصراب , ولطائر ام غرب , وللبرق وشاريه , وللشوق الذي اعياني , وللغيد , وللدنيا التي رددنا نشيدها , ومن اجل عينك تكرم الف عين , وتعطرنا بعطر حبنا الفريد , واعدنا ايام الجابري , وللمه يا ميم , كم كنا هيمانين للقناديل التي لمن ؟؟, رشينا العطور على من كان موجودا وهم كثر , كان خليل يقطر نغما بتعليقه على احتفاء الفرح بعبد الباسط وايوب .

هي المرة الثانيه بعد تلك التي علق في يومياته بتاريخ 10 اغسطس 2003 استاذنا د المقالح عنونتها (( مكانني ظمآن )) : لا حدود لاعجابي بيوميات الاحد ...انها قطعة من الادب الرفيع والفن الرفيع )) , ذلك الصبح تناثرت دموعي من اجل عين هذا الفنان ايوب , فقد احسست بنقاء الرجل وقد دخل الى قاعة المركز الثقافي , خيل الي لحظتها ان ايوب قدم لتوه من القريه الى القاعه , حين دخل بتلقائية لا تشبهها الا تلقائية المساح لير حجم الحب الذي تختزنه اعماق الناس لفنه وشخصه , انعكاسه في روح البلبل الذي دنى لعاشق الليل عبد الباسط يا قمري غرد من مبسم الفجر , كان عبد الباسط معي في شارع علي عبد المغني يغني لسعيد انعم في استديو النجم , ولمحمد لاهب في مطعم السلته حيث طرحنا جزأ كبيرا من عمرنا عند بائعات الملوج من غنى لهما الفضول والجابري والمقطري وجحاف والحارث .

يا هاجسي هي المرة الثانيه التي لم تفاجئني , بل اكدت المؤكد من خلال حضور توقعته برغم ان الدعوات لتي وزعت كانت قليله , قبله توزعت حب الناس, للراعيه , والارض , والنهارات , وحسنك كم لعب بالعقول .

اثنين لا ثالث لهما ما يزالان حتى في لحظة الهجير القاسيه يجمعان الناس حولهما , حول الكوفيه الزنجباري تعتمران هامتي اجمل فنانين نفسا , خلقا , اداء , صوتين بعمق الارض التي غنيا لها .
ما غيرهما عبد الباسط وايوب يجمعان كل تلك الجموع التي اصرت على ان تسجل اللحظه بعين الكاميرا .
يا ورود اغسطس , لقد تم امس الاول تكريمنا , فنحن في حقيقة الامر عبد الباسط وايوب .
والامر لله من قبل ومن بعد .

حول الموقع

سام برس