بقلم /عباس الديلمي
لم يحظ جوار سادة الضرر والضرار باهتمامات الباحثين والمحللين السياسيين والاعمال الإبداعية “شعرا ورواية وقصة” وثم تنشغل الوسائل الإعلامية بقضية كجوار اليمن لمملكة بني سعود ولم تسل دماء بين جارين عربيين كما سالت في جوار الضرر والضرار المشار اليه.

أما عن الدوافع والأسباب فتعود إلى ما يمكن اختصاره وايجازه في النقاط التالية:
قيام دولة بني سعود منذ نشأتها الأولى “الدولة السعودية الأولى 1745م 1818 على مبدأ التوسع وشهوة ابتلاع الكيانات المجاورة بغطاء ديني “وهابي”.

حنق بني سعود منذ المؤسس الأول من استعصاء اليمن على الابتلاع أسوة بما حصل مع ما حول نجد ومع الحجاز والأحساء والقطيف خاصة بعد فشلهم في الاستيلاء حتى على الشريط الساحلي اليمني الذي يسيل له لعابهم لأسباب تجارية وسياسية وعسكرية.

التنافر البائن بين المذهب الوهابي أو ما يسمونها بـ”السلفية الوهابية” وبين المذاهب السائدة في اليمن “زيدية وشافعية واسماعيلية التي ترى في الغطاء الديني السعودي “الوهابية” تشويها وتحريفا وتشددا مجافيا لجوهر الإسلام، وأن الوهابية مذهب تحريفي يجب الانتباه له كما أن الوهابية ترى في المذاهب الإسلامية غير الحنبلية دعوة غير إسلامية يجب إسقاطها واستباحة دماء معتنقيها كما يشير الكاتب السعودي المهندس يوسف الهاجري في كتابه “السعودية تبتلع اليمن”.

رؤية الوهابية التي تمكنت من القضاء على المذاهب السنية في مملكة بني سعود وإحلال الحنبلية الوهابية محلها رؤيتها إلى المذاهب السائدة في اليمن على أنها السد الذي منع دخولها وتسيدها في اليمن رغم مساعيها المتنوعة وتحديداً منذ سبعينيات القرن الماضي .. وتبنيها لما أسمي بالمعاهد العلمية “الدينية” المعروفة حكايتها.
نكتفي بهذه النقاط الأربع ولا يفوتنا أن نشير إلى أن الدولة السعودية الأولى قد افتتحت مسلسل اعتداءاتها التوسعية على جارها اليمن بحرب دينية بل أنها وبمجرد امتلاكها قوة عسكرية منظمة وجهتها نحو اليمن بدافع انتقامي.

إنه ومع تحقيق الدولة السعودية الأولى أطماعها التوسعية في شمال الجزيرة العربية اتجهت جنوبا نحو المخلاف السليماني اليمني وتحديدا “صبيا” إلا أنها وجدت مقاومة بطولية شرسة بقيادة حسن بن هبة المكرمي وحلت بها خسائر وهزائم لم ينسها بنو سعود لسنوات قادمة..

يقول مؤلف كتاب “الدولة السعودية الأولى” عبدالرحمن عبدالرحيم ولم يكن من السهل على آل سعود أن ينسوا الهزيمة التي انزلها حسن بن هبة المكرمي بقواتهم في عهد الأمير محمد بن سعود “1765م” ولما اشتد عود الدولة السعودية وانتشرت أفكارها أصدرت سلطات الدرعية أوامرها إلى القائد حزام بن عامر العجماني بالتحرك إلى الجنوب على رأس سرية سعودية وكانت سرية حزام أول قوة سعودية حقيقية تدخل حدود اليمن “بدافع توضعي بغطاء ديني يكفر المكرمية الإسماعيلية.

وهكذا كان العدوان السعودي الأول قد بدأ مع القرن الثامن عشر مستهدفاً “صبيا اليمنية” بقيادة حزام العجماني لتتوالى سلسلة الاعتداءات التي تدخل القرن الواحد والعشرين يصحبة ما يُسمى بالتحالف العربي وتحت عنوان “عاصفة الحزم”، وهذا ما ستكون لنا معه وقفة قادمة.

نقلاً عن صحيفة الثورة

حول الموقع

سام برس