بقلم المحامي / محمدالمسوري
لو راجعنا قليلا ما كتبه الاستاذ القدير مهدي المشاط في حلقاته الثلاث وتأكيده بأن الجولة الأولى للمفاوضات أختتمت بالإتفاق على الحلول الكاملة وتم تكليف المبعوث الأثيوبي بإعداد وثيقة الإتفاق خلال إجازة العيد.. إلا أنهم فوجئوا في الجولة الثانية بخارطة ولد الشيخ المغايرة لما تم الإتفاق عليه.
وهذا ما يؤكد حقيقة ما كتبته مسبقا بأن الإتفاق قد تم..ولكن.

فالإتفاق فعلا تم وسيتم..
ولكن حدثت متغيرات جديدة وتدخلات متنوعة أوجبت إفشال مفاوضات الكويت وتوقيفها.
فالمفاوضات القادمة ستكون بين أطراف مختلفة وبنود مختلفة تماما.
وأعتقد أن ما تم في زيارة ولد الشيخ لليمن الأخيرة والرسائل التي كلف بتوصيلها كان لها أثر في المتغيرات.

بداية الحل سيأتي من داخل اليمن.
ليس لليمن واليمنيين فحسب.
بل وللكيان السعودي الذي تورط بشكل كبير جدا في عدوانه على اليمن وورط حلفاؤه معه أيضا.
وحان الوقت لإنقاذهم..

ولمن لا يفهم..
عليه أن يتسأل عن سبب تنازل أنصارالله عن الإعلان الدستوري واللجنة الثورية..والقبول بعودة البرلمان الذي لايمتلك فيه مقاعد بخلاف حليفه المؤتمر الشعبي العام.
وهو موقف كبير جدا يحسب له.
ولكنه..حسبها صح..

فالكيان السعودي...كما صرح للعالم.
شن عدوانه على اليمن بحجة إعادة الشرعية المزعومة إلى اليمن.
ولكنه فشل بعد عام ونصف وسيفشل في ذلك مهما إستمر عدوانه.

ما سيتم في البرلمان اليمني.
هو الإنقاذ الحقيقي للكيان السعودي.
فالبرلمان السلطة التي يعترف بشرعيتها العالم أجمع دون إستثناء.
وسيأتي الإنقاذ من أحكام الدستور اليمني.
وبإجراءات لايمكن أن يعترض عليها أحد حتى الأمم المتحدة ومجلس الأمن.

قد يكون في تلك الإجراءات إعتراف بشرعية هادي السابقة وخاصة منذ بدء العدوان على اليمن.
ولكنها ستنتهي دستوريا في نفس الوقت.
وستصبح الشرعية بيد السلطة الشرعية الجديدة المحسومة.

وبالتالي..
فإن مبرر عدوان الكيان السعودي على اليمن في مزعوم إعادة الشرعية قد إنتهى من الوجود.
إذ لم يعد لتلك الشرعية أي وجود.
فأي شرعيه سيعيدها بعد ذلك؟
وعندئذ سيتم الإعتراف الدولي بالسلطة الشرعية الدستورية الجديدة.

أمام ذلك..
لن يكون أمام الكيان السعودي إلا الإعتراف بالسلطة الشرعية الجديدة والقيام بالتفاوض معها..
وحتما سيكون الكيان السعودي.
هو المستفيد الأول من الدستور اليمني وعودة البرلمان للإنعقاد.
وعليه أن يتعامل مع سلطة الداخل الشرعية الدستورية.
ويقوم بطي صفحة المرتزقة الذي حان الوقت له للتخلص منهم بعد أن ثبت للجميع أنهم خونة لا يستفاد منهم وضررهم أكثر من نفعهم.

ختاما..
يجب على الكيان السعودي أن يستغل هذه الفرصة التي لن تعوض بالرغم من إعتقادي بوجود دور له في المتغيرات التي حدثت ويحاول إخفاء ذلك لأسباب كثيرة.
وبعد كل ذلك..
فلاداعي للإستمرار في إغلاق المطارات والأجواء اليمنية ومنع الوفد الوطني ومن معهم من العودة إلى اليمن.

#حفظ_الله_اليمن_وشعبه_العظيم

حول الموقع

سام برس