بقلم / عبدالرحمن بجاش
لاحظتم ان كثيرين تكرموا مس الاول وقبلها , وعزوني بوفاة المهندس رشاد , ورشاد مغلس ابن الخال رحمه الله احد نبلاء هذه البلاد , اختاره الله الى جواره , واللهم لا اعتراض , ما علمنا صحيح ديننا وليس فتاوى من ادخلنا في اتون النار , علمنا صحيحه ان نقول (( انا لله وانا اليه راجعون )) لله ما اعطى ولله ما اخذ , ذلك هو الاهم .

احدهم وقد (( ادخل برمته بين الدسوت )) , قال هكذا : (( انت منافق..... )) , تمنيت لحظتها ان اصل اليه واساله فقط : هل تعرف الشطر الاول من بيت الشعر الذي يقول شطره الثاني : ((............. وكأنك لم تسمع ولم يقل )) عرفت انه خريج شريعه وقانون , فضحكت , ما علينا , فانا اشكره انه نبهني الى حاله عامه سائده , (( الاحكام المسبقه )) والتي لا تستند الى أي اساس !!! , كيف ؟ شخص لا تعرفه , لا يعرفك , لم تره , لم يرك , لم تلتقه , ولم يلقاك , لم تعملا معا , لم تسافرا سوية , لم تسجنا , لم تعتقلا معا , وفي لحظه وفي مقيل يبعد عنك مئات الكيلو مترات يصدر احكامه القاسية ضدك , ويرتاح وينام !!! , مثل ذلك الذي اتى الى بيتي ذات مقيل , ومن الباب فاجأني بالقول : (( انت بعت القضيه )) , قلت أي قضيه ؟؟ وكيف ؟ قال : من يومياتك الاخيره , قلت : ادخل ونتكلم , وبجلوسنا طلبت اليه ان يبين لي مالا يتفق معه , يعترض عليه , مش عاجبه , فهذا حقه , وانا حين اكتب فاعرف ان كثيرين يختلفون معي , هذا من صميم حقوقهم , لكن الذي لا يعجبه ما اكتب او له اعتراض , فافترض ان اسم امي لا يعنيه , او شكل ابني , او التخصص الذي تدرسه ابنتي , ا واو , فكلما يتعلق بشخصي افترض انه لا يعنيه , بل هو كذلك .

عدت اقوب للمهندس : هيا قل رايك وساحترمه , فاجأني بالقول : انا لم اقرأ اليوميات , (( قالو لي )) , لم ادري بنفسي الا وقد وقفت واتجهت الى الباب وفتحته , واشرت له بما عليه ان يفعل , وهو ماحصل , وعدت الى مكاني .

هذا الاخ وانا ارثى لمن سيقف امامه قاضيا , او من سيوكله كمحام في قضية حياة او موت , كيف ؟ اترك التوقع لكم , هنا اعود الى القول : ان الاحكام المسبقه والجاهزه , والتي معظمها تاتي نتيجة لنوع القات , تجعلنا نسيئ الى الآخرين هكذا , لنخرج الى الشارع , لنصادف اول (( مُزايد )) آخر فيدلع بما في فمه : (( قد عرعرت لفلان )) , وهكذا لم نخلص من ((العرعار)) من سبتمبر 62 !!! واللبيب بالاشارة يفهم .
اعود الى القول ان من وصفني بالمنافق فلا احمل تجاهه أي ضغينه شخصيه بالاساس , ولا عامه , لانني لا اعرفه , بل اشكره انه نبهني الى قضية مهمه طغت في حياتنا العامه (( الاحكام المسبقه )) .
لله الامر من قبل ومن بعد .
*نقلا من صفحة الكاتب بالفيسبوك

حول الموقع

سام برس