خالد الصعفاني
- القابع في غرف تحكم الكهرباء العامة إما شيطان أو قرين له .. أتصور أن الجميع يوافقون على ذلك خصوصا إذا عرفنا أن الشكوى الجديدة تكررت من انطفاءات الكهرباء قبيل الإفطار بدقائق ويستمر لدقائق لما بعد صلاة المغرب .. ذات الشيء خالد الصعفاني -
القابع في غرف تحكم الكهرباء العامة إما شيطان أو قرين له .. أتصور أن الجميع يوافقون على ذلك خصوصا إذا عرفنا أن الشكوى الجديدة تكررت من انطفاءات الكهرباء قبيل الإفطار بدقائق ويستمر لدقائق لما بعد صلاة المغرب .. ذات الشيء يحصل في أوقات السحور , وكأني بهذا الخفي يتقصد لقمة اليمنيين في الضوء .. ألا يخاف دعاء الصائمين عليه ..!
.. أنا وأنت واليمن كله بحاجة إلى اكبر واهم من مجرد قطع الكهرباء ثم إعادتها عبر إصلاح أبراجها من الخبطات والطلقات وما إليه من وسائل التخريب.. نحن بحاجة للاقتصاد في ما يتوافر لنا من هذه الطاقة , وتقليص العادم منها إلى الحد الأدنى , ومساءلة من يبيع ويشتري في الطاقة الكهربائية أو "يخترفها" بدون فواتير وهؤلاء عادة كبار مستهلكين من تجار ومشايخ وفاسدين ..
.. الكهرباء هي الطاقة المحركة للاقتصاد العالمي .. ومن اجلها تخطب الدول ود الأنهار والبحيرات والبحار فأصبحوا يولدون الطاقة من الماء .. وأصبحت الكهرباء تولد من رحم الرياح ومن كبد الحركة ومن روح الشمس .. وأنتجها الكبار من الطاقة النووية وحتى من جوف المحيطات .. بل إنهم يفكرون في استغلال جهنم ما في جوف الأرض للانتفاع بها .. بينما نحن بكل بساطة ندمر طاقتنا الكهربائية المتواضعة والبدائية جدا .. وقولوا لماذا ؟
.. في بلد كروسيا يعتمد الناس على الكهرباء لكي يحركوا بلدا بحجم 17 مليون كيلومترا مربعا .. وفي بلد مزحوم كألمانيا أو صغيرا جدا ومزدحم كسنغافورا لولا الكهرباء لماتت الحياة والاقتصاد وحركة الناس .. وبينما نصارع القليل جدا من الطاقة الكهربائية ننام راضين كالأطفال على وعود بتوفير الحاجة من الكهرباء بالنووي وأحيانا بالشمس .. لكننا لا نفشل وفقط ينجح المخربون وهم يقطعون الكهرباء بكل حماس ..
.. في اليمن نحن على موعد متكرر مع أقوام يخربون الكهرباء مع سبق إصرار وترصد , وقوم يستنزفون جل الطاقة لكنهم لا يدفعون إلا الحد الذي يمنع من مطالبتهم بالفواتير الحقيقية ، وقوم بررت لهم الانطفاءات المتكررة أن "يشبكوا" من أكثر من خط والنتيجة أعطال متكررة تضر ببنية الكهرباء ..
.. في اليمن نستورد "مواطير" أكثر من استيراد التكنولوجيا ونشتري "شمع" و"اتاريك" الشحن أكثر من الكتب , ونظل في الظلام ليلا أكثر منه في النور حتى إذا ما طلع علينا نور الصباح استبشرنا بكهرباء ربانية لا تنقطع صحيح أنها لا تغني عن كهرباء تحرك الثلاجات في المنازل والمحال لكنها أهم في كل شيء للإنسان والحياة عامة ..
.. وفي بلادنا إذا استمرت الكهرباء " شغالة " لنصف يوم متواصلة استغربنا وقلنا ليش ما يطفوا ومتى "عيطفوا" , ولو انطفأت وأبطأت بالعودة قلنا أكيد خربوها في نهم أو الجدعان أو الدماشقة باعتبار ثلاثتها أصبحت غريم الكهرباء الأول , أما الغريم الثاني فتحكم مجنون يعجبه تعذيب الناس , ثم وزارة تعيش على الميجاوات الاسعافية وكأننا في مخيم للنازحين وليس في بلد عمر حضارته ثلاثة آلاف عام ..
.. ولو جمعنا قيمة اللمبات التي تكتسي بها المباني الحكومية في الأعياد لكان بإمكاننا أن نشتري "ماطور" يغذي اليمن بالكهرباء التي لا تنقطع , ولو حصلت المؤسسة العامة للكهرباء كامل فواتيرها لدى كبار المستهلكين من تجار ومشايخ ونافذين ومغفرين للطاقة الكهربائية لتمكنا من الحصول على طاقة كهربائية كافية تأتينا من الصين أو من فائض ما لدى إثيوبيا .. أما لو كان لدينا حكومة "تكنوقراط" لكان لنا مصدر آخر لتوفير الطاقة لكن هذه المرة من الشمس ..
أخيرا :
.. شخصيا أشفق على واقع الكهرباء عندنا إذ تحارب في عدة جبهات .. جبهة الصفقات المضروبة لتعزيز القدرة العامة للطاقة الكهربائية , وجبهة خذلان الجهات المعنية والذوق العام تجاه المخربين المعلومين , وجبهة المخالفين في الأحياء والتجمعات , ثم جبهة القوم الذين يأكلون زهرة حياة الكهرباء ولا يريدون الدفع المسبق أو اللاحق ..!

حول الموقع

سام برس