سام برس/ خاص
وجه الأستاذ مختار يونس الحسيني الأمين العام لحزب الحوار اليمني رسالة وطنية هامه إلى رئيس وأعضاء المجلس السياسي الأعلى وإلى حُكّام المملكة وقيادة العدوان السعودي ، والتي حصل موقع "سام برس "على نسخة منها


وفيما يلي النص الكامل للرسالة:

بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة والسلام على سيد الخلق محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه واتبعه بإخلاص وصدق من يومنا هذا إلى يوم الدين.

الأخوة رئيس وأعضاء المجلس السياسي الأعلى المحترمون.
تحيه طيبه وبعد :

إن المتأمل في المشهد السياسي لوطننا الحبيب يدرك تماماً أن ما يجري فيه من أزمات وصراعات مختلفه ليست ناتجه عن الإختلاف والتنوع الحزبي والمذهبي والمناطقي الحاصل فينا وفي مجتمعنا اليمني كأن نقول هذا مؤتمري وهذا إصلاحي أو هذا زيدي وهذا شافعي أو هذا من عدن وهذا من صنعاء.

لكنها ناتجه بسبب عجزنا عن إقامة نسق واحد وقاسم مشترك يرتضيه جميع الناس ويوافقون عليه ويعملون ويتعاملون مع بعضهم ومع غيرهم على ضوئة وهديه ونهجه.

ومما لا شك فيه إن الحوار بين الأخ وأخيه ، وبين هذا الحزب وذاك ، وبين هذه المؤسسة وتلك ، يمثل من أهم العوامل والقواسم المشتركة التي لا يختلف عليها اثنان ،
ولا يقوم أي نظام أو يستقيم أي حكم لأي حكومة أو سلطة بدونها ، ولا تنهض أي حياة سياسية أو إجتماعيه أو إقتصادية أو ثقافية لإي شعب وأمّة إلاّ بها.

ومن هذا المنطلق والمنطق ، واستناداً إلى روح الدين الإسلامي الحنيف والنص القرآني القائل ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن. صدق الله العظيم )

وتعزيزاً لثقافة الحوار وتأطيرها في المجتمع اليمني لتصبح أسلوباً وسلوكاً للحياة ومنهجاً للتعامل على مستوى الوطن والمواطن في كل الظروف والأوقات ،

ودعماً لجهودكم المبذولة في مواجهة العدوان السعودي وفي تحقيق الأمن والإستقرار والرخاء لهذا الوطن والحفاظ على وحدته وسيادته ومصلحة وكرامة أبناءه.

وحتى يستمر مجلسكم السياسي الأعلى كسلطة شرعية مرنة محبوبة وقريبة من الشعب ولكي تكون قراراتكم ناجحة وفاعله وتحظى بإحترام وتأييد الجماهير.

فإنني وإنطلاقاً من واجبي الوطني أدعوكم بإسمي ونيابة عن أعضاء حزب الحوار اليمني وكل أنصار الحوار إلى إعتماد ( الحوار ) كشعاراً وعنواناً لمجلسكم السياسي الأعلى ، وكأسلوباً وسلوكاً ومنهجاً لإدائكم وتعاملكم مع الآخرين ، وتفعيل الحوار في كل الظروف والأوقات كآلية ووسيلة وحيدة لحل وتجاوز كل الخلافات والأزمات ، ولتحقيق كافة أهداف ومصالح الوطن وغايات وآمال المواطنين الخاصة والعامة.

كون الحوار أصبح لغة العصر المثلى، وأفضل المهارات وأذكى الأدوات لإختصار المسافات وتوفير الجهود والطاقات عند حل المشاكل وتحقيق الغايات والتي لا يمكن لإي أمّة أو شعب الإستغناء عنها مهما تقدمت وتطورت بهم الحياه في صناعاتها وفي وسائل إتصالها .

الإخوة رئيس وأعضاء المجلس السياسي الأعلى.

إنكم كقيادة وسلطة رسمية ، ونحن كشعب وكأحزاب سياسية ومؤسسات وجمعيات ومنظمات مدنية وأهليه ، وكأفراد وجماعات ، وكأباء وأمهات ، وأبناء وبنات.

لا نملك أفضل من خيار الحوار لتفاهمنا المشترك ولضبط نزاعاتنا ولتحقيق غاياتنا المختلفه.

ولو اخترنا غير الحوار وسيلة لبلوغ أهدافنا ومعالجة قضايانا . فذلك إنما يعني العودة إلى الوراء والمزيد من المكايدات والمماحكات الحزبية والمذهبية والمناطقية والتي لا تقود دائماً إلاّ إلى القطيعة والجفاء والصراع والحروب والدماء والدمار.

ولو راجعنا الأمس القريب وتحديدا ما حدث في مطلع العام ٢٠١١م وما تلاه ، لوجدنا كيف كان الوطن يكبوا ويأن تحت وطأة المظاهرات والإحتجاجات والفوضى والصراع وذلك حينما كان الحوار يتخذ إتجاهاً أُحادياً عند المؤتمر الشعي العام وقياداته على وجه الخصوص .

وبالمقابل كيف تعافى الوطن ونهض من كبوتّه وتحرك إلى الأمام وذلك حينما اتفقت جميع الأطراف على كلمة سواء وآمنت بلغة الحوار .
كحل لا بديل عنه لتجاوز أزمة الربيع العربي بعد أن فشلت أمام لغة الحوار كل الوسائل والأساليب التي استخدمتها قيادات المعارضه اليمنية حينها لتحقيق أهداف ما كان يسمى بثورة الشباب السلمية .

فبالحوار ومن خلال الحوار فقط تمت صياغة المبادرة ( الخليجية ) وبأيد وطنية وأقلام يمنية خالصة ، وبالحوار ومن خلال الحوار فقط تنازل الرئيس على عبدالله صالح عن السلطة وسلّمها سلمياً لنائبه عبد ربه منصور هادي وبالحوار ومن خلال الحوار فقط تشكلت حكومة الوفاق وسُمّي أعضائها ، وتحدد موعد ومهام وقوام مؤتمر الحوار الوطني الشامل .
وبالحوار ومن خلال الحوار فقط تم التوقيع على اتفاق السلم والشراكة الوطنية وتشكلت حكومة الكفاءات .
وبالحوار ومن خلال الحوار فقط تم الإتفاق على تشكيل مجلسكم الموقر ( المجلس السياسي الأعلى ) كسلطة عليا تقود هذا الوطن وتعبر عن آمال وتطلعات أبناءه.

ومن قبل ذلك كله وتحديدا منذ العام ١٩٨٠ م وحتى العام ٢٠١٠ للميلاد ومن باب التذكير لقد كان الحوار هو اللغه الوحيده التي تعاملت بها واعتمدت عليها قيادة الوطن آنذاك في تحقيق الوحده اليمنية وكل المنجزات السياسية والإجتماعيه والثقافية والتنموية الإنمائية المختلفه التي ما زال العدوان السعودي وعملائة من الداخل والخارج وعلى مدى عام ونصف يعملون على تدميرها في ظل صمت دولي كامل وموقف عربي مخزي ومشين.

وفي الأخير وعلى ذكري للعدوان السعودي على بلادنا فإنني أدعوا حُكّام المملكة العربية السعوديه إلى الإستسلام أمام إرادة أبناء شعبنا اليمني العظيم ، والتسليم بلغة الحوار كخيار لا بديل عنه لإيقاف عدوانهم على أرضنا ، ولحفظ ما تبقى من ماء وجوههم وكرامتهم سواء استمرت السعودية في إدعائها بإن الأزمة يمنية يمنية ، وعليها وفق ذلك وقف عدوانها ورفع حصارها وسحب عملائها وعتادها من داخل اليمن والدفع بالأطراف اليمنيه إلى حوار وطني داخلي ، بإعتبار ما يحصل في اليمن شأن داخلي .

أو أقرت واعترفت بأن المعركة أصبحت سعودية يمنية بناء على ما يجري من معارك قوية فيما وراء الحدود اليمنية ، وعليها وفق ذلك الواقع بدء حوار سعودي يمني ندي ومباشر في أي دولة عربيه أو عالميه.

والله الموفق
أخوكم / أ/ مختار يونس الحسيني
الأمين العام لحزب الحوار اليمني

حول الموقع

سام برس