سام برس
يعتبر أرخبيل سقطرى، مجموعة جُزر في البحر العربي، مركزاً رئيسياً للتنوع البيولوجي الفريد من نوعه.

حيث أشتهر الأرخبيل تاريخياً بنباتاته وأشجاره النادرة والمذهلة. فقط في أرخبيل سقطرى، يمكنك أن تمتع ناظريك بالمناظر الساحرة لأشجار التنين (المعروف محليا باسم شجرة دم الاخوين) وأشجار اللُبان والورود الصحراوية ... الخ. التي تميز جبالالأرخبيل وسواحله الطبيعية. وكواحدة من مواقع التراث العالمي في العالم العربي المسجلة لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، تعد سقطرى من بين أكثر الجُزر في العالم عرضةً للخطر مع أكثر من 250 من الأصناف النادرة.

بتمويل مشترك من مرفق البيئة العالمي (GEF)، يهدف مشروع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للحوكمة والتنوع البيولوجي في سقطرى إلى تحسين سبل العيش للمجتمعات الريفية والحفاظ على التنوع البيولوجي في الجزيرة. ويستهدف المشروع أكثر من 1000 شخص خلال عام 2016، بما في ذلك 475 امرأة. حيث يقوم المشروع بتزويد المستفيدين بالمهارات التقنية والمعدات والمنح المالية لإنشاء مشاريع تجارية صغيرة لإنتاج وبيع المنتجات الطبيعية الفريدة والحرف اليدوية لضمان تنمية مستدامة.

كما تواجه المجتمعات المحلية صعوبات في الوصول إلى الأسواق والترويج لمنتجاتها الطبيعية. ومن أجل مساعدتهم على الوصول إلى الأسواق، قام المشروع بإنشاء مركز سقطرى للمعلومات والمنتجات الطبيعية في مدينة حديبو. حيث يعمل المركز كوسيط لبيع وتسويق الحرف اليدوية المحلية والمنتجات الطبيعية من كل أنحاء محافظة سقطرى. كما يعمل المركز على تشجيع الحرفيين والمنظمات الغير الحكومية المحلية لتنويع منتجاتها وتطوير حلول مبتكرة لتصميم المنتجات والتعبئة والتغليف.

وقد صرح مدير مركز المعلومات في سقطرى عبدالعزيز ناصر بقوله: "نحن ببساطة نساعد المجتمعات المحلية على تسويق منتجاتهم الطبيعية والحرف اليدوية للسكان المحليين والزوار والسياح. كما نساعد الزوار إيضاً على معرفة المزيد عن التنوع البيولوجي الغني لارخبيل سقطرى والمناظر الطبيعية والبحرية للجزيرة وكذلك الشراء والتمتع بالمنتجات الطبيعية والصناعات اليدوية التقليدية ذات الجودة العالية."

ويقوم المركز ببيع المنتجات الطبيعية القادمة من المناطق المحمية والجمعيات والتعاونيات الخاصة والعامة وأفراد المجتمع. وتشمل هذه المنتجات اللُبان والصبر وفرشاة الأسنان المصنوعة من النباتات المحلية بالإضافة إلى العسل والأدوية الطبيعية التقليدية والحرف اليدوية المصنوعة من الصوف وسعف النخيل.

وقد صرح أحد منتجي العسل ويدعى سعيد شنيهم والذي يبلغ من العمر 60 سنة بقوله: "أعيش في قرية نائية في مدينة قلنسية. حيث كنت أقوم بإنتاج كميات قليلة من المنتجات الطبيعية وبيع بعض العسل بسبب عدم وجود سوق لبيع هذه المنتجات والترويج لها. وقد كانت الأرباح منخفضة، مما يجعل من الصعب تقديم الدعم لعائلتي. الآن، أسافر إلى حديبو كل شهر لبيع منتجاتي لمركز المعلومات في سقطرى وللتعرف على طلبات الزوار. لقد ساعدني المركز على تحسين جودة منتجاتي وبيعها بأسعار معقولة."
كما يشجع المركز أيضا على السياحة البيئية من خلال توفير الكتيبات والخرائط والبروشورات حول الجزيرة والتنوع البيولوجي والحياة النباتية في الجزيرة لجميع الزوار والسياح. حيث أستقبل المركز أكثر من 3500 زائر خلال أربعة أشهر.

وتتزايد شعبية المركز يوما بعد يوم داخل أفراد مجتمع سقطرى،مما أدى إلى إستقبال المزيد من المنتجات المحلية كل شهر. وقد شجع هذا الاقبال المتزايد إدارة المركز على توسيع نطاق خدمات وعمليات المركز.
حيث أضاف مدير المركز عبدالعزيز ناصر قائلاً، "لم نعد قادرين على شراء وبيع جميع المنتجات التي نتلقاة من جميع أنحاء الجزيرة. لذلك قمنا في بداية الشهر الماضي بتصدير بعض المنتجات لبعض المحافظات اليمنية كخطوة أولى. حيث يساعدنا هذا العمل على الترويج للمنتجات الطبيعية والحرف اليدوية السقطرية خارج حدود الجزيرة وتشجيع الإنتاج المحلي.

وقد أثبتت تجربتنا مع مركز معلومات سقطرى أن إنشاء سلسلة متكاملة في إدارة التنوع البيولوجي هو نموذج مستدام للتنمية للقضاء على الفقر المدقع وتعزيز سبل العيش للمجتمعات الريفية وخلق دعم فرص عمل جديدة للشباب والنساء. حيث لم يكن بالإمكان تحقيق ذلك بدون الدعم السخي المقدم من مرفق البيئة العالمي (GEF) وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
لقراءة المزيد حول عمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن خلال الصراع الدائر، انقر هنا.

حول الموقع

سام برس