بقلم / أحمد عبدالله الشاوش
مازلنا في اليمن نعيش الصدمة من عدوانية التحالف الظالم بقيادة العدو السعودي المترصد للشعب اليمني منذ نشأته الخبيثة في الجزيرة العربية ، ولكننا أكثر صدمة في نفس الوقت من مغامرة حكام الامارات والدور المشبوه في استكمال سيناريو انتهاك سيادة اليمن ومجازر الابادة التي لا تقل بشاعة عن الدور السعودي والعدوان الصهيوني بعد ان تجرد "غلمان" الامارات فجأة من مشاعرهم الانسانية وروابط الاخوة واللغة والتاريخ والدين المشترك ، في مقابل حب ووفاء وعرفان اليمنيين لشعب الامارات وقيادته التي تنكرت في لحظة نشوة ساقطة ، وحسابات زائفة ، واطماع زائلة ورطتها في المستنقع اليمني ، لإغراقها وتشويه سمعتها ورصيد ما بناه حكيم الامة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي نقش هويته اليمنية بالخط " المسند " في قلادة توشح بها صدرة ونبض بها قلبة وأصل بها اعتزازه .

هذا الطغيان الاماراتي الحديث جاء لمعاقبة شعب يمني عريق من قبل اسرة آل نهيان التي تفاخر يوماً ما آبائها واجدادها بأصولهم اليمنية ، إلا ان قصارها الذين تناسلوا الحكم وتمردوا على المبادئ وجاهروا بالعقوق والعداء وظلم ذوي القربى الشديد المرارة ، لمجاراة الملك الطاعن في السن سلمان ونجله المدلل محمد ، لتحقيق شهره وبناء مجد وانتصارات زائفة على دماء واشلاء ومقدرات اليمنيين ، خارج اطار العقل والمنطق والحكمة والرحمة ، وأقرب الى السفه الطفولي والعته " السياسي وجنون العظمة!.

لمصلحة من كل هذا العداء والانتحار والجنائز واهدار المليارات وقوافل الشهداء والجرحى وبكاء الامهات وأنين الأطفال وترميل الزوجات في الامارات واليمن اللاتي فقدن كل رب اسرة و كل شاب بدأ يتطلع الى الحياة ، وشعب يمني يكافح من اجل لقمة العيش وشربة الماء وطلب العلم والجري وراء السلام والاستقرار والبناء ، إلا ان حكاماً بلا عقل زجوا بأبنائهم في معارك لا ناقة لهم فيها ولاجمل ، دون اي طلقة رصاصة من اليمنيين اواذى وتحريض او تدخل في شؤنهم الداخلية او التهام شبراً من اراضيهم وجزرهم .

أين صوت العقل والحكمة وهل من رجل رشيد في آل نهيان أو عقلا العرب لردهم الى صوابهم ، واين صوت شعب الامارات المحب للسلام بعد مآسي مجزرة مأرب التي مايزال ماتبقى من جرحاها يتساقطون في مستشفيات أوروبا أو ملطام البارجة الحربية المحملة بمرتزقة العالم والأسلحة والمعدات القاتلة للشعب اليمني ، تحت غطاء وتبريرات الإغاثة الإنسانية ونقل الجرحى؟.. وبأي منطق يقنع حكام الامارات اليوم شعبهم بعد ان اصبح العالم قرية ووسائل الاعلام تخترق المنازل والغرف والمكاتب والفنادق والسموات والأرض والبحار والمحيطات ، تكشف مجازر الإبادة والدمار الذي لحق بإبناء سبأ وحمير وتفضح غرف التضليل والفبركة ، رغم المشاهد المروعة والصور المحزنة والحقائق الناصعة ، مما ضاعف من الضحايا والدمار والتشريد والتهجير والفقر و الكراهية والثأر والانتقام.
ولذلك فإننا في اليمن مازلنا وسنظل نتذكر رئيس دولة الامارات السابق وحكيمها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بالخير والعرفان لان هذه سجايا مغروسة في كل يمني اصيل لم يتلوث بالمال السحت وعديم الفجور منذ ان خلقه الله ، فالشواهد التي جعلت " زايد" جدير بالاحترام كثيرة وفي مقدمتها انه جسد دولة " القوي الامين" والكلمة الصادقة والقلب الطيب والمدافع الاول عن وحدة وكرامة الامة وغيرها من السجايا والمناقب والمشاريع العظيمة التي جسدها دون منة او غرور أو اضرار ، ورغم ظلم ذوي القربى إلا ان الشعب اليمني سيظل صامداً وثابتاً وراسخاً كالجبال ، ولم ولن ينحني إلا لله سبحانه وتعالى مفضلاً حقن الدماء وناشداً للسلام .

وسيشهد التاريخ بين زمنين متناقضين أحدهما اشهى من العسل تجسد خلال فترة حكيم العرب "زايد الخير" ، والاخر امر من العلقم على يد بعض ابناءه واخوانه وبطانتهم الفاسدة الذين بحماقتهم وفقدانهم للعقل والحكمة وتنكرهم لمبادئ وقيم مؤسس الامارات أشعلوا الدنيا بالحروب وافرطوا في ظلم ذوي القربى من اجل ميناء او بئر نفط ، فهل يعي حكام " الامارات" دروس التاريخ وانقاذ ما يمكن انقاذه والاكتفاء بما وهبهم الله من نعم وترك اليمن لليمنيين وليبيا لليبيين ،، ولكم في سقوط هيبة آل سعود وعجز موازناتها وتقشفها وعدم استقرارها والتعويضات القادمة عبرة؟ مالم فإن القادم أسوأ وعدالة السماء أقرب من حبل الوريد.
*Shawish22@gmail.com

حول الموقع

سام برس