بقلم / أحمد عبدالله الشاوش
لم تكتف مملكة الدواعش المسعورة في السعودية ، باستهداف مستشفيات أطباء بلاحدود وابادة الجرحى والامراض ، وتدمير غرف العمليات ومصانع الدواء واستهداف شبكات المياه والكهرباء وشبكة الطرق وصوامع الغلال ومزارع الرمان ،، بل واصلت اجرامها بكل وحشية الى تحويل الاعراس والافراح الى مآسي يومية ، ومجالس العزاء الى نصر واهم بعد ان تجرعت الهزائم في كافة جبهات القتال وأصبحت مدنها في نجران وجيزان وعسير قاب قوسين او ادنى من السقوط رغم الفارق الكبير في موازين القوى .

ومازلنا وسيظل العالم يستحضر أبشع صورة من صور الجرائم والإرهاب ، التي أرتكبها النظام السعودي عصر السبت ، لتضاف الى مجازر الإبادة المنظمة التي سجل فيها نظام الرياض الرقم القياسي في عالم الاجرام والتوحش ، بعد ان أستهدف مجلس عزاء آلـ الرويشان بالقاعة الكبرى بالعاصمة صنعاء بثلاث غارات جوية خلفت أكثر من 700 شهيداً وجريحاً .

مشاهد مروعة في قمة البشاعة، وصور مأساوية يندى لها الجبين ودماء نازفة ، وجثث متفحمة ، واشلاء متناثرة ، وأعضاء مبتورة ، وسط صرخات وصيحات واستغاثة بلاحدود من تحت الأنقاض في لحظات اصابت الحضور والمشاهدين عبر الفضائيات بالصدمة والرعب والذهول لتختزل كارثة حقيقية وسط مشاعر غائبة وقيم منعدمة لدى الدول الخمس الكبرى والمنظمات الإنسانية والحقوقية المفرخة منها والتي تقتات من دماء وجثث الأبرياء في ظل قانون شريعة " الغاب " وتحت حماية الأمم المتحدة وغياب الدور الإنساني للدول الاوربية.

ولذلك فإن الحزن كبير والفاجعة أكبر ، والجرح عميق ، والصدمة أعظم ، نتيجة للنزوة الشيطانية ومقامرة أسرة خبيثة أسست للفكر الوهابي المتوحش الذي أنتج العديد من نسخ الاجرام التي فخخت أفكار العرب والمسلمين وحولت البيت العربي الى مأتم حالك السواد.. بعد ان تجرد حكام آلـ سعود عن كل الشرائع السماوية والقيم الفاضلة ومشاعر الإنسانية بدعم وتشجيع الولايات المتحدة الامريكية التي جعلت من ذلك النظام المستبد جزاراً في منطقة الشرق الأوسط وأكبر راعي للإرهاب الدولي الذي سقط ضحيته ملايين القتلى والجرحى والمعاقين والمهاجرين والمشردين والفقراء بآلة الدمار الامريكية والتي لم تسلم منها أمريكا في احداث 11 سبتمبر.

ورغم جرائم النظام السعودي التي بدأت منذ الـ 26 من مارس 2015م، مروراً بإلقاء القنابل الفراغية على منطقة عطان وجبل نقم وقصف سكن العمال في المخا، وقصف حفل عرس في " سنبان" واستهدف مجالس العزاء في سوق الهنود بمحافظة الحديدة وعزاء في المخا، إلا ان الشعب اليمني ظل صامداً في وجه جرائم الطغيان السعودي والاستبداد الأمريكي مُلحقاً بتحالف العدوان ومرتزقته الهزيمة تلو الأخرى في كافة ميادين الشرف والبطولة ومسدداً الضربات الموجعة في جيوش العدوان ومرتزقته الذين أصبحوا محل " سخرية" العالم وكل وسائل الاعلام والفضائيات ، بعد عام وتسعة اشهر من صمود اليمنيين الشرفاء وهزيمة مملكة داعش السعودية ومرتزقتها من اشباه الرجال المحسوبين على اليمن.

وبعد كل هذه الجرائم السعودية والأمريكية والاماراتية ، فإن الشعب اليمني صار أكثر توحداً ولحمة ضد العدوان الغاشم ، وان على القيادة السياسية والشعب اليمني الا يراهن على حيادية الأمم المتحدة وتسويف مبعوثها الدولي والأفكار والرؤى الزائفة لكيري وغيره التي يسوقونها لوقف ووأد الانتصار والزحف في جبهة نجران وجيزان وعسير التي تمثل مفتاح النصر لليمنيين ، من اجل شغلهم وتخديرهم بأوهام أشبه كالسراب في محاولة كسر المعنويات وتشكيك الشعب في وفده الوطني .. فوقف العدوان ورفع الحصار شرط رئيسي ، مالم فأن فتح المعسكرات والتجييش والتوجه الى جبهة ماوراء الحدود للجهاد ضد العدوان السعودي اقل واجب وطني وشرعي وانساني لإيقاف مجازر الإبادة والاقتصاص لدماء الأبرياء من اليمنيين.

حول الموقع

سام برس